في التنك حالة ثورية وحشية بشرى الفاضل [email protected] نعم كان القذافي قاسياً مع شعبه وكاد أن يجعله كله خصماً له ، ولعل واحدة من أبشع ممارساته هي شنق الطلاب المعارضين في ساحات الجامعة وقتل المساجين بالجملة بما يصل إلى الألف سجين في سجن أبوسليم وخطف المعارضين له في الخارج وقتلهم كما حدث مع المعارض الكيخيا وغيره وكما حدث لدى تسليم فاروق حمدالله وبابكر النور لنميري بعد القرصنة على طائرتهم. كل هذا مفهوم وكنا نتابع الثورة الليبية خطوة بخطوة ونكتب المقالات المساندة لها.فخلال عامودنا هذا كتبنا أربع مقالات تبشر بقرب انتصارها. لكن الطريقة التي تم بها القبض على القذافي نهار الخميس وتعذيبه بالضرب ونزع الشعر عنراسه ثم قتله تظهر لنا أن من قاموا بهذه الفعلة ثوار نعم لكنهم أشرار .إن فعلهم من نفس جنس أفاعيل القذافي يمسك بالقانون باليد الجبارة نفسها التي تنتقم. كتبت نيويورك تايمز تشير إلى أن هذه الفعلة جعلت القذافي يبدو إنسانياً وهو يطالبهم بالحسنى. لا هؤلاء وحوش ولاعذر لهم بالقول انهم في حالة حرب. إنه الخطأ التاريخي نفسه الذي ارتكبه مقاتلو العراق لحظة تنفيذ الإعدام في صدام وارتكبه الرومان لدى تصفية شاوشيسكو وارتكبته القوات الأمريكية الخاصة مع بن لادن والعديد من المدنيين في أفغانستان. قالوا إن القذافي قتل أثناء التراشق بالنيران وأنه قتله بعض أعوانه لقد كذبوا .لقد شاهدناه يمشي على قدميه ثم شاهدنا الضرب وصيحاتهم الغوغائية. وجا ء تقرير الطب الشرعي ليثبت كذبهم و المتحدث باسم سلطتهم التنفيذية المؤقتة معهم.يصمت المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الآن ونتمنى أن يسفر صمته عما وعد به فيستقيل لأن هؤلاء المقاتلين لم يحترموا كلمتهم معه ولم يحترموا حقو ق الإنسان ولا القانون. ولعل من أبشع المناظر منظر معمر القذافي وهو شبه عار يرقد جثة هامدة في أرضية غرفة بمصراته ومن حوله قوم يشمتون ويهللون.لم يراعوا للموت حرمة. لكن القذافي معاد لشعبه ولشعوب عديدة.يرحمه الله