الشيخ الترابى.الشعب السودانى لايلدغ مرتين!! عبد الغفار المهدى [email protected] من غير المعقول، ولا الممكن أن يتخيل الشعب السودانى فى يوم من الأيام ان الترابى معارضا لنظام الأنقاذ أو مفاصلا له وهو العراب والأب الشرعى لهذا النظام، والمنظر له فكريا،وكاد فى يوم أن يصبح المرجع الأكبر أو الامام الروحى لهذا النظام ،الذى وقع فى أخطاء فى حق السودان لن يغفرها له التاريخ ،او الشعب السودانى،،وحينما أنتبه نفر من تلامذته فى السلطة التنفيذية الى أن مخطط الشيخ ربما فتح عليهم أبواب جهنم من قبل المجتمع الدولى والذى أصلا كان رافضا لوجودهم فى السلطة ، أستخدموا معه عنصر المفأجأة وتخلصوا منه فى سبيل كثير من المكاسب والتى ان لم تكن دولية فأقليمية على أقل تقدير ، وهنا كانت القشة التى قصمت ظهر البعير،ومن ثم فصمت السودان ،وأنقسم الاسلاميين فيما بينهم مابين معسكر المنشية ومعسكر القصر ما بين نار أتباع الشيخ وجنة بريق السلطة،وكان الترابى بارعا فى تصعيد الموقف لصالحه وهو الذى يمسك بالكثير من الأوراق التى يجيد بها ملاعبة تلاميذه ، ومن ضمن تلك الملفات التى حول بها الأنظار اليه ، ملف تناقضه التام مع المبادى والنظم والقيم التى نظر بها فى المجتمع السودانى وكان نتاج ضررها أكبر من نفعها وهو من وضعها ورسم لها ، وفيما بعد عرف بالمشروع الحضارى... والمؤسف حقا أن يكون هذا المشروع الذى خطط له ورتب له على أن يكون النموذج للدولة الدينية والتى كان يحلم بأن تمتد الى خارج حدود السودان، جاء الغدر ليعكس الصورة تماما ويكون المشروع الحضارى نتاجه فى السودان العكس تماما لما كان هو مخطط له من تدنى فى قيم ومثل وأخلاق الشعب الى تدنى فى المستوى الثقافى ومن ثم الى جميع المجالات.. جاء الترابى ممتطيا صهوة ثورات الربيع العربى ، وبدأ من مصر التى كان الشيخ فى أمس الحوجة لزيارتها بعد هذا الأنقطاع الطويل وهو الرجل المثير للجدل فى مجالسها السياسية،ورغم كم التساؤلات التى وجهها خبراء الشأن السودانى من الدكاترة المصريين والباحثين الى السيخ والتى واجهوه فيها منذ أن كان شريكا لنميرى فى وضع قوانين سبتمبر ،وأعدام المفكر السودانى محمود محمد طه،والكثير من المحاور التى تدور حول أرتباطه بالوضع السياسى فى السودان لمدة طويلة،ورغم أن الحيرة أنتابت الكثير من الحضور فى فهم ماهية عقلية الشيخ هل هو رجل سياسة أم رجل دين، كانت هى نفس ما رد به الشيخ على تساؤلاتهم ،ولم ينسى فى نفس الوقت أن يبرى نفسه من جميع موبقات أنظمة الحكم السودانية التى تعاقب عليها الشيخ... والآن الشيخ يرفع صوته عاليا مناديا الشعي السودان أن هب وحى على الجهاد عفوا فالجهاد سقط من فقه الشيخ ،وأن هبوا وثوروا وأسقطوا هذا النظام .. وهل تبقى فى الشعب نفس يهب به ويثور وهو الذى أنهكته أسعار العلاج والأدوية وحق المدارس ومصاريف البيت وهلمجرا.... وهل يثق الشعب السودانى مرة أخرى فى الشيخ أو الأمام أو السيد؟؟؟؟؟ لا شك أن الشعب أصبح أكثر كياسة وسخرية من مواقف هؤلاء القادة أو السادة ولن يقبل مرة أخرى أن يلدغ من نفس الجحر مرتين!! لكن ليس معنى هذا أنه لا أمل فى التغيير ،، الأمل يبقى ما بقى من هم يعملون من منطلق حبهم للسودان قبل حبهم لذاتهم وأنتمائاتهم الضيقة والصيد فى الماء العكر.. حينما تتوفر النوايا وتخلص وتضع السودان أمامه قبل كل شىء وفوق كل أمر حينها سيأتى التغيير وبسلاسة ووعى.. فلا أملك الا أن أرجوا من الشيخ الترابى أن يعلم أن الشعب أضحى غير الشعب الذى كان يتم أستنفاره وحشده للتمكين.. ونسأل الله أن يهدأ سر السودان ..