الأنقاذ والسقوط بأمر أمريكا وفرنسا..حلم المعارضة!! عبد الغفار المهدى [email protected] بناء عليه ستبقى الأنقاذ حتى تضطر المعارضة بمختلف تشكيلاتها وتبايناتها وتقاطعتها الى أن تنزل الى أرض الواقع التى يعيش فيها المواطن السودانى الذى أخذت حق التحدث بأسمه وتمثيله ،وفى هذا لافرق بينها وبين الأنقاذ التى يحاربونها بدعوى ظلمها للشعب السودانى والذى تتقاسمه معها المعارضة بمختلف أوجهها وتعدد مسمياتها كما أسلفنا... وهذا الأمر لايحتاج الى دلائل أو قرائن والمعارضة منذ مجىء الأنقاذ فى العام 1989م وحتى هذه اللحظة ،وهى تدور فى فلكها وتبتلع الطعم السياسى الذى ترمى به اليهم طوال العقدين التى تمكنت فيهما الأنقاذ وتغلغلت داخل هذه الأحزاب ، وحولتها لخيال ماته حاضر لتقديم خدماته لها وقت ما طلب منها ذلك،ولانود أن نستشهد بالعديد من الحالات التى شاركت فيها العديد من هذه الأحزاب الأنقاذ فى العديد من الجرائم التى توصمها بها الآن،وتخلى نفسها من المسئولية وهى ما بين نار التطلع الى السلطة والتى عجزوا عن الوصول اليها وما بين البحث عن البطولة المطلقة فى المشهد السياسى السودانى والذى تغير فى هذه الفترة الطويلة التى تمكنت فيها الأنقاذ من بسط نفوذها بشتى الوسائل حتى تلك التى أستهجنها المجتمع الدولى والمعارضة... وهاهى المعارضة الآن تخرج باخر ابتكاراتها وأبداعاتها وهى تأمل فى أمريكا وفرنسا تخليصها من نظام المؤتمر الوطنى والذى سبق وأن دعمت الولاياتالمتحدة المعارضة للتخلص منه وفشلت ،بعد أن تمكنت الحركة الشعبية من أراقة ماء وجهها وتجاهلتها فى أتفاق نيفاشا وأنفردت بتوقيعه مع المؤتمر الوطنى،وأن كانت الحركة الشعبية أكثر المستفيدين من التجمع الوطنى الديمقراطى على أرض الواقع وذلك بحساب النتائج السياسية، تاهت الأحزاب التى كانت تمثل العامود الفقرى للتجمع وسط أطماعها الحزبية الضيقة ،وبعض المكتسبات التى كانت تسعى لها قيادات بعض هذه الأحزاب من مشاركة المؤتمر الوطنى الذى أتته طائعة وبعد أن أستنفذ غرضه منها حولها الى مجرد كومبارس فى صنع القرار،وهذا السيناريو الذى صاحب تفكك التجمع وضعفه شبيه بسناريو العك السياسى الذى كان يمارسه الختمية والأنصار فى صراعهما على الحقائب الوزارية والبحث عن المصالح الضيقة على حساب الشعب السودانى حتى أنقضت الأنقاذ على السلطة وهم بحثهم عن مكتسباتها تائهون... أم نظرية التدخل الأمريكى الفرنسى والذى يعتبر أخر ابداعات المعارضة وعشمها فى أزالة نظام المؤتمر الوطنى والذى أصبحت جزء منه مغبون عليه ،فهى لاتعبر الآ عن الأفق الضيق للمعارضة وعدم مقدرتها على تحليل الواقع السياسى بطريقة سليمة... فاذا كانت أمريكا أو فرنسا بامكانهما أسقاط نظام الخرطوم الذى أرتبط معهما بمصالح وصفقات ،لما صمتوا طوال هذه الفترة وهم يتفرجون على الشعب السورى وهو يذبح يوميا ولا على الشعب اليمنى وهو يتقاتل طوال هذه الفترة ،ناهيك عن الشعب السودانى،وحتى الجامعة العربية والتى أصبحت تقبع تحت سيطرة دول الخليج وهى لازالت تمارس عجزها التاريخى وبيانانتها وبطئها القاتل أزاء القضايا العربية العاجلة ،وهى الدول التى حق توجيه القرارات الامريكية والاوربية فى المنطقة وذلك لارتباط مصالخ هذه الدول بصورة مباشرة مع دول الخليج،والا لماذا سارع الناتو بمساعدة ثوار ليبيا؟؟ بهذه الصورة التى تمارس بها المعارضة عملها لاشك أن الأنقاذ ستكون أطول عمرا..