العصب السابع شريعة إسلامية أمريكية شمائل النور مدير الاستخبارات القومية الأمريكية دنيس بلير تقدم استقالته في مايو 2010م، الاستقالة جاءت عقب سلسلة أخطاء ارتكبت في عهده، كان آخرها قضية الشاب النيجيري الذي حاول تفجير طائرة بمطار ديترويت كان على متنها، وأُحبطت العملية قبل وقوع أية خسائر، سبحان الله، كون أنه لم تقع خسائر نحن نحسبه من الإنجازات العظيمة التي لا تحدث إلا في عهد رجل لن تلد النساء أمثاله، لكن الحسابات مختلفة تماما هناك، فهم يحسبون ثمة وجود احتمال أن تقع خسائر إنما هو الإهمال والتقصير بعينه لأن القضية أمن شعب، وأنا أطالع هذا الخبر تذكرت أحداث أم درمان تلك وكيف أن حركة العدل والمساواة دخلت البيوت من أبوابها. في عام 2007 استقال رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز المُقرب جداً من الرئيس جورج بوش وقتها، جاءت الاستقالة بعد تورط ولفوفيتز في فضيحة محاباة وانحياز، حيث قام ولفوفيتز بزيادة راتب صديقته من أصل ليبي والتي تعمل بالبنك فقد مثل قرار زيادة راتب موظفة انتهاك لقواعد ولوائح البنك الدولي. في عام 2008 استقال حاكم ولاية نيويورك اليوت سبيترز بعد يومين من إعلان تورطه في فضيحة أخلاقية وليت الفضيحة وقعت، كانت مجرد مكالمة هاتفية تم التنصت عليها وتسجيلها، كان الرجل يُرتب للقاء مع إحدى المومسات في أحد الفنادق فلا هو بات ليلته تلك ولا هو بقي على منصبه. المؤسف جداً أن سبيترز عُرف بحملاته الشعواء ضد الفساد والمافيا لدرجة أنه كان يُلقب ب (سيد نظيف) فلم يشفع له كل ذلك، بل تأسف أمام الصحفيين على تخييبه آمال شعبه، ولم يكن قدر المسؤولية. بالله عليكم هل تحلمون يوماً بأن تنشر إحدى صحفنا واقعة مثل هذه، ثم كيف تتسبب هذه الواقعة في استقالة حاكم نيويورك، فالسلوك الذي بدر من حاكم نيويورك هو حرية شخصية لا يتدخل فيها دين ولا أخلاق ولا عرف مجتمع لكنها ببساطة تمس المال العام حيث نشرت صحيفة نيويورك بوست وقتها أن الرجل أنفق نحو ثمانين ألف دولار على بنات الهوى على مدى عشر سنوات. الاستقالة لسبب التقصير في واجباتك التي أقسمت قسماً غليظاً أن تؤديها بإخلاص -بأي حال من الأحوال هي تصالح مع الذات وحفظ ماء الوجه وهي رجوع إلى الله بالنسبة للحاملين اسم الله، فالخطأ لا يندرج تحت منظومة العيوب بأي شكل من الأشكال، لكن هناك فرق كبير بين أن يتضرر من الخطأ مرتكب الخطأ لوحده وأن يتضرر من الخطأ شعب بأكمله، فالعيب هو أن نتمادى ونغض الطرف عن انتهاكات تحدث بشكل مستمرّ، ونراها بأعيننا.. تعالوا.. نُعدّد كم من مسؤول، مصير الشعب في يديه توفرت فيه كل أسباب الإقالة دع عنك الاستقالة، لكنه باق في مكانه ولا ضير أن يتم ترفيعه إلى درجة أعلى.. أليست تلك هي الشريعة الإسلامية بذاتها.؟ التيار