بالمنطق كما مات الخليل ..!!!! صلاح الدين عووضه [email protected] مسؤول ( نظامي ) رفيع صاح بالأمس قائلاً في لحظة فرحٍ طاغٍ عقب مقتل خليل : ( سوف نلاحقهم شبراً شبرأ ، وزنقة زنقة ) .. ولو تدبر المسؤول هذا في مفردات تهديده – التي أعجبته - هذه لما قالها ؛ ربما .. فهي علامة تجارية ( إستهلاكية !!) مسجلة باسم الزعيم الذي عُثر عليه ( مزنوقاً !!) داخل أُنبوب تصريف مائي قبل أن يُدفع به نحو حتفه ( شبراً شبراً !!) .. كان مصيره كذلك – القذافي – وهو الذي طالما هدد ثوار ليبيا بملاحقتهم ( شبراً شبراً ) و (زنقة زنقة ) .. إذاً ؛ فتهديد القذافي ذاك كان من باب الإستهلاك السياسي ( الترفي !!) الذي لا تُؤمن بوائقه .. إنه تماماً مثل استهلاك ( المترفين !!) أطايب السلع الغذائية الدسمة – وهم يضحكون – قبل أن ينتهي بهم المطاف عند الطبيب وهم (يتوجعون !!) .. فالإعتداد ( الخادع !!) بالقوة هو – تماماً – كما الإعتداد ( الخادع !!) بالصحة .. وإن كان النوع الثاني من الإعتداد هذا يدفع ثمنه صاحبه وحده ، فإن الأول قد يدفع ( أثمانه الباهظة !!) صاحبه ، والشعب ، والوطن معاً .. فالشعوب تُقتل ، والأوطان تُدمر .. ويبقى الفرق بين الثمنين هذين أن الشعوب والأوطان تدع ضريبة ( التعافي!!) ، بينما المستهلكُون لل( العنتريات !!) الكلامية يدفعون ضريبة ( التعالي !!) .. والكلام أحياناً قد يكون ذا عواقب وخيمة حتى وإن كان من شاكلة ما يسميه السودانيون (الكلام الساكت !!).. وحين كان قادة مايو يُكثرون من الكلام ( المستفز !!) - في أواخر عهدهم - قال لي أُستاذ الفلسفة المعاصرة المصري الدكتور مدين مُنفِساً لغضبي : ( سيبهم يتكلموا ، هوَ الكلام بفلوس ؟! بس أنا خايف كلامهم دية يكون ثمنه غالي أوي ) .. وبالفعل كلفهم كلامهم ذاك ثمناً غالياً جداً- بعد فترة وجيزة – رغم إنه كان ( من غير فلوس !!) .. ولا يفهمن قادة الإنقاذ من كلامنا ( غير الساكت !!) هذا أننا نستكثر عليهم إظهار الفرح والتباهي والالتفاخر عقب الإنتصارات العسكرية .. ولكن الذي نخشاه هو أن يُكتروا هم من التباهي هذا إلى درجة الإنتقال من خانة الخصومة ( النبيلة!!) – تجاه الآخر – إلى خانة الخصومة ( المستفزة !!) .. ولعلنا ما زلنا نذكر تصريح آركو مناوي ذاك – قبل المصالحة ثم المخاصمة – لقناة \" الجزيرة \" حين استباح مطار الفاشر ودمر من طائراته ستاً ؛ حسبما قيل آنذاك .. فقد قال إنه فعل ذاك الذي فعله ( وجعةًً في البشير !!) .. وربما لم يكن البشير هو المعني – تحديداً – بحديث مناوي ذاك وإنما الذين يتكلمون كلاماً ( ساكتاً !! ) من أركان حكومته ذا ( استفزاز !!) .. كلاماً ( من غير فلوس ) يكون مكلفاً جداً بعد ذلك .. أما الكلام الذي يُنسب إلى البشير و تداعياته ( باهظة الثمن !!) لا تزال باديةً للعيان إلى يومنا هذا فهو تصريحه الذي قال فيه : ( أخذناها بالقوة – أي السلطة – ومن يردها فليأخذها بالقوة ) .. وقد ردده قبل أيام – التصريح هذا – ناطق باسم إحدى حركات دارفور المسلحة عبر فضائية ال(بي بي سي) إشارةً إلى أن ( وسيلة القوة !!) هي سنة إستنتها الإنقاذ .. والآن نخشى أن تكون الإنقاذ قد استنت سنة ( غير حميدة !!) أُخرى أشد خطراً عندما أطلقت العنان لعواطفها فرحاً بموت خليل ابراهيم إلى درجة يوشك معها الفرح هذا أن يضحى ( شماتةً !!) .. نخشى ذلك سيما بعد الحديث عن الملاحقة ( زنقة زنقة !!) .. ثم الحديث عن ( القصاص الرباني !!) .. ثم الحديث عن احتمال أن يكون خليل هذا قد أُستهدف ( شخصياً!!) وذلك من واقع الكلام ( المجاني !!) الكثير من منسوبي الإنقاذ .. فالسنة هذه – إن هي وقرت في قلوب معارضي الإنقاذ – قد تفتح باباً لظاهرة لم تألفها ساحة العمل السياسي السوداني من قبل .. ظاهرة ( الإغتيالات السياسية !!) المصحوبة ب( الشماتة !!) .. ثم تقنين ذلك ( شرعياً !!) بمقولة ( القصاص الرباني !!) .. وما لا يتمناه أي سوداني أن يأتي أوانٌ بدلاً من أن نقول فيه مع وردي طرباً : ( كما غنى الخليل !!) .. نقول فيه مع النائحات ألماً : ( كما مات الخليل !!! ) .