العصب السابع الدابي.. يعبث..! شمائل النور أظن أن أحد الكُتَّاب العرب كان على حق حينما قال إن التركيبة النفسية للفريق الدابي هي التي تحجب عنه الرؤية عما يحدث في سوريا رغم الخبرة العسكرية الغزيرة عند الفريق.. الكاتب في مخيلته الأوضاع في دارفور.. إذ لا يُمكن أن يكون أمراً عادياً وغير مخيف ذاك الذي يحدث في مدينة حمص من قتل وسفك وتعذيب وترهيب أكثر من غيرها من مدن سوريا، فإن كان الذي بحمص أمر عادي إذاً سوريا لا تعاني من أزمة، ولو أن الدابي قال إن الأمر طبيعي في أية مدينة أخرى غير حمص لكانت مقبولة؛ لكن حمص وضعها لا يحتاج إلى مراقب. بعثة المراقبين العرب يرأسها السودان قبل أن تكون برئاسة الفريق الدابي، والدابي يمثل السودان لا يمثل نفسه في هذا الوضع المأزوم، واختيار السودان رئيساً للبعثة هو اختيار قطري 100% لا أدري إن كان السودان ينتظر شرفاً من رئاسة هذه البعثة أم لا، خاصة بعد أن حدد السودان موقفه من الثورة في سوريا بعد موقفه الشهير في جامعة الدول العربية.. حسبنا في باديء الأمر أن الدابي له خطة \"ما تخرش المية\" للتعامل مع عمل بعثة المراقبين والنظام السوري، وتيقنّا أن التصريحات الأولى التي أعقبها نفي إنما هي سياسة تكتيكية، سوف تكشف بعدها البعثة تقريراً شفافاً عن الوضع الإنساني في سوريا، على الأقل تقريراً يواكب ما يُبث في شاشات كل القنوات على حد سواء، ويواكب عدد القتلى المتزايد يوماً بعد يوم؛ لكن الذي حدث هو بالفعل أن الدابي لم يرَ ما يخيف في سوريا... الآن بعثة المراقبين برئاسة السودان تفقد موضوعيتها تماماً بعد انسحاب عضوين منها الجزائري أنور مالك وآخر سوداني لم يُفصح عن اسمه.. وأعضاء آخرون فيما يبدو جاهزون للانسحاب.. بعد حديث أنور مالك وتقديمه شهادة ومشاهدات عكس ما نقل الفريق الدابي، وُضع الدابي وكل البعثة في دائرة الشريك مع النظام السوري في تقتيل الشعب هناك... أحد شهود العيان روى لقناة فضائية أنه رأى بعينيه رجال الأمن ينتحلون شخصيات ثوار ويمنعون بعثة المراقبين من دخول بعض الأحياء، بل هناك منظر أكثر مهزلة، رجال الأمن يستقلون سيارات بعثة المراقبين العرب ويطلقون منها النار على العزل.. هذه الشهادة ليست بعيدة عن واقع شهادة البعثة التي لم ترَ في سوريا أمر يدعو إلى القلق.. معارض سوري قال إن النظام في سوريا لم يقبل ببعثة المراقبين إلا بعد أن علم بأن الفريق الدابي هو من سيرأس البعثة.. إذاً النظام يعلم أنه سيجد ضالته في الدابي.. أظن أن التجربة السخيفة وضحت جلياً وأصبحت المشكلة كلها في الفريق الدابي.. تبرئة النظام السوري و إدانة الشعب السوري ببلاغ كاذب.. هذا عبث ليس إلا. التيار