تحليل / هاشم عبد الفتاح [email protected] لن تستقر ولاية الجزيرة ولم تهدأ علي حال الا وتدخل فصلا جديدا من الخلافات والتنازع والتصفيات السياسية مسببة المزيد من الحرائق والتراجعات في البنية السياسية والخدمية والتنموية .. حقائق شاخصة بك عزاباتها وتناقضاتها وثقتها تجربة البروف الزبير بشير طه الوالي القادم الي عرش الولاية بالجزيرة منذ حوالي ثلاث سنوات \"مفوضا\" من المركز لقيادة عرش الولاية عبر بنامج سياسي \"محوري\" اعتبره اهل الجزيرة وقتها بانه المنقذ والمصلح لواقع خرب لولاية ينظر اليها خبراء الاقتصاد بانها امل السودان وركازته فراهن المصلحون علي مشروعهم غير ان الاعتقاد السائد لدي البعض ان ربما لم تفلح هذه السياسات في اقتلاع جزور الازمة بالولاية او معالجة احتقانات الحزب ولا البؤر الملتهبة ولم يتحقق كذلك الانسجام بين المؤتمر الوطني والمنظومة الحزبية والسياسية الاخري والمناوئين للحزب . ولكل هذا لم ينصلح الحال وفق ما كانت تطمح وترغب في تحقيقه مجموعة الاصلاح التي كانت تستهدف في المقام الاول قيادات المناقل فكانوا اول الضحايا وهذه الحقيقة اقرت بها عدد من قيادات الصف الاول بالوطني في الجزيرة وطالبت الصحيفة بعدم ذكر اسمها كما ان جماعة المناقل لديها اعتقاد راسخ بانها لازالت في مرمي نيران قصر الرئاسة بمدني غير ان هذه السياسة وبمعطيات الراهن وما جري من تعديلات طفيفة في الطاقم الحاكم بالولاية خلال اليومين الماضيين ربما يعني ان الحكومة \" القديمة المتجددة\" استكملت وقودها ونضب معينها ولم تجد ما تاكله فبدات تاكل في بنيها وعرابيها فذهب الرجل الثاني في الطاقم الحكومي المستشار برئاسة الولاية \" الفكي \"عبد الله محمد علي واخرون .الرجل الذي كانت بين يديه كل مفاتيح اللعبة السياسية بالولاية علي مستوي الحزب والجهاز التنفيذي ويدير شوؤن الولاية عبر سلطات كاملة بلا سقوف . وكان احمد المصباح الذي كان احد افراد المجموعة الاصلاحية بخلفيته الامنية معتمدا للمناقل ثم وزيرا للتخطيط العمراني لكنه ايضا غادر الولاية وبشكل درامي كما غادر من قبله وزير الزراعة السابق ازهري خلف الله حينها كان الاخرون ينظرون الي الجزيرة بانها محكومة ببركة الفكي عبد الله محمد علي وسيف \"المجاهد الزبير بشير \"والحق يقال ان عبد الله محمد علي حاول تجميع الجزر المشتتة داخل كيان الوطني واستمالة او بالاحري اعادة الغاضبين الي حضن الحزب ولكن يبدو ان المسافات لازالت متباعدة والثقة مفقودة بين مجموعة المحافظين وحكومة الاصلاحيين اذا جازت التسمية ففشلت المساعي وعادت القضية الي مربعها الاول وماعاد المؤتمر الوطني بالجزيرة الوعاء المقنع لمنسوبيه في البقاء داخل كياناته واجهزته عندما اهتزت الشوري وغابت الشفافية وتصاعدت الخلافات وتخطت حواجز النقد الذاتي المشروع الي الفضاء الاعلامي المفتوح وهي ذات الحقيقة التي افادنا بها القيادي بالوطني عبد المنعم الدمياطي .والان تتحدث التقارير الواردة من بعض المحليات وتحديدا من منطقة البطاحين بمحلية المناقل عن انسلاخات وخروج جماعي من المؤتمر الوطني بلغ حجمها اكثر من 350 عضوا وفي المقابل تتحدث تقارير الوطني عن مجموعات كبيرة انضمت للوطني . والواقع ان جماعة الرصيف يعتقدون ان ولاية الجزيرة مهددة بمزيد من التراجعات في كافة الاصعدة ولكن بابعاد مجموعة عبد الله من القصر ومن منصبه في الحزب ستفتح ابواب من التكهنات والاسئلة الحائرة ويتكشف كل ما هو مسكوت عنه وسيكون هناك غاضبون ومتطوعين بتقديم خدمات نبش \"البلاوي\" وتحريك الملفات السوداء خاصة تلك التي كانت قد تحدثت عن فساد وضياع حقوق المواطن وممارسات الضغط والاحتواء والولاية . وبقراءة فاحصة في طبيعة المشهد العام بالولاية فان المتابعين لما جري ويجري الان يدركون تماما ان الحكومة التي حاول الزبير بناء ركائزها ومعالجة اعطابعها لايبدو انها قائمة علي رؤية سياسية مستوعبة لطبيعة الجزيرة او مكوناتها السياسية والاجتماعية ولكنها قائمة علي فقه القربة والولاء والمصلحة هذا ما يقوله خصوم الزبير ويقولون عن حكومته ايضا انها زاهدة ومقلة في التعاطي الموجب مع معاش المواطنيين وضروريات حياتهم الامر الذي اغري مجموعات سياسية وشبابية للتحرك بشكل مكثف الايام الماضية وهي مجموعة سمت نفسها \"بخلاص الجزيرة\" ..فكم من المشروعات الكبيرة قد اجهضت ودونكم طريق \"المناقل/القرشي\" الطريق الذي اصابته النظرة الدونية لحكومتي المركز والولاية علي حد سواء رغم ان هذا الطريق وبحسب التسريبات الرسمية يعتبر ضمن نطاق الاشراف المباشر للسيد النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه لاهميته وجدواه القتصادية والتنموية ليس علي مستوي الجزيرة فحسب وانما علي المستوي القومي بحكم ان يربط مناطق الانتاج بالاسواق المحلية والخارجية فمذ ان ولا ندري ماذا كتب مندوب \"طه\" في تقريره حينما زار المناقل للوقوف علي الطريق .لكن السفينة سارت غير ابهة بالاخرين وغير مكترسة بمخاطر السكة ولا بكابة المنظر فالمناقل الان اهلكتها البلهارسيا واستوطنت في بطونهم حينما فقدوا الرعاية وعز عليهم العلاج الا ان المحلية \"ونوابها \" في نوم العافية والولاية منشغلة بخصوماتها السياسية اما مشروع الجزيرة فقد اخذ حقه كاملا غير منقوصا في تشريد وافقار الاسر وديوان الذكاة وحده هو الذي يعطي المعلومات والارقام الحقيقية بعملائه الجدد والقدامي من الاسر \"المفقرة \" ويبدو ان كل محلية من المحليات السبع يسكنها \"جن كلكي \" جاءت به عبقرية المؤتمر الوطني الذي يتسيد الساحة السياسية بالولاية بلامنازع من في تكريس ادب سياسي جديد من الخلافات القائمة علي اساس السلطة والنفوذ ويبدو ان كل غاضب او مقال من منصبه في عقله الباطن مشروع مذكرة او فكرة احتجاج ضد حلفائه السابقين .