العصب السابع ألا تختشون..! شمائل النور جاك شيراك، الرئيس السابق لفرنسا، كان ينتظر بكل هدوء إعلان قاضي محكمة الجنح الفرنسية لعقوبته إما سجن إما غرامة أو السجن والغرامة معاً، حيث تمت إدانة شيراك أمس الخميس في قضية \"الوظائف الوهمية\" الشهيرة، وصدر الحكم على الرئيس الفرنسي السابق بالسجن لمدة سنتين، وقضية الوظائف وقعت عندما كان شيراك عمدة باريس بداية التسعينيات، حيث قام بتعيين مقربين له بهدف دعمه سياسياً في حملة انتخاباته، التهم التي وُجهت لشيراك هي استغلال السلطة، واختلاس المال العام، أي أن شيراك قام بخلق وظائف من العدم لمقربين، أي يعني المحسوبية العادية التي تعرفون... لو تذكرون في عام 2007 استقال رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز المُقرب جداً من الرئيس الأمريكي جورج بوش وقتها، جاءت الاستقالة بعد تورط ولفوفيتز في فضيحة محاباة وانحياز، حيث قام ولفوفيتز بزيادة راتب صديقته الليبية الأصل والتي هي موظفة بالبنك، فقد مثل قرار زيادة راتب موظفة انتهاكاً لقواعد ولوائح البنك الدولي ولم تشفع له علاقته الخاصة مع الرئيس الأمريكي. عجبي أن في بلادي تُخلق الوزارات الجرارة ومناصب المستشارين والمساعدين لترضيات تصل درجة أقل من شخصية، وهذا نتاج طبيعي لأن يحدث في بلادي أيضاً وفي أكبر قطاعات التنمية الحيوية والذي هو من نصيب كل هذا الشعب، ببساطة لأنه من عرق جبينه وعلى حساب لقمة عيشه، في هذا القطاع الذي هو ملك لكل شعب السودان يُسأل المتقدم للوظيفة عن قبيلته بل هي كانت مضمنة في \"فورم\" التقديم وقد تكون حتى الآن مضمنة، وإن لم تكن مضمنة حتى الآن، فإن لم تكن من تلك القبيلة فقد كتب الله لك ألا تُحظى بهذه الوظيفة.. أظنها واضحة ومعلومة للجميع، هذا العار الذي تلبس كل مناحي الخدمة المدنية حد القيء لن يُغسل إلا باجتثاث كل المفاهيم البدائية التي تحولت عمداً إلى سياسات تنتهج في أوان ينبغي أن نتخلص فيه منها إلا أنها زادت واستشرت كما النار في الهشيم، والنتائج مفتوحة لكل العالمين يرون كيف أن المحسوبية فتكت بالخدمة المدنية بل عدم التساوي في الفرص تحول إلى صراعات سياسية استراتيجية يدفع ثمنها كل الوطن. أين نحن المسلمين والذين يرفع ولاة أمرنا شعارات الإسلام.. أين نحن من هذه الدول والأنظمة العادلة حد الاستفزاز.. أليس هذا شرع السماء قبل أن يكون تشريع قضاء أمريكي أو فرنسي أو تايلندي؟ هذه الأنظمة تُطبق شرع السماء بحذافيره ولا تعرف فقه السُترة وفقه الضرورة، تعرف فقط مصلحة الوطن العليا وأولوية مصلحة الشعوب تعلو فوق كل شيء، لكن رغم ذلك هي دول الكفر والطغيان...ألا تختشون..؟!. التيار