العصب السابع برلمان ليس بخوّاف..!! شمائل النور (البرلمان لا يخاف الشعب لكنه يخاف الله) الحمد لله أنّه يخاف الله..إذاً لماذا يثور البرلمان كل هذه الثورات حتى التي لم تأت بربيع بعد، وحتى لو كانت \"حركة في شكل وردة\"، فهي ثورة تُحسب أنّها لصالح البرلمان قبل أن تؤتي أكلها لصالح الشعب الذي لا يُخوف البرلمان خاصة وأن البرلمان من صلب الحكومة، فتخيلوا القيمة عندما تحاسب الحكومة حكومتها، ليس هناك أفضل من ذلك، وقد بدأ فعلاً إتجاه حقيقي لذلك حتى لو تعثر ولو لن يأت بنتائج ملموسة، إلا أنّ البرلمان في الفترة الأخيرة بدأ يتحرك، فلماذا \"يشيل البرلمان إصبعه ويطبز به عينه\" بعد أن اجتهد في تقريب المسافة بينه وبين الشعب، لماذا يُصرّ بعض نواب البرلمان أنّ برلمانهم لا يخشى الشعب ولا يخشى الرأي العام، بل الإصرار أكثر على إيصال هذه الرسالة، فهل الخوف من الشعب عار أم ضعف أم ماذا يعني في فقه العمل البرلماني، وإن لم يخاف البرلماني الشعب فمن الذي أتى به وأجلسه تحت قبة البرلمان، أي تناقض هذا؟. ثم بهذا الإشهار الفذ لشجاعة البرلمان في وجه الشعب يُمكن بكل بساطة أن نخلص إلي ما مفاده أنّ كل ما يقوم به البرلمان ما هو إلا تصفية حسابات حزبية بحتة لا علاقة للشعب بها ولو تدثرت بقضاياه.وأنّ كل ملف فتحه البرلمان ما هو إلا بدافع التصفية وليس بدافع إجتثاث الفساد.ويكون معنا الحق في ذلك. ليس هناك ما يستدعي البرلمان أن يقول قوله هذا. في عام 2008 استقال حاكم ولاية نيويورك إليوت سبيترز بعد يومين من إعلان تورطه في فضيحة أخلاقية لم تتم، وتأسف أمام جموع الصحفيين على تخييبه آمال شعبه واعتذر أنّه لم يكن قدر المسئولية، المؤسف جداً أنّ سبيترز عُرف بحملاته الشعواء ضد الفساد والمافيا لدرجة أنّه كان يُلقب ب (سيد نظيف)، كل هذا لم يشفع له، هذه هي قيمة الخوف من الشعب بل هي واجبة وينبغي أن تقع على عاتق كل من اختار أن يتحمل مسئولية شعب حتى لو أبى. هل تلتمسون عيباً عندما يخرج مسئول ويقول أنّه يخشى خروج الشعب، وتصفونه بالجبان مثلاً. على أقل تقدير فإن لم يكن المسئول يخشى الشعب وخروجه عليه ويجرؤ بكل ما أوتي على قول أنّه لا يخشى الشعب فهو طاغية كامل الدسم، ليس أقل من ذلك. فما بالك بأن يخرج هذا القول من برلماني يمثل الشعب قبل أن يمثل حكومته، أو هكذا ينبغي بل إنّه يرى في هذا القول الشجاعة الكاملة. مخافة الشعب هي واجب يحمي البرلمان أولاً قبل أن يحمي الحكومة التي من صلبها هذا البرلمان. مخافة الشعب لا تنفصل من مخافة الله بل تتصل. خافوا الله ولا تخافوا الشعب، فلسوف يتحقق كل ما يريده الشعب بمخافة الله الحقيقية. التيار