[email protected] تصدر مقتل الزعيم الليبى معظم نشرات الاخبار العالمية ، وهلل الليبيون فرحين بنهاية عهد الزعيم وبداية عهد جديد لم تتضح معالمة بعد ، عهد يتسم بالفوضى وانتشار السلاح فى الداخل والخارج ، فى ظل غياب تام لاى شكل من اشكال المؤسسات الحزبية اذ لم تعرف ليبيا اى شكل من اشكال تنظيمات المجتمع المدنى وفى المقابل تهيمن مؤسسات المجتمع الاهلى القبلي ) على المشهد العام وهنا لابد من طرح تساؤلات مشروعة ***** واول تلك التساؤلات كيف تتحقق الوحدة الوطنية ؟ فالامانى الطيبة لا تحقق الوحدة فى ظل حالات الاحتقان والمرارات التى لحقت ببعض القبائل اثناء المواجهات الدامية فى العديد من المدن الليبية مثل بنى وليد وسرت وسبها والتى خاض سكانها حربا ضروسا ضد الثوار ؟ كيف يندمل جرح القذاذفة والاورفلة وقبائل ترهونة والفزازنة فى جنوب ليبيا ممن وجهت لهم تهمة الارتزاق نتيجة للون بشرتهم السمراء ؟ ما هى الاسس التى تبنى عليها العلاقات المستقبلية بين المكونات الاجتماعية ممثلة فى ( الامازيق والذين عانوا من القهر والاستعلاء العرقى والثقافى ويشاركهم فى تلك النظرة الفزازنة والتبو فى جنوب ليبيا والطوارق فى الصحراء )؟ *****هل تمنح هذه حقوقها كاملة غير منقوصة فى اعادة الاعتبار لثقافاتها وممارسة عاداتها وتقاليدها واعرافها ويتم مساواتها بالعنصر العربى المهيمن ؟ ثانيا كيف يعالج الثوار معضلة اقصاء كل من تعاون او عمل فى نظام القذافى طيلة سنوات حكمة ؟ من اين يؤتى بمن لم يشارك فى حكم القذافى ( فلو طبق هذا الشرط لن يوجد فى التراب الليبى كله من لم يشارك فى نظام القذافى ) فهذا الشرط سيعقد من الامر ويزيدة تعقيدا على تعقيداته . ثالثا كيف يندمج الليبيون فى افريقيا وكيف يتعامل الحكام الجدد مع الافارقة فى ظل الكراهية والمقت لكل ماهو افريقى ؟ رابعا كيف يمكن تشكيل مجموعة عمل او حكومة فى ظل هيمنة اهل الشرق على مفاصل العمل السياسى بشقيه (المجلس الانتقالى ) والمجلس التنفيذى مع العلم ان الثقة مفقودة بين اهل الشرق والغرب ؟ فالمشهد الراهن يحمل فى جعبتة مجموعة من المتناقضات والصعوبات خامسا كيفية الخروج من الشراك الخارجية والتنافس المحموم بين الغرب الاوربى وامريكا حول مقدرات ليبيا النفطية الى جانب وجود شركاء واصحاب مصالح وحقوق تاريخية ترجع الى فترات الحرب الباردة ، مثل روسيا الوريث الشرعى للاتحاد السوفيتى السابق والتى شكلت ليبيا سوقا مهما من اسواق السلاح . والصين التى دخلت على الخط فى قطاع النفط وحصلت على عقود يصعب التنازل عنها . سادسا الوضع الاقتصادى الذى تعرض لهزات عنيفة نتيجة لما لحق بقطاع النفط من اضرار ادت الى تقلص كميات النفط المصدرة ، يضاف الى ذلك فاتورة حرب التحرير التى قادها الناتو وهى فاتورة باهظة الثمن وواجبة السداد حتما سترهق كاهل الخزينة الليبية وعلى حسب مجريات الراهن الليبى فالتحديات التى تواجه الليبين تحديات ليست بالامر السهل تجاوزها ، وان لم تجد اهتماما عربيا واسلاميا ستتحول ليبيا اضطرارا للتحول الى ولاية اوربية ومنطقة متنازع عليها بين الاوربيين والامريكان يحيى العمدة / كاتب صحفى