منصات...حرة طرة الدوحة..أم.. كتابة نيفاشا... نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] لم يكن تعين رجل دارفورى فى منصب نائب رئيس الجمهورية وفى هذه المرحلة ..مصادفة وإنما جاءت هذه الخطوة بعد مشاورات وموازنات كثيرة بعد ان فرغ منصب نائب الرئيش الذى كان يشغله الجنوبيين تنفيذا لبرتوكولات إتفاقية نيفاشا ...فطالما نظر النظام الى كل مشاكل السودان تلك النظرة التى تشوبها العنصرية والقبلية والجهوية وهذا بالضبط ما تريده الانقاذ ..كان الاتفاق فى الدوحة منّح دارفور منصب نائب الرئيس وظن الطرف المتفاوض ان المنصب لامحال من نصيبه إلا ان فوجئ ذات صباح بتنصيب الحاج آدم نائبا للرئيس فجن جنون السيسى وقال صارخا هذا خرق للإتفاق ...فرد المؤتمر الوطنى بضحكة خبيثة ..نحن إتفقنا ان نُعطى دارفور المنصب والسيد الحاج آدم هو من أهل دارفور ...فسكت السيسى قليلا وفكر ثم فكر ...وتأخرت عودته قليلا ولكنه عاد وهو يعلن إلتزامه بأتفاق الدوحة ...ولسان حاله يقول خيره فى غيره ..وقال مصرحا أنهم حتى الآن لم يستلموا مخصصاتهم المالية التى تكفلها لهم الإتفاقية وحتى ألان يتم الصرف من تبرعات أهل دارفور ...وأعلن ان ألإتفاقية خصصت لدارفور مليارى دولار سنوياً للتنمية ...ونظرا لحال الإقتصاد اليوم يمكن تقدير هذه المبالغ بالطائلة لتصرف هكذا فى إقليم واحد دون اى إعتبار للأقاليم الاخرى التى هى ايضا فى حوجة لهذه المليارات ..وهذا تحفيز واضح لها لتحمل السلاح حتى تستحق التنمية ...عانى السودان كثيرا من حرب الجنوب على مدى عمر السودان كدولة وعندما أعلنت الحكومة موافقتها على الحل التفاوضى السلمى لمشكلة الجنوب أنتج هذا الإعلان إتفاقية نيفاشا الثنائية التى قسّمت الثروة مناصفةً بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى وعانى الإقتصاد كثيرا من هذا التقسيم الثنائى الذى أقصى جميع القوى السياسية من الإتفاق وأقصى جميع أقاليم السودان من نصيبها فى الثروة ..وفى السلطة ...واليوم بعد ان ذهب الجنوب بدولته وبثروته انتج لنا النظام إتفاق آخر لن يفضى إلى حل... بإتفاق جميع المراقبين للوضع الراهن ...لن يفضى إلا إلى أزمة إقتصادية طاحنة زيادة على ألازمة التى كانت نتيجة لإنفصال الجنوب والسياسة الإقتصادية الفاشلة بإعتراف النظام ..ورغم كل هذا يواصل النظام فى صرف اموال الدولة بطريقة غير صحيحة فألاموال التى ستاتى اليوم من عملية تصدير نفط الجنوب والتى كانت ألامل الاخير فى تحسين حال البلد فى الامد القريب ..هاهى الان ستذهب الى تنمية وهمية لن يستفيد منها سوى أهل ألإتفاق ...ولن تكون هناك تنمية فى دارفور ولا يحزنون فكل ألامر كسب سياسى وشراء سلام وهمى بأموال الشعب ...وإذا نظرنا إلى ألاموال التى ستصرف غير الملياري دولار السنوية..على مخصصات ضيوف الانقاذ ...على مايعرف بالسلطة الانتقالية لدارفور ..من مبانى وعربات ومرتبات وسكن وترضيات وبدل سفر وإكراميات وبدل إجتماعات وترحيل وإيجار صالات وكرنفالات ...قطعا ستفوق بالعربى الفصيح الاثنين مليار التى خصصت للتنمية بإعتبارات الغلاء الطاحن الذى يضرب البلاد ...فبدلا من ان يسلك النظام طريق الحل السياسى والاقتصادى الشامل لمشكلة دارفور..يصر على الثناية ومستنقعها ...الذى لم يخدم ولن يخدم دارفور ولن يخترق الأزمة القائمة بل هذا الإتفاق سيعمق الأزمة اكثر وسينتج تحالفات اكثر خارج حدود إتفاق الدوحة ...فرحمة بالشعب وإقتصاد البلاد على النظام ان يتعاطى قليلا مع الرأى الآخر وأن يتعاطى ايضا مصلاً مضادا لحب السلطة والانفراد بها ..حتى يسلك طريق الحل السياسى الشامل فى كل ربوع السودان فمشكلة دارفور لا تنفصل من مشكلة النيل ألازرق لا تنفصل عن الأزمة الإقتصادية لا تنفصل من التحول الديمقراطى والاجماع الوطنى ...الحل الثنائى هو أقصر الطرق للفشل ..وأسرع الطرق لتدمير ماتبقى من إقتصاد السودان ...وتشريد إنسانه ...فالحل الشامل ثم الحل الشامل دون إستثناء أحد ...هو المخرج الوحيد من الأزمة الوطنية الشاملة ... مع ودى...