قولوا حسنا مذكرات الحركة الأسلامية وخلافاتهم -3- محجوب عروة [email protected] انتهيت أمس الى أن عوامل عديدة على رأسها تداعيات انشقاق 1999 و نتائج نيفاشا والفشل فى مواجهة التحديات الكثيرة على رأسها الأقتصاد والفشل فى تكريس ما وعد به انقلابها الذى قال بفشل غيره وما سبقه، أدى ذلك كلهس الى شعور قواعد الحركة الأسلامية السودانية وكثير من قياداتها بقرب فشل نهائى وانهيار حتمى لمشروع الحركة الأسلامية فى السودان يضاف لذلك التأثير المباشر والطبيعى للربيع العربى الذى امتد حتى شارع المال فى نيويورك وبعض دول الغرب بسبب التردى الأقتصادى فما بالنا ببلد كالسودان يقع فى منطقة الضغط السياسى المنخفض ويواجه تحديات عظمى لا قبل له بها مهما فعل. ولعل القارئ العزيز يتذكر أننى قلت أنها ليست مذكرة واحدة كالتى يتحدث عنها الآن بعض قيادات الأنقاذ والحركة الأسلامية أيدها بعضهم وانتقدها آخرون، بل هى مذكرات عديدة هذا غير النقاشات والكتابات الواسعة فى الصحف، أذكر منها مذكرة قبل فترة قدمت من بعض أساتذة عضويتهم بالجامعات قبل أشهر ومنها بعض مذكرات وحوارات حاولت التوفيق بين جناحى الوطنى و الشعبى لم يصبها نجاح، ومنها مذكرة مؤخرا قيلت أنها من مستشار الرئيس الدكتور غازى العتبانى وهيئهم البرلمانية ومنها مذكرة قبل فترة قيل أنها جاءت من عضوية الحركة بالمملكة المتحدة ومنها المذكرة الأخيرة التى أثارت التصريحات الأخيرة لاحظت فيها أنها جميعا من داخل عضوية الحركة وقياداتها الناشطة تدعو جميعها لترميم الحركة الأسلامية الحالية واصلاحها والتحقيق فى شبهات الفساد وتحقيق العدالة الأجتماعية والسياسية ومواصلة تطبيق الشريعة الأسلامية عبر برنامج للأسلمة وانجاح عملية التحول السياسى والديمقراطى ووضع دستور جديد. ثم قرأت أخيرا قبل أيام ورقة أو بالتعبير الأنجليزى non paper نشرت مؤخرا فى موقع سودانيز أون لاين لم يظهر بعد معديها واضح أنها أعدت و كتبت بعناية وتركيز واضح أنها من بعض الأسلاميين المتابعين بدقة لها أهمية وميزة خاصة لأن أهم ما جاء فيها أنه ليس من أهدافها ترميم النظام الحالى أو محاولة اصلاحه لأنه ظل يرفض ذلك بل يئد كل محاولات الأصلاح حتى وصل مرحلة لا يمكن نصحه واصلاحه. وتقول هذه المذكرة أن هدفهم تبيين أن مسايرة نظام الأنقاذ ضرب من مخادعة النفس والتهرب من مواجهة الواقع. والهدف الثانى فك الأرتباط بين النظام الحاكم والحركة الأسلامية والسير فى اتجاه التطور الديمقراطى السلمى فى اطار مشروع وطنى رشيد. ثم بهدف فتح قنوات العمل الوطنى المشترك حيث لا ينبغى لجماعة أن تحتكره. وهدف رابع اطفاء نيران الحرب حيثما وجدت والعمل فى اتجاه السلام والتنمية واستئصال الفساد وتجفيف منابعه واعلاء قيم العدل والشفافية. الذى يجمع بين تلك المذكرات – عدا مذكرة غازى –أنه لم يظهر لها قيادات واضحة، وفى ظنى ليس ذلك مهما بقدر أهمية ما ورد فيها جميعا رغم تفاوت محتوياتها ومراميها فالحراك موجود ومعروف بل وصل فى الفترة الماضية لمواجهات مباشرة مع قيادة الحركة والدولة كما عكسته بعض الصحف. وهنا تنشأ أسئلة هل ينتظر القائمون على هذه المذكرات حتى مؤتمر الحركة القادم لأحداث التغيير وهل سيسمح القابضون على الحركة ( السوبر تنظيم) بالتغيير مستخدمين آليات السلطة مثلما فعلوا عندما نافس غازى العتبانى نائب الرئيس على عثمان طه قبيل اتفاق نيفاشا وكاد يقوز عليه لولا تدخل جهات عليا؟ أم يؤدى الحراك الحالى ووقوع الحركة الأسلامية بين حجرى الرحي الأقتصادى والسياسى الى تفاعلات داخلية بصورة أو أخرى مفاجئة تؤدى الى تغييرات ما؟ ثم ما قدرة القواعد والقيادات الراغبة فى الأصلاح والتغيير على الفعل؟ وما تأثير المعارضة الداخلية والضغوط الخارجية وعدم الأستقرار فى العلاقة مع الجنوب والتوترات والأحتقانات الكثيرة على التأثير المباشر وغير المباشر؟ دعونا نرى.