الصادق المهدي الشريف [email protected] ما زال القائد أحمد عبد الشافع ننائب رئيس حركة التحرير والعدالة يعتصم بالولايات المتحدةالامريكية.. بعد خلاف بينه ود.تيجاني سيسي رئيس الحركة ورئيس السلطة الإنتقالية.. سافر الى (ورشة واشنطن) ولم يعد حتى الآن.. وفي بعده جآءت تشكيلة السلطة الإنتقالية لتزيد الخلافات داخل الحركة.. وبالطبع ظلّ عبد الشافع بعيداً عن التشكيلة.. وبعيداً عن المناصب والسلطة. هذا الرجل أثبت في خلال الفترة الوجيزة التي قضاها بالسودان أنّه قائد من الطراز الأول.. بما لديه من مقدرات وكاريزما.. ليس ذلك فحسب.. بل مقدرته على التعامل مع المواقف الفجائية التي تحتاج الى ضبط الأعصاب أولاً.. ومن بعد ذلك ضبط التصريحات. فحينما رفضت السلطات منح جند الحركة سلاحاً لحراسة الشخصيات المهمة.. وتأجل سفر وفد المقدمة الى دارفور بسبب تلك المشكلة.. في ذلك الوقت توقعت الصحف تصريحات ساخنة من عبد الشافع تزين بها صفحاتها الأولى.. وتوقع الشامتون على الدوحة أنّ الحرب قد بدأت بين طرفيها. لكنّ عبد الشافع إمتصَّ كلّ ذلك بتصريح صغير وموجز (هنالك مشكلة في التنسيق داخل اللجنة الأمنية المشتركة.. مثل هذه المشكلات سوف تُحلّ بالتدريج).. وبالفعل تسلمت الحركة تشوينها من الاسلحة.. وأكملت زيارتها الى دارفور. أمّا زيارته لاسرة عبد الواحد محمد نور وتناول الطعام في ديوانهم الفسيح فقد كان عملاً لا يقوم به الا الزعيم.. (ولا أحمل الحقد القديم عليهمُ/ وليس زعيم القومِ من يحمل الحقد) كما قال المقنع الكندي. الشاهد في كلِّ هذا أنّ هنالك من يرى أنّ هذه الصفات التي يحملها عبد الشافع.. تمثلُ مصدراً ل(الخطر).. ومصدراً ل(التوجس).. ولن يوزل التوجس في القريب العاجل. وقد كان مرشحاً لمنصب (والي) في دارفور.. أو وزيراً إتحادياً حسب حجمه وتضحياته داخل الحركة.. أمّا وقد ذهب المنصب الإتحادي لبحر أبو قردة.. وزيراً للصحة.. فإنّ منصب (والي) في دارفور أصبح أكثر بُعداً من أمين عام الحركة. تيجاني السيسي لم يكن جزءاً من العمل المسلح.. ويرى (رُبّما) أنّ كاريزما عبد الشافع داخل القطاع المسلح في الحركة يمثل خطراً على زعامته التي كادت أن تتشتت بعد التشكيل (غير المتفق عليه) لهيكل السلطة الإنتقالية. لهذا سيصبح تعيين أحمد في منصب الوالي بعيداً عن أعين السيسي.. ووسط القاعدة الشعبية والعسكرية لعبد الشافع.. مقامرة غير مضمونة العواقب.. لا سيّما وأنّه لا يرخي أذنيه للتوجيهات العابرة للولايات.. التي تصدر بالهاتف من المركز. كما أنّ العقلية الأمنية للحكومة.. ترى خطراً قادماً من تحت قبعة عبد الشافع.. خطراً (قد) يماثل خطر عقار الذي وَلوَّه على ولاية طرفية.. بعيدة عن الأعين.. فكانت (حرب العيدين).. لذا (لن) تتحمس لتعيين عبد الشافع بعيداً عن يدها القابضة. أعتقد أنّ إعتصام الرجل بأمريكا ليس من فطن السياسة.. فالسياسة هي فن الممكن.. وأنّه من الرشد أن يحضر الى البلاد.. فوجوده بالداخل وبين جنده ومناصريه خيرٌ له من الإعتصام بالخارج.. عليه أن يلعب بولتيكا.. فما لا يُدرك كلهُ لا يُترك جُله. التيار