تأملات برضو الوالي رئيس طوالي..؟! كمال الهِدي [email protected] أخيراً أدركت ( قلة ) من أخوتنا المريخاب أن واليهم الغالي أهان ناديهم مثلما أساء آخرون في هذا الزمن الأجدب لهلال الملايين. عندما كتبت قبل أشهر مقالاً بعنوان \" مريخ البدري والحضري\"، غضب مني بعض المريخاب وقالوا لي \" ها أنت تسير في طريق التعصب الكريه وتحاول الاستهزاء بالمريخ إرضاءً للأهلة\" فقلت لهم أن الأمر ليس كذلك، لكن الواقع وكل الشواهد تؤكد أن الوالي وبعض المستفيدين يهينون هذا النادي بإفراطهم في احترام هذا الثنائي رغم تاريخهما الحافل بالمشاكل والقلاقل في مصر. منذ لحظة التعاقد مع الحضري تحديداً استغربت كغيري لفهم هؤلاء القوم. فالحضري معروف بإثارته للمشاكل، ولم يفكر في التعاقد مع المريخ إلا لأنه أدرك حقيقة أن رئيس هذا النادي يدفع بلا حساب، فالمال متوفر بكثرة فلماذا الحساب إذاً!! غرض الحضري الذي لم يحترم ناديه الذي قدمه للمصريين ولكرة القدم الأفريقية من التعاقد مع المريخ بدا واضحاً منذ الوهلة الأولى، لكن بعضنا هللوا وفرحوا بقدوم حارس أفريقيا الأول وأوهموا البعض بأن سمعة المريخ صارت مثل الذهب لدرجة أن لاعباً مثل الحضري يسار للانضمام للأحمر الوهاج. وحتى بعد أن فشل الحضري فنياً في مساعدة زملائه بالفريق إلى التقدم ولو خطوة واحدة من دور ال 32 لبطولة أفريقيا الأولى، استمرت حملات التخدير وبيع الوهم. أما والي المريخ فلم يكن يبحث عن أكثر من أمجاد شخصية زائفة. وقد وجد البعض ضالتهم في طموحات الوالي الشخصية فما انفكوا كعادتهم ( يهللون) ويزينون له القرار الخاطئ، لأنهم أدركوا طبعاً أن تعاقد المريخ مع حارس بهذا الاسم سوف يمنح صحفهم المزيد من الألق وسيضمن لها عائدات ضخمة. فتعاقد الوالي مع الحضري بذلك المبلغ الضخم، وضمن العقد بنوداً لم يطلع عليها أي من رجال المجلس الآخرين، هذا بافتراض أن بالمريخ مجلس إدارة! وما أن حل الحارس غريب الأطوار مشاكله مد لسانه طويلاً للوالي وأساء للمريخ الكيان. ظللنا ننادي بالمؤسسية نهجاً في الأندية وقلنا أن رجال المال الحاليين بالذات لن تكون رئاستهم للناديين الكبيرين إلا وبالاً عليهما، لكن لم يعبأ بما نقوله أحد. المريخاب تحديداً لم يكن لديهم الوقت لسماع أي أصوات غير تلك التي تمدح جمال الوالي ليل نهار. الوالي الغالي رئيس طوالي! بالله عليكم ده كلام ده؟! أيعقل أن يوالي الرجال شخصاً مهما علا شأنه رئيساً طوالي؟! وكأن حواء السودان قد أصابه العقم. حتى لو كان الوالي خبيراً وعارفاً ببواطن الأمور في المجال، لما وافقنا على مبايعته كرئيس طوالي، فما بالكم به وهو الفاقد لمؤهلات وقدرات رؤساء أندية الكرة! قبل سنوات من الآن قلت أن الوالي يستطيع أن ينمي البنى التحتية لنادي المريخ نظراً لوفرة الأموال التي سخرتها له الحكومة وحزبها. وبالفعل نجح الرجل في تطوير منشآت المريخ، لكنه فشل وسيظل يفشل في إدارة فريق الكرة لأنه دخيل على هذا الوسط ولا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد. كرة القدم لها رجالها وهم فقط من يعرفون كيف يتعاملون مع ولاعبيها ومدربيها وإعلامييها جماهيرها. أمثال الوالي لا يمكن أن ينجحوا في هذا المجال، والمصيبة أن المريخاب لم يستبينوا النصيحة ولا حتى في ضحى الغد. حتى وقتنا الحالي هناك من يتحدث عن ضرورة تغيير أعضاء المجلس باستثناء الوالي! أي فهم وأي مواقف وأي....! إذ كيف يكون الوالي رئيساً على الدوام وكلما أتى بمجلس وصفوه بالضعف والهوان وعدم القدرة على تقديم ما يفيد المريخ! كيف يستقيم عقلاً أن يكون الرئيس جيداً وقوياً وبقية الأعضاء ضعفاء! وهل من رئيس قوي ومتمكن يشرفه العمل مع أعضاء ضعفاء؟! الإجابة على الأسئلة أعلاه لا تحتاج لذكاء خارق أو عناء شديد، فهي واضحة جداً لكن بعض المريخاب لا يرغبون في التعامل مع حقيقة ضعف رئيس مجلسهم، لأنهم لا يريدون للتمويل اللا محدود أن يتوقف. وفي هذه الحالة عليكم يا مريخاب أن تختاروا بين اثنين لا ثالث لهما. فإما الثراء الفاحش أو كرامة ناديكم. لا تقولوا لي أن كرامة النادي محفوظة. فما فعله الحضري والبدري بناديكم لم يكن أول الهوان. ربما أنهما أول أجنبيين يمرغان سمعة ناديكم في التراب، لكن سبقهم إلى ذلك الكثير من اللاعبين المحليين سواءً بالتقاعس عن أداء الضريبة أو انتهاج سلوك سيء وقبيح تمثل في الاعتداء على الحكام أو غيره من التصرفات الخرقاء التي ما كان الممكن أن تمر مرور الكرام في مريخ غير مريخ هذا الزمان. كثير من تلاعبوا بسمعة هذا النادي دون أن يجدوا الردع الكافي، والسبب طبعاً أن الوالي الهين اللين لا يعرف شيئاً اسمه الجدية أو الصرامة في التعامل مع هكذا لاعبين. ولو أن جمال الوالي شجع المريخ مجرد التشجيع من المدرجات أيام المرحوم حسن أبو العائلة مثلاً لعرف كيف يتعامل مع المستهترين والمتلاعبين والمتغطرسين الذين أساءوا كثيراً لهذا الكيان. لكن واضح يا أخوتي أننا نعيش في عصر المهازل في كل مناحي الحياة، ولهذا يحتفي الناس بكل من يفسح المجال للعابثين لكي يقضوا على كل جميل فينا كسودانيين. في السابق انصب اهتمام الناس بالكرة باعتبارها وسيلة للترويح والتنفيس، لكن في السنوات الأخيرة صارت قبلة لكل الباحثين عن الثراء السريع والشهرة الأسرع. وجد الدخلاء الجدد حظوة كبيرة لأننا نشهد زماناً يعتمد رجاله على بناء أمجادهم بالركل على كل القيم والموروثات والتقاليد السودانية الأصيلة.