تقرير / هاشم عبد الفتاح [email protected] ربما ادرك المؤتمر الوطني بولاية الجزيرة اخيرا انه يجلس علي تل من الرمال المتحركة وان ما بداخله من حركة جماهيرية تنشط وبشكل دراماتيكي بالقدر الذي يكافي رغباتها واحتياجاتها التي لا غني عنها في سبيل الحصول علي حد الكفاف من مقومات الحياة الطبيعية فالقيادة العليا بولاية الجزيرة يبدو انها اصبحت علي قناعة تامة بان شكل الانفعالات والحراك المطلبي التي بدات تطل علي السطح السياسي بالجزيرة خصوصا من قطاعات المزارعين ومن داخل قاعدة الحزب وهي الحالة التي عبرت عنها ما عرف بالمؤتمرات التنشيطية والتي يشهدها المؤتمر الوطني علي مستواه العام والحراك . ولان الجزيرة تحظي بخصوصية التعامل والنظرة العامة من المركز لا عتبارات عديدة ومعلومة ابرزها ان الجزيرة تصنف من ضمن المناطق ذات الوعي المتقدم في الشان العلمي والسياسي والثقافي كما انها تحتضن احد اهم واكبر المشروعات الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة العربية والافريقية وهو مشروع الجزيرة \"طريح الفراش\" الذي تلتف حوله القاعدة الجماهيرية الكبري وتنظر اليه بشي من الاسي والحزن وتطالب باسعافه واخراجه من غرف الانعاش في وقت تجاهلت فيه الحكومة تماما مسوؤلياتها الحقيقية تجا الزراعة والمزارعين بالجزيرة رغم البرامج النظرية والتقارير الموجبة التي تتحدث عن واقع مشرق ومستقبل اخضر اثبتت التجارب والمعطيات ان اي حديث بهذا الشكل مجرد خيال ووهم ولهذه الاعتبارات فان القيادة السياسية تتعامل مع ولاية الجزيرة ككيان سياسي وجغرافي واقتصادي ولكن لايبدو ان هذه القيادة تعامل بمعيار القسط والعدل والمساواة بقدر ما انه جنح لاعلاء شان الموازنات والتسويات الداخلية وفق معايير خاصة والوقوف في محطات رمادية لا تخدم الجزيرة في شي وهذه هي القضية التي اضاعت المشروع وافقرت اهل الجزيرة ودفعت مجموعات كبيرة من مجتمع الولاية وتحديدا من ابناء المناقل لاحتراف تجارة الهامش بالخرطوم هروبا من واقع طارد وخدمات غائبة وتنمية منتهكة وهي ذات الحقيقة التي اظهرتها دراسات ومسوحات وزارة الرعاية الاجتماعية بالخرطوم .ومن بين الثنايا والهوامش التي اتاحت لرئة الحزب بالجزيرة ان يتنفس وتخرج جماهيره هواء ساخنا عبر المؤتمرات التنشيطية التي شغلت الوطني كثيرا الايام الفائتة حيث ان القاسم المشترك في كل هذه المرافعات والمدافعات بين كل القوي الحديثة والتقليدية بولاية الجزيرة هي ضرورة اصلاح حال لطالما ارهق كاهل الولاية والمواطنين بعيدا عن اللعبة السياسية هذا ماقالته المؤتمرات التنشيطية بلسان الباطن بل ذهبت هذه المؤتمرات الي اكثر من ذلك حينما دعت الي اعادة النظر في قانون مشروع الجزيرة للعام 2005واجراء عملية جرد شامل لكل اوجه الكسب والفشل ومن ثم ترتيب اوضاع ادارة مشروع الجزيرة واخضاعها الي التقويم والتقييم المهني والعلمي والقانوني . ولم يبتعد البروفيسر الزبير بشير طه والي الجزيرة عن حقيقة ما يجري بولايته وبالمشروع ولكنه بات اكثر قربا ناحية النبض الجماهيري عبر خطاب سياسي مفتوح ومشهود في مناسبة ختام المؤتمرات التنشيطية فالدكتور نافع علي نافع كان لزاما عليه ان يستوعب حقيقة هذه الانفعالات ويتقبلها بصدر رحب ومن ثم الاستجابة لها وفي تلك المناسبة تحدث البروف الزبير عن قضايا الجزيرة ومشروعها كما لم يتحدث من قبل الوالي وطالب بمعالجة ازمة الحقوق المنتقصة من الولاية من قبل الحكومة الاتحادية وهي التي عرفت بالقروض الدولية خاصة القرض الصيني الخاص بمحطة مياه بتري كما حمل الوالي الاستاذة اميرة الفاضل وزيرة الرعاية الاجتماعية بان ولايته فقيرة من مشروعات التمويل الاصغر وهذا الاعتراف قصد منه الوالي ان الجزيرة في اشد الحاجة لتوفير وظائف لاكثر من 30 الف خريج يحملون شهاداتهم العلمية ويهيمون بها في فضاءات الهامش يحترفون العطالة من اوسع ابوابها . اما واقع مشروع الجزيرة فعبر عنه الزبير بشير بان العطش احكم قبضته علي المساحات المزروعة فكم من الخسائر والتلف في المحاصيل جناها المزارعين دفعوا اموالهم وجهدهم لكنهم حصدوا السراب وقبضوا الريح وبهذا حاول الزبير ازاحة بعض الحجب والاستار الحديدية التي تخفي الوضع المتدهور لمشروع الجزيرة وختم حديثه \"الهم هل بلغت فاشهد ..اللهم هل بلغت فاشهد ..اللهم هل بلغت فاشهد \" لكن المفارغة ان الدكتور نافع تجنب الاشارة الي قضايا مشروع الجزيرة لا من قريب ولا من بعيد لاعتبارات يعلمها هو لكن صمت نافع ذاد من هواجس اهل الجزيرة وخلف علامات استفهام كبيرة وظلت الشفرة في غموضها رغم ان الولاية بكاملها طالبت نافع بفك \"الشفرة\" .