: مسؤول رغم أنفه محمد الهادي / القاهرة [email protected] يجد العديد من الناشطين والمراقبين السياسيين صعوبة بالغة في التفاعل مع ادعاءات \" المناضلين \" السودانيين الذين اتخذوا من منافيهم الاختيارية منطلقا لنضالهم المزعوم ، ليس لعجزهم عن تحريك الأحداث في البلاد أو هز شعرة في رأس الحكومة فحسب و انما لأمتاهنهم الكذب و تشويه الحقائق في وضح النهار من أجل خلق بطولة زائفة أو علم بالحقائق لا يدركه الآخرون و كأن العالم أو الشعب السوداني اصبح بلاذاكرة و لا ذكرى . و ماعرفنا في تاريخ الشعوب ان تجمعات و مسيرات وهتافات في بلاد اللجوء اسقطت حكما ، و لا سمعنا ان النضال يتم عبر تدبيج الافتراءات و تشويه التاريخ و الأغتيال المعنوي للأشخاص ، لا لشيء إلا لأنك عجزت عن مقارعتهم سياسيا ، أوقدمت ما يقنع الآخرين بأنك الأفضل . أقول ذلك بمناسبة الاتهامات المتواترة في عدد من المواقع الالكترونية للسيد كمال حسن علي سفير السودان الحالي بالقاهرة والتي تحاول جاهدة أن تلصق به مسؤولية ما شهده معسكر العيلفون لمجندي الخدمة الوطنية في الثاني من ابريل 1998م عندما حدثت عمليات شغب بالمعسكر يعلمها تفاصيلها الجميع و انتهت بفرار جميع المجندين بعد احراقهم المعسكر وجرت تطورات مؤسفة في ذاك الوقت ولقي نحو 55 طالبا حتفهم غرقاً في النيل (حسب الاحصائية الرسمية لمنسقية الخدمة الوطنية ) وفي واقع الأمر فأن المعسكر المعني كان تحت الإشراف المباشر لمنسقية ولاية الخرطوم و التي كان يرأسها السيد عادل محمد عثمان منسق الولاية في الوقت الذي كان فيه السيد كمال الدين حسن علي يشغل وظيفة الناطق الرسمي للخدمة الوطنية و المدير العام لشركة دار المقدمة ورئيس تحرير مجلة المقدمة وجاء منسقا عاما للخدمة الوطنية الالزامية لاحقا و تحديدا في عام 2000 أي بعد عامين من تلك الاحداث . فهل يتم يتحمل السيد كمال المسؤولية بأثر رجعي ؟ هل يريد منا المناضلون \"الشرفاء\" كما درجوا على تسمية انفسهم بأن نقبل هذا المنطق ؟ وهل هذا هو سبيل النضال الذي اختاروه ؟ إن المعارضة الحقيقية تنطلق من المجتمع نفسه وهذه القلة من \"المناتلين\" لا تعبر عن حقيقة أهل السودان وإنما هم نتاج نتاج الضياع و البحث عن ادوار في الحياه بأي ثمن ويمكن إعتبار سلوكهم في التلفيق و التشويه حالة مرضية بعيدة كل البعد عن الشخصية الوطنية السودانية . ولأن التلفيق و التشويه المتعمد منهج لدى هؤلاء فقد سعوا لممارسته مع الفريق محمد أحمد الدابي بعد اختياره رئيسا لفريق المراقبه العربي في سوريا ، فنعقوا بأنه مطلوب للمحكمة الجنائية بسبب ماارتكبه خلال القتال في دارفور !!! بينما الجميع يعلم أن الفريق الدابي ترك القوات المسلحة في عام 1999 و بدأت الحرب في دارفور عام 2003 ، ثم يطلب منا عنوة أن نصدق أن الرجل متورط بالحرب هناك . وبقي أن نقول إن السفير كمال حسن علي مثال للقيادات الشابة الناجحه ( وهذا ما يغيظهم ) وحسب خصومه أنهم لم يجدوا له اخفاقا واحدا ينسبونه اليه - على قدر المناصب التي شغلها- سوى اللجوء الى التلفيق و لي عنق الحقائق لتصادف هواهم فلو افترضنا بالفعل ان هذا الاتهام جاد وحقيقي فان سؤالاً جوهرياً سرعان ما يفرض نفسه بقوة، وهو : ما الذى جعل الاتهام يتأخر كل هذه الفترة (حوالي 14 سنه) ولا يثار إلا الآن بعدما تم اختياره سفيرا للسودان في أكبر سفارة سودانية بالخارج والاجابة أن مناضلي الغفله آلمهم ذلك و ظنوا أن القاهرة اصبحت مرتعا خصبا لنضالاتهم المزعومه بعد ثورة 25 يناير ، ولكنهم تفاجئوا بأن السفير كمال يملك من العلاقات مع الثوار مالاقبل لهم به وأن وجوده بالقاهرة بما يتمتع به من علاقات و صفاء سيرة و سيريره بمنطقة تمثيله هو فشل ذريع لما يزعمونه من نضال فسقط في أيديهم و يسعون لأغتيال شخصية الرجل سياسيا ، ولكن هيهات فإن أحداً لا يساوره القلق حيال هذه الاتهامات العاجزة لأن الامر فى مجمله مجرد أوهام في خيال مريض يتم إلباسها – قسراً – ثوباً سياسيا نضاليا لايمت للواقع بصله .