قولوا حسنا الثلاثاء 22-11-2011 المشاركة فى مفترق طرق – 2- محجوب عروة [email protected] قلت أمس أن مفهوم المشاركة السياسية الصحيحة والمطلوبة ليست مجرد محاصصة وزارية بين الأنقاذ وبعض الأجنحة الحزبية وزعاماتها لمجرد الترضيات السياسية أو لتجاوز عقبات آنية فالقضية أهم وأخطر وأعظم من ذلك.. هى قضية حل سياسى وطنى شامل، صحيح،صادق وحقيقى من أجل الأستقرار والأصلاح والحكم الرشيد والممارسة الديمقراطية السلمية فالأزدهار وذكرت أن أكثر ما أضر السياسة السودانية منذ الأستقلال هو ذلك النهج الخاطئ فى تشكيل الحكومات الأئتلافية بمحاصصات وزارية دون وضع استراتيجيات وبرامج وخطط للتنمية الشاملة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وطالبت بقيام مؤتمر دستورى جامع يشمل الجميع دون فرز للأتفاق على القواسم المشتركة واقترحت آلية لذلك، وللأسف قال لى أحدهم أن تلك المقترحات خيالية لا تستطيع بل لاتريد الأنقاذ تنفيذها فقلت له والله نفس الكلام قاله الزعماء والأنظمة العربية التى نصحت منذ مدة فلم يستجيبوا للنصح حتى جاءهم هادم اللذات!! اختتمت حديثى أمس بأن الوضع الأقتصادى الخطير وطبيعة سياستنا الخارجية والعلاقة مع الدولة الجنوبية لها أهميتها ويتعين على المؤتمر القومى الدستورى مناقشتها والأهتمام بها حتى تكتمل الصورة ونكرس اتفاقا قوميا حولها ووعدت بالتحدث عنها اليوم... أقول أن الوضع الأقتصادى اليوم مصاب بعدة أمراض أخطرها الكساد التضخمى وضعف الأنتاج وعدم الأستقرار النقدى بسبب السياسات السابقة أضف الى أن الحل للمشكل الأقتصادى فى المقام الأول هو حل سياسى ولعلى لا أتجاوز الحقيقة بالقول أن المؤتمر الجامع فى حد ذاته واحساس المواطنين والراغبين فى الأستثمار من الخارج باتجاه السودانيين نحو اصلاح شأنهم واعادة بناء وطنهم بصورة صحيح و التوحد والوفاق يعطى مناخا جاذبا للأستثمار و دفعة قوية للأقتصاد، بل ان أموال السودانيين بالخارج التى وصلت لأربعين مليار ربما يأتى كثير منها للوطن اذا أحس الناس بالأطمئنان والأستقرار ودولة الحكم الراشد والعدالة والحريات والحقوق المصانة.. ثم ان التوصل لحكومة قومية مقبولة للجميع ستشجع على حسن توظيف الموارد بدلا عن تضيعها فى الحروب الأهلية والتضخم فى الوظائف والفساد و التى تبتلع أموالا طائلة لا تذهب للأولويات ودعم الأنتاج والصادرات. ثم ان الأتفاق على سياسة خارجية حكيمة وذكية تقوم على الوسطية والحياد الأيجابى والأبتعاد عن التطرف والتركيز على مصالح البلاد ستساعد السياسة الداخلية وتكرس مناخ ايجابى جاذب للأستثمار والمساعدات لأقتصاد يعانى وكما ذكرت سابقا فلقد أصبح من المستحيل اليوم لدولة وطنية وحدها دون مساعدة الآخرين أن تصلح اقتصادها وتكرس الأستقرار النقدى لعملتها ولدينا اليونان وايطاليا واسبانيا المثال الواضح رغم أفضلية اقتصادياتها على السودان.. ثم ان العلاقة مع دولة الجنوب تحتاج لبناء ثقة وحسن علاقة معها لا يحققها النظام الحالى وحده لأسباب كثيرة معروفة منذ قيامه خاصة بعد اتفاقية نيفاشا والخلاف حولها فاذا حدث وفاق فى الشمال ومنهج جديد فى التعاطى مع الجنوب والنيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور والشرق فمن المؤكد –اضافة للسياسة الخارجية الحكيمة – سنحدث اختراقا فى الوضع المتأزم والخروج من نفق الوضعية الحالية كالحة السواد وخطر المزيد من التمزق واستخدام المزيد من الأموال نحو الأنفاق عليها فانهيار اقتصادى مؤكد. دعم الثورة السورية ستقوم الهيئة الشعبية لدعم الثورة السورية غدا تقديم مذكرة لوزارة الخارجية ثم عقد مؤتمر صحفى لتوضيح خططها لذلك وقد وافق اجتماع الهيئة أمس الأول على أهمية أن يشترك كل السودانيين فى دعمها معنويا وسياسيا ولذلك مطلوب من كل المصلين فى كل جوامع السودان فى العاصمة والأقاليم الأشتراك فى ذلك بالدعاء بالنصر والوقوف عقب صلاة الجمعة لبضع دقائق واظهار الدعم للثوار فهذا أقل ما يمكن فعله.