[email protected] واحدة من تحف السينما العربية هذا الفلم وهو من ابداعات الفنان العملاق عادل إمام مع مشاركة الراحل عبد المنعم مدبولي .. والذي يجسد فيه أخطر انواع فساد الانظمة الدكتاورية .. وهو فساد الانظمة الامنية .. وعندما يتحول حاميها الى حراميها ... ذلك لان رجل الامن الناس يأتمنوه على اموالهم واعراضهم .. ابسط مثال لو كنت تحمل سلاحا وتهدد به مجموعة من اللصوص او قطاعي الطرق الذين كانوا يهددون حياتك وحياة من تعول ستتخلى عن سلاحك بمجرد رؤيتك لرجل أمن .. لانك تعتقد وتجزم بأن هذا هو دوره الاساسي وليس دورك أنت..وبالتالي ستكون ستصدم اذا اكتشفت بعد ذلك انه رجل الامن ما هو الا أحد افراد تلك العصابة التي تهدد حياتك .. وصدمتك ستتضاعف لأنك سلمته سلاحك وسلامك دون أي مقاومة منه .. شاهدت هذا الفلم قبل عقدين من الزمان ولكن تتكرر مشاهده في ذهني كل ما قرأت عن جريمة يرتكبها أحد افراد الشرطة والامن في حق أحد المواطنين في بلادنا .. ويزداد اسفنا عندما نرى الاحكام في بلادنا غير رادعه .. آخرها رجال شرطة السجن بسنجة الذين اغتصبوا السجين المراهق مستقلين صغر سنه وبعده عن اهله وبدلا ان يكونوا هم حماة لعرضه من باقي المساجين .. يكون رجال الشرطة هم من ينتهكون عرضه ويدمرون حياته .. يحذروه بعدم الابلاغ عنهم والا ساموه سوء العزاب .. وبعد ذلك تصدر احكام اردعها السجن خمسة سنوات فقط لاكبرهم .. لقد شاهدنا وسمعنا هنا في السعودية قبل عدة سنوات كيف تم اعدام رجلي شرطة تعزيرا بعد ان اغتصبا بنت احد الوافدين المراهقة مستقلين سيارة الشرطة وزيهم الرسمي .أخذوها من ابيها وذهبوا بها الى الصحراء ..وهكذا يجب ان يكون الحكم لرجل الامن .. يجب ان يكون رادعا وعبرة لغيره .. ولانه ليس كذلك في بلادنا اصبحت تتكرر مثل تلك الحوادث.. في فلم إحنا بتوع الاتوبيس عادل امام وعبد المنعم مدبولي وهم جارين في عماره واحده .. كل واحد منهما يظن ان الآخر صاحب منصب كبير ومسؤل بالدولة ويستند عليه.. وعندما يجتمعا في البص ( الاتوبيس) تحدث مشاده مع الكمساري ويحال البص الى مخفر الشرطة .. في تلك اللحظة يصادف ان مجموعة من ظباط الامن الكبار الفاسدين يدبرون مؤامرة وهمية لقلب نظام الحكم ..مدعين كشفها حتى ينالوا الحظوة عند الرئيس ويحصلون على ترقيات .. ولكي تكتمل الحبكة كان ينقصهم العنصر البشري .. ليجدوا ضالتهم في ركاب الاتوبيس .. والذين يزيفون اقوالهم لتتناسب مع المؤامرة السياسية .. فيصبح الفلم نوع من الكوميديا السوداء التي تنتزع منك ابتسامة بين الدموع .. فأنت ترى افراد الامن بأوامر من قادتهم يعزبون ركاب البص حتى يعترفوا بمؤامره لم يسمعوا بها حتى .. ومن الطرائف عادل امام وكان اسمه جابر في الفلم يسأله الضابط عن علاقته بالسياسة فيقول له كانت جدتي طول حياتها تقول لي ( سايس الناس يا جابر ..... سايس الناس يا جابر ) ..ليملي الظابط المتحري لكاتبه الامر هكذا ( ولقد ورثت السياسة في عائلتي كابر عن كابر وقد كانت جدتي سياسية كبيره ولها دور في توجيهي السياسي ) وهكذا .... وبعد ان يقرأ عادل امام المحضر قبل ان يوقع عليه يجده يقود الى حبل المشنقة حاول يتراجع لولا لكمة من الشاويش عبد المعطي في ظهره تجعله يوقع وهو صاغر على امور لم يسمع بها طيلة حياته .. لا نملك الا ان نقول الحقوا ما بقي من شرطة في البلاد .. واعيدوا ثقة المواطن فيها باحكام رادعة لمثل تلك الافعال الشنيعة .. لم يمر شهر على قضية العساكر السبع الذين اغتصبوا السجان الفار الا وعقبتها تلك التي تفوقها بشاعة لانهنا حدثت لمراهق كل جريمته انه كان يدخن الشيشة ..