و..وخليهم يتسلوا..! وأشياء...أخرى!! بروفيسور محجوب الحارث و..ونحاول أن يدرك أبناء وبنات شعبنا الباسل إن الثورة بمعناها الكلاسيكي تعيد الديمقراطية الحقة كاملة لا نصف الديمقراطية ولا تعددية الأربع؟كما وتفضي إلى بتر حاسم نهائي للثورة المضادة وفلول النظام الغابر، ولعل هذا ما تغاضى عنه الأخوة الثوار في الشقيقة الكبرى والأزلية مصر، فعندما شبت ثورة 25 يناير 2011 سخر الطاغية مبارك بقوله(خليهم يتسلوا) ولم تخطر بباله أن نهايته وشيكة بل وعلى النقيض كان يرى بعقله المريض إن طريق الثورة مسدود (بالضبة والمفتاح) ومؤمن تماماً بمتاريس أجهزة الأمن وإن كل من تسول له نفسه ويرفع عقيرته معارضاً تقتضيه مصيدة النظام الاستبدادي(3عقود!) ولا بأس من أن يلقي حتفه في طقوس التعذيب الوحشية والمفرطة..والآن والعالم كله شاهدة يتنحي ويتخلى عن الحكم، بيد أن ثوار ميدان التحرير فات عليهم أن مبارك خول للمجلس العسكري الأعلى إدارة البلاد بقيادة الطنطاوي(وزير دفاعه!) وجلهم من رموز النظام فكيف لهم تأسيس نظام جديد ديمقراطي وتعددي؟ وبعد مرور عام ما زالت الصورة معتمة في ما ستؤول آلية الأوضاع في مصر ولكن الثابت إن النظام الاستبدادي القائم على القهر والكبت والقمع ما زال مسيطراً على كافة الأصعدة في الأمن والإعلام والشئون الخارجية والاقتصادية...الخ وان أراد ثوار مصر للثورة الشعبية أن تحقق أهدافها. وهذا ما هو متوقع فعليهم مواصلة التظاهر والاحتجاج لتفكيك النظام والسيطرة على أجهزة الدولة لأن الثورة الشعبية في الواقع لا تحقق النجاح النهائي بالضربة القاضية وإنها بالنقاط لأنه لا توجد ثورة إلا وواجهتها ثورة مضادة من كبار رجال الأمن والإعلاميين وكبار الملاك ووجهاء الريف وهؤلاء يستميتون لإعادة عقارب الثورة إلى الوراء وهذا ما نسميه بمخاض الثورة وتجدهم في كافة شرايين الدولة الغابرة فما حدث –إذن- في مصر لم يكن انتقالاً ثورياً صوب الديمقراطية والتعددية ، نعم أطيح برأس النظام الفاسد ولكن ما زالت مؤسساته مهيمنة وفاعلة وجميل أن يري الثوار يقتحمون المتاريس الخرصانية حول ميدان التحرير مطالبين بإسقاط المجلس العسكري الجديد( وهو بقايا مبارك) وهذه هي إرادة الشعب والتي تعني التحرك على الأرض ولا مساومة مع نصف ديمقراطية أو تعددية إلا..ربع! وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد .أن يستجيب القدر!! وإلى لقاء المرة القادمة عن السودان وما أدراك ما السودان حيث ما زال السودانيون يبحثون ثورة وهي فعل جامح يجتث جذور الفساد والاستكبار والهيمنة ( الكنكشة) وشعبنا مثل كل شعوب الأرض لا يرضي بتسييس النظام لقضاياه المطلبية الملحة و..والمليونية جاية ..جاية..!. أما ما جري في جامعة الخرطوم العريقة فحدث ولا حرج ومكانك سر! لآن ترحيل الطلاب لأداء الامتحانات في جامعة أخرى لا يحل قضيتهم ولن يوهن عزيمة الحركة الطلابية ذات التاريخ المشرق في إشعال فتيلة الثورة (أكتوبر-أبريل) وتعليق د/ الدومة يفقأ عين الثورة لأبد ما يدور في جامعة الخرطوم يعبر –حقيقة- عن مجمل الأوضاع المتردية في السودان في ظل تعنت واستبداد وتسييس الدولة للقضايا المطلبية الملحة ولو كانت جامعة الخرطوم مستقلة لما حدث ما حدث ..وإن تحدث صديقنا ب /حياتي عن العرف – وليس قانوناً- يمنع دخول الشرطة للحرم الجامعي فمعروف إن العرف مكمل للقانون باعتباره موجوداً في ضمير المجتمع وهو ما تُبني عليه القاعدة القانونية وعليه فما كان للحرس الجامعي أن يسمح للشرطة والاستنجاد بها لتفريق مظاهرات سلمية للطلاب داخل أو خارج الحرم الجامعي واستخدام القوة المفرطة والمهم ليس صحيحاً أن المعارضة تعاني شرذمة أو انتقائية ..فالمعارضة أرضها مفتوحة في فضاء السودان المترامي الأطراف رغم ما نرى من تساقط الأقنعة والكرة الآن في ملعب الشعب والشعب يريد الحرية ويريد الديمقراطية والتعددية ويريد استرداد كرامته التي مسحوا بها الأرض وكما تردد د/ نون الشقية في أنه من المبكر الجزم في أي اتجاه سيمضي المشهد السياسي في عمومياته ولكن المؤكد أن الشعب لن يرمي المنديل أو الراية والآية الكريمة تقول ، هم يمكرون والله خير الماكرين ..أو أليس كذلك؟ والى لقاء جديد. الميدان