[email protected] تطرقت فى مقال سابق الى الازمة الليبية وتطورات الصراع الداخلى بين المكونات الاجتماعية والتى اشرت فيها الى ان المجتمع الليبيى منقسم على نفسه الى مجموعة من المكونات (عرب وزنوج وامازيق )اضافة الى تقسيمات ترجع الى فترات الاستعمار (برقة -طرابلس - فزان ) ولمزيد من الايضاح القبلية تعتبر القبيلة رابطة اجتماعية ومنظومة سياسية فى نفس الوقت حينما اعتمد نظام العقيد هذه الرابطة الاجتماعية ضمن منظومة البناء السياسى ، فالمؤتمرات الشعبية هى فى حقيقة الامر تجمعات قبلية ،فالتصعيد يتم من خلال التكتلات القبلية مما يجعل من المصعدين اكثر ارتباطا بالقبيلة انطلاقا من كون القبيلة هى من دفع بهم الى تلك المواقع فى الجهازين ( اللتنفيذى ممثلا فى اللجان الشعبية والتشريعى ممثلا فى المؤتمرات الشعبية ) مع وجود شرط الزام هو ضرورة ان يكون العضو المصعد منتميا للفكر الاخضر . فالتنافس القبلى والتحالفات القبلية هى السمة الغالبة لطبيعة الحياة فى ليبيا الى جانب وجود حساسيات مفرطة بين هذه المكونات فيما بينها ، فسكان الغرب لديهم رؤية سالبة فى سكان الشرق ، ويطعنون فى ليبيتهم بحكم ارتباط اهل الشرق بمصر ووجود قبائل مشتركة بين مصر وليبيا وعلى سبيل الذكر لا الحصر (اولاد على والعبيدات )والذين يطلق عليهم فى ليبيا ( صاد شين ) اختصارا للصحراء الشرقية واثناء فترات الحكم الطويلة قد تحكمت بعض القبائل فى عصب الدولة وان كانت بسلطات اسمية ، وحرمت قبائل ومناطق اخرى من تلك السلطات الصورية مما ولد غبن واحقاد لايمكن تجاوزها ، واذا امعنا النظر فى قائمة المناطق التى اجتاحتها الثورة وسيطر عليها الثوار لوجدنا انها مناطق لقبائل ظلت خارج القسمة ، او هى خليط من القبائل ، فالمناطق التى لازالت خارج سيطرة الثوار ولم تعلن مباركتها للثوار نجد انها مناطق خالصة لقبائل حظى ابناؤها بنصيب الاسد من السلطات الصورية مما جعل ارتباطها بالنظام حافذا للدفاع عنه حتى الرمق الاخير فاذا تمكن الثوار بمعاونة الناتو فى اخضاع تلك المناطق ، لن تترك هذه القبائل ثارها ودماء ابناؤها من الذين سقطوا دفاعا عن القبيلة( مع ملاحظة ان لهذه المناطق رمزيتها ) فمثلا بنى وليد هى حاضرة قبيلة الاورفلة اكبر قبائل ليبيا عددا وسرت هى الموطن الاول لقبيلة القذاذفة والذين يتوزعون فيما بين سرت وسبها ان نهاية نظام القذافى ستكون له تداعيات داخلية وخارجية ولن تشهد ليبيا استقرارا داخليا خاصة فى ظل انتشار السلاح وغياب هيبة الدولة ولن تتخلى كثير من القبائل عن سلاحها ، وما يعلن عن عمليات جمع يقصد منها الدعاية الاعلامية ، فالمجلس الانتقالى يواجه مصاعب جمه التداعيات الخارجية لنظام القذافى منظومة معقدة ومركبة من العلاقات مع دول الجوار الاقليمى وفى كثير من الاحيان يجمع القذافى بين علاقاتة الرسمية وعلاقات باطنية مع قوى المعارضة بشقيها المدنى والمسلح ولا يكتفى بالعلاقات الرسمية ، وعلى صعيد دول الجوار علاقات القذافى مع الحركات الثورية المعارضة ، كما ساهم فى دعم ومساندة العديد من الحركات التى وصلت الى سدة الحكم فى النيجر وبوركينا فاسو واوغندة وجزر القمر ، كما انه له علاقات اخرى بحركات مقاومة لا زالت تقاتل فى النيجر ومالى والصومال والسودان وتشاد ) مما يمكن تفسيره على كونه تناقضا المجلس الانتقالى التكوين :- يتكون المجلس الانتقالى من عدة تيارات ومدارس فكرية ابرزها التيار الاسلامى المعتدل والراديكالى المتطرف والليبراليون والمنشقون من نظام القذافى ويهمن عليه مجموعات من الشرق ، مع غياب التمثيل العادل للعديد من المناطق الاخرى مما دفع بالرادكاليين بالسيطرة على طرابلس وتكوين مجلس عسكرى بقيادة بالحاج لا يدرى احد حدود صلاحياتة ولم يفصح بعد عن مهامة فى ظل وجود قيادة لما يعرف بالجيش الوطنى ،ونتوقع ان هذه المدارس والتيارات الفكرية ستصطدم حتما اجلا ام عاجلا وخاصة الجماعات الراديكالية التى اعلنت عن امارات تسيطر عليها فى درنة والبيضاء واخيرا امارة طرابلس غير المعلنة ، التداعيات الخارجية من المؤكد ان كميات كبيرة من الاسلحة وبمختلف انواعها قد وجدت طريقها الى خارج ليبيا ولم يعد امكانية السيطرة عليه خاصة فى ظل وجود تنظيمات جهادية واخرى حركات مسلحة تخوض حربا ضروسا ضد الانظمة والحكومات مما يباعد بين امكانية الاستقرار فى تلك الدول ، كما ان عناصر النظام التى هربت للخارج ستعمل على استعادة مجدها خاصة وان حدود ليبيا يصعب مراقبتها ، وسيكون للسودان نصيب من تصفية الحسابات بعد تصريحات رئيس المجلس الانتقالى عن الدعم السياسى والعسكرى لاسقاط نظام القذافى ملاحظة ان التعويل على علاقة بالمجلس الانتقالى كوقاية من الضرر امر يعتبر مخاطرة كبيرة بالمصالح العليا للبلاد ، خاصة وان هنالك مجموعة لها حسابات مؤجلة لم يتم تسويتها بعد فالاوضاع فى ليبيا مرشحة للعديد من الفصول والسيناريوهات