[email protected] المشهد الليبى الراهن يشير بوضوح الى نهاية حقبة تاريخية لا نود الخوض فى تفاصيلها لا لجهل بالتفاصيل ، ولا لولاء اعمى يجافى حقيقة تطلعات الشعب الليبى فى التغيير ، فالافراد زائلون والانظمة زائلة كما انها ليست محصنة ضد ارادة الشعوب ، وتبقى الشعوب .وسنركز فى هذا المقال على قضايا نرى من الاهمية بمكان ضرورة طرحها واول تلك القضايا التركة الثقيلة لنظام خلطت فيه الاوراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلطا يصعب فك طلاسمة و فرز مكوناتة التى مزجت بمسيرة امتدت لاكثر من اربع عقود ونيف ولازالة اللثام لفهم طبيعة هذه التعقيدات نرى ضرورة تبويبها الباب الاول المكون الاجتماعيى يتشكل المجتمع الليبى من مجموعة من المكونات الاجتماعية ، ابرزها العناصر العربية المقسمة الى مجموعة من القبائل ،والعنصر الثانى الجماعات ذات الاصول الافريقية التى تستوطن الجنوب الليبى فى منطقة فزان والعنصر الثالث البربر ( الامازيق ) فى مناطق الجبل الغربى وزوارة ، فالعنصران الثانى والثالث يحسان بالاضطهاد وظلت دعواهم مكبوتة بفعل الاستعلاء العرقى والثقافى ، فمن ابرز اخفاقات النظام انه اهمل ايجاد معالجات حقيقية لهذه الاختلالات واطلق العنان للقبلية والعاشرية ضمن اطار سياسات السيطرة والتمكين ، وقد اطلت هذه القضايا بوضوح فى الصراع الدائر الان ، حينما اتهمت جماعات ثوار الشرق الليبيون من اصول افريقية من المنخرطون فى تشكيلات الكتائب الامنية التابعة للنظام على كونهم مرتزقة .انطلاقا من تورط النظام فى صراعات خارج حدوده ودعمة لتمردات فى بعض دول العالم ومساهمتة فى تشكيل ما عرف بالفيلق الاسلامى والذى كان عماده افارقة وبالتصنيف السياسى اجانب وليس خافيا على الكثيرين ما قام به الفيلق المذكور من اعمال خارج حدود ليبيا الباب الثانى المكون السياسى عمل النظام الى تشكيل ازرع خارجية تمثلت فى تنظيم حركة اللجان الثورية العالمية ،تحت اشراف مكتب للاتصال ، فاللجان الثورية هم انصار العقيد القذافى والمناصرون لنظريتة العالمية الثالثة ، فقد اشار العقيد ضمنيا فى خطاباتة الاولى الى ان هنالك ملايين ستدافع عنه من الصحراء الى الصحراء وسيحرر ليبيا زنقة زنقة -ودار- دار ، فالنظام الليبى له شبكة مركبة من الارتباطات مع العديد من المنظمات والحركات حول العالم بما فى ذلك تلك التى تصنف على انها ارهابية مثل جماعة ابوسياف الاسلامية فى الفلبين وجبهة تحرير مورو والجيش الجمهورى الايرلندى وحركة الباسك فى اسبانيا والجيش الاحمر فى اليابان ،بعض الحركات المتمردة فى مالى والنيجر والسودان فاذا استندنا الى اخر تصريحات العقيد القذافى بعد انهيار قلعة باب العزيزية الحصينة ( بانه انسحاب تكتيكى ) مع وجود جيوب مقاومة فى العاصمة طرابلس يدل على ان الصراع لم يحسم بعد وان هنالك سيناريوهات قادمة .ربما ينتقل فيها الصراع الى ساحات اخرى خارج الحدود ،لتتحول الى جبهات مواجهة ، خاصة وان طموحات العقيد القذافى الكبيرة بحكم تنصيب نفسه قائدا للثورة العالمية ومقاوما للامبريالية . والسؤال الذى يطرح نفسه هل العالم مقبل على ميلاد بن لادن جديد بخلفية راديكالية ؟ وان مرحلة حرب المدن قد انتهى فصلها لتبدأ فصول حرب الصحراء الكبرى المفتوحة على كل الجبهات . وللحديث بقية فى الحلقة القادمة وسنركز فيه على جوانب اخرى