العصب السابع المقارنة عندكم..! شمائل النور إلى أين يسير اقتصاد السودان.. بغض النظر عن الخام الخامد غير الموظف الذي يذخر به السودان، بلا شك الذي يقرأ الواقع الإقتصادي اليومي يجد الإجابة هي أن الإقتصاد يسير إلى طريق غير معلوم نهايته.. بجانب، فإن التصريحات الحكومية المتخبطة إن كانت إقتصادية أو سياسية فهي في الواقع لا تُشير إلى حال مطمئن، فبين مستغيث يسأل الدول ألا تنظر إلى إقتصاد السودان وهو ينهار، وبين من يرى أن إقتصاد السودان في أتم عافيته بل هو أفضل حالاً من الولاياتالمتحدة، بين هذي وتلك يجد المواطن نفسه حائراً، لكن ما الحكم بالنسبة للمواطن، هل أحاديث الحكومة، طبعاً لا، فالمثل يقول البيان بالعمل والحكم بالنسبة للمواطن هو السوق، وحال السوق كافٍ جداً لإيجاد إجابة قاطعة حول ما يسير إليه الإقتصاد، الغلاء الذي يجن جنونه صباح كل يوم. رغم وضوح الوضع الإقتصادي في السوق والذي لم يُعمل لإنقاذه ولم تعلن أية سياسة جديدة بهذا الشأن، إلا أن مايدعو إلى الدهشة هو أن قيادات حكومية كثيرة، ترى أن السودان يسير إلى وضع إقتصادي مثالي، بل وصل الحال بهؤلاء أن يعيدوا ترتيب إقتصاد الدول، ليحرز السودان مرتبة أولى تسبق الولاياتالمتحدةالأمريكية، الدولة الأقوى إقتصادًا في العالم، لعل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولاياتالمتحدة خلقت أملاً مزيفاً عند هؤلاء بعمل مقارنة بجحة بين نسب لا تجمعها أية علائق تجعلها قريبة من بعضها، هذه الدول التي يرون أنها تنهار اقتصادياً، قطعاً لم تتفاجأ بأزمتها هذه كما تفاجأت الحكومة بإنفصال الجنوب وفقدان المورد الأساسي والوحيد، ودون شك سوف تكون جرت معالجات اقتصادية وسياسية وفق دراسات علمية عميقة لإيجاد بدائل لسد أية فجوة محتملة، فليس من المنطق أن نجري مقارنة بين دولة فقدت موردها الاقتصادي السياسي عمداً وعملت كل ما بوسعها لأجل هذا، وبين دول فعلت كل ما بإمكانها لإنقاذ شعبها من أزمة اقتصادية ولا زالت تفعل، كيف تجري مقارنة غير عادلة كهذه..؟ المسافة بعيدة والمقارنة لا تجوز أصلاً. هذه الدول التي ترى حكومتنا عافية اقتصادها في انهيارها، هي في واقع الحال لا تعيش عزلة كما يعيش السودان، إنها منظومة دول متحالفة مصالحها مع بعضها مصالح استراتيجية.. ودون بذل مجهود في مقارنات سخفية كالتي تجري الآن، ما هي البدائل التي وضعتها الحكومة لرفع إقتصاد السودان؟.. فقد كشف أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي أن بلاده بعد الأزمة المالية التي تعيشها سوف تجتهد بشكل أوسع في تصدير السينما الأمريكية والإنتاج التلفزيوني، لما حققته إيرادات السينما من مكاسب اقتصادية ضخمة، ففي عام 2009 عزّ الأزمة المالية فقد بلغت إيرادات السينما الأمريكية أكثر من \"10\" مليارات دولار، أقل بقليل من نصف ديون السودان الخارجية، هذا على سبيل المثال.. نعم السودان يُمكن بكل يسر أن يصبح سلة غذاء العالم ويقود العالم غذائياً، لكن هل عمل السودان لذلك؟ نحن أغنياء بالخام لكنّا فقراء جداً للفكرة. التيار