[email protected] الولايه الشماليه من الولايات الغنيه ......بمواردها الطبيعيه من مياه وأرض ومعادن وانسان صاحب حضاره قديمه ومتجذره،الى جانب المعالم الأثريه التى تعتبر رافد اقتصادى هام اذا تم استغلاله بالصوره المثلى ،فالولايه تحتوى على مياه جوفيه يتمثل فى الحوض النوبى الى جانب نهر النيل العظيم. مساحة الأراضى الصالحه للزراعه تبلغ أكثر من 12مليون فدان،الك جانب مناخ مساعدللكثير من المحاصيل التى تعطى الولايه ميزه تفضيليه فى الانتاج والتسويق. فهى قريبه من أسواق مصر ذات الكثافه السكانيه والاستهلاكيه العاليه الى جانب وسط السودان وشرقه. بالرغم من كل هذه الامكانيات الا أن الولايه قد عانت من اهمال الحكومات المتعاقبه مما جعلها من أكبر الولايات الطارده لسكانها ،ومن تبقى منهم عانى من الفقر والمرض حيث توضح الاصاءات أن 50%من سكان الولايه تحت خط الفقر كما أنها من أكبر ولايات السودان انتشارا لمرض السرطان. وبعد وصول حكومة الانقاذ الى السلطه ، لم يتغير الحال كثيرا حيث أن الولايه لم تستطيع جذب أبنائهاوالمقدر عددهم ب7ملايين من العوده، مما يجعل الحديث عن التنميه حديثا فارغ المضمون، حقيقه هناك الكثير من الاشكاليات التى تواجه الولايه وانسانها. فالولايه تعانى من وضع ادارى متردى انعكس على الكثير من مناحى الحياه فيها فالزراعه تدهورت وأصبحت غير جاذبه مما أدى الى ترك الكثيرين لهذه المهنه لايعقل أن يصل سعر برميل الجازولين الى أكثر من 300جنيه ، التركترات الساعه تكلف ال40جنيه ،المبيدات تكلف ال150جنيه الى جانب مدخلات الانتاج الاخرى. وقد أدى الفساد الادارى الى اهدار مال النفره وعدم الاستفاده فى دعم المزارعين. كما تم استيراد تقاوى فاسده للبرسيم مما أدى الى أضرار بليغه زادت من معاناة المزارعين والذين يستدينون كل ذلك من البنك الزراعى مما يجعلهم ضيوفا دائمين على سجون الولايه . كما أن الصراعات بين أعضاء حزب المؤتمر الوطنى ،ودعم المركز لبعضهم على حساب البعض الآخرمماأدى ذلك فى الارتباك وتقديم الاستقالات وفقدان الانسجام فيما بين أعضاء الحكومه والتى من المفترض رعاية انسان الولايه ووضع الخطط للنهوض به. وقد انعكس ذلك فى الكثير من القرارات المربكه ،كالتعامل مع اشكاليات السدود وقرارت بيع بعض مؤسسات الولايه من مستشفيات ومدارس بدلا من ابقائها والزياده عليها ، وصرف الأموال فيما لايجدى ، مثال بناء قصر الضيافه من عدة طوابق وأجنحه وغرف فخمه جعلت الصحف تتحدث عن ولايه أشبه بمن سقطت أسنانه ويصر على استخدام أحمر الشفاه . فالولايه بكل هذه الموارد لا تحتاج الا الى استقرار ادارى ، وكف المركز عن التدخل فى شئونه وادارته بالريموت كنترول، والغاء الجبايات للداخل والخارج من الولايه من محصولات ومواد تحتاجها الولايه ، فالرسوم مثلا على جوال السكر 5جنيهات وجوال الدقيق 3جنيهات كلها أعباء تضاف على عاتق انسان الولايه كما أنه يدفع مابين(3-12)جنيه لصادره من المحصول. فالتحرك الشعبى مطلوب والمطالبه بالحقوق من أوجب واجبات القطاعات الحيه فى الولايه حتى لا نترك كل شىء لأهواء الاداريين الذين لا يجيدون الا المناكفه ومحاولة المحافظه على مواقعهم من خلال المؤمرات التى يديرونها. وان لم نفعل ذلك فسيأتى اليوم الذى يهاجر فيها من تبقى والذى لايستطيع الهجره سيقتله الفقر والمرض ولن تبقى الا يافطه كتب عليها كانت هنا ولايه.