دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القائد المزعوم للتيار السلفي الجهادي في السودان السديرة : لم اقل لاحد امضي الى الجهاد مطلقا ومن يستشيرني فلن ادعه يذهب
نشر في الراكوبة يوم 06 - 06 - 2013

لم يمايز العفو الرئاسي الاخير بين معتقل سياسي ومحبوس ديني، ان صحت التسمية، فكان ان عانق كادرات الاحزاب او ما يعرف اعلاميا وسياسيا بمعتقلي الفجر الجديد الحرية من بعد طول احتجاز.. وبالمقابل عبّ بعض شيوخ السلفية كؤوس الحرية، فكان ان تم اطلاق سراح الشيخ مساعد بشير السديرة المشهور بمعرفته الفائقة في علوم الحديث، ورفيقه الشيخ سعيد نصر، الذين اعتقلا على خلفية اعلان التيار السلفي الجهادي رسميا في ندوة محضورة، تزامنت مع احتجاجات عارمة خرجت لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في سبتمبر الماضي.. جلسنا الى الشيخ مساعد بمحاور مفتوحة، نتأبط اسئلة مفخخة، وتساؤلات مشروعة واخرى غير مشروعة، فوجدنا انفسنا امام رجل بمواصفات خاصة.
باختصار كنا في حضرة رجل تخرجُ من عنده – حين تُجالسه – مملوءاً بالحماسة للاسلام، حتى انه ليُخيّل إليك انك - لا محالة – مُلاقٍ أسد الاسلام حمزة في بعض طريق، او انك – حتما – مُقابل سيف الله المسلول خالد ابن الوليد في درب هجرة.. وربما هذا ما جعل الشبان المتوثبين لنصرة الاسلام على طريقتهم الخاصة المرفوضة عند كثيرين، والمتحفظ عليها من آخرين، يتحلقون حول الرجل بعقل مفتوح، وذهن متقد، وهمة لا تفتر، هم – وشيخهم – في حالهم ذاك مثل جند يتحفزون لاخذ التعليمات النهائية من قائدهم. لكن الفارق بين القائد ذاك والمنظّر هذا، ان الاخير لا يحشو بنادق المجاهدين بالبارود الحارق والقاتل بعمدٍ وبغيره، على الرغم من انهم – اي طلاب الرجل الشيخ – يدججون ادمغتهم وعقولهم بفكر الجهاد، برغبة المُنظّر او بدونها.
جلسنا اليه نحمل لافتة كبيرة موادها اننا لسنا مع او ضد احد، فكان ذلك جواز مرور الى الرجل الذي ظل يتمنّع عن الحديث الى الصحف، بل ابعد من ذلك، اختار لنفسه عزلة، ليست شعورية ولا هي مكانية، كما هو حال اهل جماعة المسلمين المعروفة اعلاميا وشعبويا ب(التكفير والهجرة)، لكن ضيفنا اختار ان يُنجز مشروعه الفكري في صمت، بعيدا عن صخب المدينة وصحافتها التي تلهث بعبط مفضوح وراء الاسماء الوضيئة واللامعة، دون ادنى إلتفاتة لمن يصنعون الاحداث العظام للامة الاسلامية، اتفقنا او اختلفنا حول تلك الاحداث.
ظهر صوت الرجل للناس، بطرحه الجرئ المغاير هذا لاول مرة حينما كان يتحدث من وراء حجاب، او قل من وراء راية تنظيم القاعدة الشهيرة بلونها الاسود، التي تزينها عبارة التوحيدة، في ندوة اعلان التيار الجهادي السلفي بالسودان، فكانت فرائد العبارات تخرج من فمه مثل رعد هادر، ينشرحُ له صدر السامعين، وتطرب له داوخل منتسبي التيار السلفي الجهادي، بحماس طاغٍ.. ذاك هو الشيخ مساعد السديرة الذي نبحر معه في هذه المقابلة.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تقلبت في الاتجاهات الفكرية، وكنت صوفيا تنهل من فكر الطريقة التيجانية، ثم التحقت بانصار السنة ثم الحركة الاسلامية، والان تقود تيار سلفي جهادي؟
بداية نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون عند حسن ظنكم، واساله الا يكون في لقائنا هذا شططا ولا غلوا، وان نحاول بقدر الامكان ابراز الحقيقة، دون غموض ولا لبس، ولا ادعاء ولا باطل، ولا سب لاحد من الناس مهما كان. وان نكون عادلين لان الله امر بالعدل. وبدءاً اقول انني من مواليد 1944 بمنطقة العسيلات شرقي الخرطوم، ورحلت اسرتي الى منطقة السديرة الغربية بالجزيرة، ومع اني مولود في العسيلات، الا انني انتمي الى السديرة، لان والديّ دُفنا فيها، وان كانت السديرة جزء من العسيلات.
كيف كان انخراطك في الطريقة التيجانية؟
التقيت برجل تربطني به علاقة رحم، اسمه الشيخ الفكي عمر عثمان التجاني، توفى سنة 1977م رحمه الله، وكان تيجانيا في حياته الاولى، وتركها لاحقا.. التقيت به لانه يسكن معنا في السديرة، وتلقيت عليه جل معارفي حينها.
كيف تركت التيجانية وهل تخليت عنها على يد شيخك عمر التيجاني؟
انا لم اتركها على يديه لانه ترك التجانية قبلي بكثير، وتحديدا في سنة 1951م، وكان حينها عمري سبع او ست سنوات. انا اخذت التيجانية من بعده، وكنت معه حتى 1975م، الى ان انتميت الى جماعة انصار السنة والاخوان المسلمين. لانني عندما جئت من السديرة الى الخرطوم، في سنة 1971م، التقيت بالزبير عبد المحمود الذي ينتمي لانصار السنة.
انضممت الى جماعة انصار السنة ثم خرجت منها لاحقا، فاين كانت وجهتك الفكرية والعقائدية؟
كنا ندعم جبهة الميثاق الاسلامي منذ العام 1967 الى العام 1971م ، دون ان ننتمي انتماء تام لجماعة الاخوان المسلمين، وجبهة الميثاق كانت تضم وقتها كل الجماعات الدينية. ثم انتميت الى جماعة انصار السنة في سنة 1973م، بعد ان التقيت بالاخ الزبير عبد المحمود. وكنت اجمع بين عضوية انصار السنة وبين الاخوان المسلمين الذين كانوا في ذاك الوقت ليس لهم مساجد، وكانوا يعملون تحت مظلة ومساجد انصار السنة، لان النميري اعلن الشيوعية، وهذه المعلومة غائبة عن الكثيرين.
هل تقصد ان تنظيم الاخوان المسلمين كان متماهيا مع جماعة انصار السنة، برغم الفوراق الفكرية والعقدية؟
كثير من الاخوان المسلمين جمعوا بين انصار السنة وعضوية تنظيمهم، مثل ابراهيم العباسي من توتي، وهو من الاخوان الذين عايشوا حسن البنا. حتى المسؤول المالي في انصار السنة حينها كان اخو مسلم، والمؤكد ان الاخوان المسلمين اخترقوا جماعة انصار السنة، واصبحوا يعملون من داخل الجماعة، كانصار سنة وهم في الاصل اخوان.
المزج بين الفقه الحركي الاخواني والمرجعية السلفية - كونك جمعت سابقا بين عضويتي تنظيم الاخوان وجماعة انصار السنة - هل قادك الى التيار السلفي الجهادي لاحقا؟
في العام 1976 التقى بنا الاخوان المسلمين في الجبهة الوطنية، وانا ذهبت في 1975م الى ليبيا، وكانت الجبهة الوطنية خليط من الاحزاب العلمانية والاسلامية، وهناك من رجع من ليبيا مثل جعفر ميرغني الذي ترك تنظيم الاخوان، لان المسألة اصبحت هجينا، وفيها الشريف حسين الهندي والصادق المهدي وابراهيم دريج.. والاخوان المسلمين الذين لهم فكر مع انصار السنة لم يرق لهم التواجد في ليبيا ورجعوا، وانا كنت ممن رجع. لكن تم اعتقالنا مع كوادر الاخوان المسلمين فيما بعد.
هل كنت جزءً من احداث 1976م او ما يسميها نظام النميري بغزوة المرتزقة؟
لم اكن جزءً منها لان فيها لبس.
منذ ذلك الحين بدأت تتشكل عندك النزعة الجهادية؟
التنظيم العالمي للاخوان المسلمين رفع شعار الجهاد منذ اليوم الاول، وهو عندهم غاية من الغايات، وشارك كثير منهم - وفيهم سودانيين - في حرب فلسطين.. والعداء معهم لا يجعلني انكر الحقائق، لانهم اكثر من وقفوا مع الجهاد الاسلامي، ومنهم عبد الله احمد يوسف عليه رحمة الله وهو من اخوان السودان.
لكن شعار الجهاد رُفع اولا ضد قوى عالمية مثل اليهود ثم لاحقا الاتحاد السوفييتي، وهذا عبّر عنه سيد قطب في كتابه (جاهلية القرن العشرين) ثم من بعد (معالم في الطريق) الذي يُمثل مرجعية فكرية لكثير من الجماعات التي تتبنى الفكر الجهادي، وكذا التي تنتهج الخط التكفيري، فهل تأثرت بهذا النهج في تكفير الحكام والمجتمعات؟
لابد للناس ان يعرفوا الحقائق، لان جماعة التكفير والهجرة لم تقم من فراغ، واي جماعة ترونها في الساحة اصلها جماعة الاخوان المسلمين، وحتى في السودان فان جماعة الاخوان المسلمين وجبهة الميثاق وغيرها تحمل ذات الفكر الذي كان يحمله سيد قطب.
تبدو كمن يمزج بين جماعة المسلمين (التكفير والهجرة) وبين الاخوان المسلمين، مع ان المرشد الثاني لجماعة الاخوان المسلمين حسن الهضيبي الّف كتابا قال فيه انهم "دعاة وليسو قضاء"، كمرافعة عن اتهامه بانتهاج الخط التكفيري؟
هذا صحيح.. لكن هذا الكتاب كُتب تحت ضغط سياسي.
هل تعني انه لا يعبر عن فكر جماعة الاخوان المسلمين؟
هم لهم ايدلوجيات، وسياساتهم تاتي احيانا حسب الايدلوجية والظرف السياسي السائد.
هل تعني ان ذلك تُقية قصد بها الاخوان اتقاء قمع نظام عبد الناصر الذي اعمل آلته العسكرية الباطشة لتصفية تنظيم الاخوان؟
سمها تُقية ان شئت، لان التقية موجودة في الاسلام، لكن ليس على طريقة الشيعة والروافض، الذين يظهرون خلاف ما يبطنون. وربنا سبحانه وتعالى امر بالتقية (الا ان تتقوا منهم تقاة)، لكنها تقية وقتية، ولا يجب ان تكون عقيدة ملازمة على الدوام، لذلك كل الجماعات التكفيرية هذه في الاصل هي من صلب جماعة الاخوان المسلمين. وفي جماعة الاخوان المسلمين كان هناك تنظيم سري داخل الجماعة.
لكن التنظيم السري هذا الذي كان يشرف عليه عبد الرحمن السندي نفذ عمليات اغتيال سياسي ادت في خاتمة المطاف الى اغتيال الشيخ حسن البنا نفسه؟
هذا حقيقة، ولابد ان تولد ردة الفعل اشياء عكسية.. وهذه حقائق كونية.
لستم وحدكم الاحرص على الجهاد، وهناك من سبقكم الى الايمان بضرورة اعلاء شأن الفريضة الغائبة كما يسميها الشيخ المهندس محمد عبد السلام فرج الذي أعدم في 1982م في قضية اغتيال السادات، فلماذا خرج التيار السلفي الجهادي الى العلن ابان احداث الفليم المسئ للرسول صلى الله عليه وسلم؟
الله يجزيك الخير..صحيح قد يكون هناك بعض التعجل في بعض الامور وتكون اخطاء.. الحقيقة - واقولها لله تعالى - ان التنظيم الذي يسمونه جهادي هذا، هو نوع من انواع الارتجال، وانا لم اشارك في اعداده او تأسيسه، واقول هذا لان ربي سيسألني في نهاية المطاف ولن تسألني انت، ولا يمكن ان ادعي شئ لم اعمله. واخوانا الذين علموا مسألة الجهاد، او ما سميته انت بالتيار الجهادي، وانا مرات لا احفظه اسمه لاني لا اعرفه.. اخواننا هولاء جاءوا بالرايات، واخبروني بنيتهم الخروج في مسيرة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وانا لا اخرج في المسيرة، لاني لا اراها طريقة من طرق نصرة الاسلام، لان الشخص يمشي يهتف وينتهي الامر، وبعض طلابي الكبار وهم ائمة واساتذة عندما وصلتهم رسالة هاتفية تقول ان شيخ مساعد سيخرج في المسيرة لم يصدقوا ذلك، ولم يخرجوا لانهم قالوا إن مساعد لا يخرج في المساير اصلا. وانا آخر مرة خرجت فيها هي مسيرة الشريعة سنة 1983م، وعندما قالوا ان المسيرة لنصرة الرسول، قلت انني يمكن - على الاقل - ان اجتمع مع الناس ولو كنت مختلفا معهم، واجتهادي ادى الى الخروج في هذه المسيرة.
لكنك كنت المتحدث الرئيس في الندوة المسائية التي اعقبت المسيرة، والتي تم فيها اعلان التيار السلفي الجهادي بالسودان رسميا؟
نعم كنت المتحدث الرئيسي في الندوة، وكنت انا اباهم باعتباري اكبرهم في هذه الجماعة او التيار الجهادي حسبما سميته انت. والجهات الرسمية تعلم علم اليقين انني لم اؤسسه.
هل حديثك التراجعي هذا نتيجة لضغوط عايشتها في المعتقل؟
انا لا اخاف من شئ ولا يوجد ضغط عليّ اصلا. وعندما سالوني عن كلام اخونا الشيخ سعيد نصر قلت لهم ان حديثه غير صحيح حتى من الناحية الاستراتيجية، دعك من اي شئ آخر. لا يمكن ان تقول لفلان انت كافر كافر كافر.. هذه ليست ايدلوجية صحيحة ولا سياسية ولا حتى اسلامية من ناحية المصطلح الاسلامي.
صدرت احاديث انك كفرت رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، في ندوة بضواحي ابو قوتة؟
تصريحا لم اقل ذلك.. لكن بالتلميح او بالاقرار من بعض الناس فهذا صحيح. لان ربنا سبحانه وتعالى يقول "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون".
لكن هم يقولوا انهم يحكمون بمقتضى الشريعة الاسلامية وانهم جاءوا لربط الارض بقيم السماء؟
هل انت رأيتهم يطبقون الحدود الشرعية؟
قبل حوالي شهر كان هناك تطبيق لحد الحرابة؟
متى كان ذلك؟
تم تطبيقه مرتين لبعض منتسبي حركات دارفور؟
وهل هذه حرابة؟، انت دستورك وقانونك لم يقم على الاسلام. هذا استعارة للاسلام، هل الاسلام يُستعار؟. ام انه عقيدة داخلية راسخة تجعلك تتعامل بالاسلام.. هذا يا شيخنا استغلال للاسلام، كما حدث في تحرير هجليج.. هم من قبل قالوا انه لا يوجد جهاد، وسلموا بعض المسلمين الى الغرب.
الهذا السبب تقولون ان الحكومة كافرة وكذلك اجهزتها الامنية وهي هدف لكم؟
يا شيخنا الكلام المجمل عكس الكلام المفصل.. الكلام المجمل اما شريعة او لا شريعة.. الحكم بما انزل الله او الحكم بغير ما انزل الله.. الحكومة انشأت هيئات كثيرة قالت انها لاعادة الدستور الاسلامي، وهذا يعني انها لم تكن تحكم البلاد بدستور اسلامي. والرئيس البشير قال في القضارف انه سيطبق الشريعة بعد انفصال الجنوب، وهذا يعني ان الحكومة لم تكن تطبق الشريعة من قبل.
الحكومة تقول انها تطبق الشريعة الاسلامية، فما هو ما مفهوم الشريعة حسب طرحكم؟
نحن لا نتحدث عن التفاصيل، نحن نتحدث الاساسيات. واذا وضعت دستور اسلامي لتطبيق الشريعة، فان ذلك سيكون اول خطوة في الاتجاه الصحيح، وهذا لم يحدث.
لكن الاساس لتطبيق الشرعية وجود المجتمع المسلم، وانتم تكفرون المجتمع؟
انا لم اقل ان الشعب غير مسلم، ولم اقل يوما ان المجتمع كافر طوال تاريخي، مع انني اعرف جماعة التكفير والهجرة، سواء في مصر او في السودان، وشاركت معهم في بعض الاشياء، وقلت لهم ان المجتمع مسلم. وهم كانوا لا يأكلون الذبائح وانا كنت اكلها، لانني لا استطيع ان اقول ان الشخص الذي يصلي وذبح لا ينتمي لي، وحتى من لم يقل ان الحكومة كافرة فلن اقل انه كافر، (يقصد انه لا يعمل بمقولة من لم يكفر الكافر فهو كافر).
تنادون بقيام دولة دينية وبتطبيق الشريعة الاسلامية وتتجاهلون التنوع الديني في السودان؟
المدينة عاش فيها مع الرسول صلى الله عليه وسلم غير الاسلاميين، والدولة الاسلامية لا تمنع غير المسلمين، لكن لا تكون لهم كل الكينونة والتقديس. فمثلا عبد الحي يوسف مع انه من علماء الحكومة، يمكن ان يتم اعتقاله، لكن لن يتم اعتقال فيليب ثاوس، وحتى في حادثة تنصير الفتاة مؤخرا لم يستطيع احد ان يتحدث معه، ووالي الخرطوم قبل اعتذار القساوسة، فكيف له ان يقبل الاعتذار من كافر يُنصّر ابناء المسلمين؟ النصارى يجب ان يكونوا اذلاء حقراء يا شيخنا، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. وهل دولة التعايش هو ان تكون الدولة مايعة؟.
اذن ما هو دوركم في وقف ظاهرة التنصير؟
الحقيقة ليس لدينا دور واسع، الا من خلال اخونا (حماد)، اما انا فليس لدي دور فعال.
لماذا؟
لاشياء كثيرة.. ليس لدينا جماعة متخصصة في معرفة التنصير، وانا يمكن الوحيد الذي اعرف التنصير.. والظروف احيانا تجعلني لا امضي في هذا الاتجاه، وهناك محمد الفاتح وهو من طلابي، وينشط في هذا المجال، لكن اختلف معه احيانا في كثير من الامور. لكن وجوبا وفرضا يجب ان يكون لي دور لمحاربة التنصير، لكن هناك ظروف منعتني، مش ظرف سياسي لكن احيانا ظروف تكون مالية، واحيانا اقول ان عرض الاسلام على المسلمين لوعي دورهم اقوى من محاربة التنصير.
محاربة التنصير ترتكز على الحوار اولا، حتى ولو كان مع دعاة التنصير، لكنكم تجهلون الحوار، وتقفزون مباشرة الى الجهاد؟
انا اود ان اقول لك حديث لله سبحانه وتعالى.. الجهاد الموجود في العهد الاسلامي هذا لو كان عندي مال كنت سادعمه لكن ليس لدي مال، وادعمه بفكري، لكن هذا الجهاد لا يمثل الجهاد الذي اراده الله سبحانه وتعالى وبه يقع التمكين، سواء ان كان في الشيشان او افغانستان او الصومال واخيرا مالي. لابد للانسان ان يفهم هذا.. الجهاد اذا لم يكن امامه علماء ليس مثلي او مثل عبد الحي يوسف او المرحوم احمد علي الامام.. انما علماء ربانيين.
لكن مع ذلك هناك من طلابك وغيرهم من يذهب الى الجهاد في افغانستان والصومال ومالي؟
انا عندما كنت في مكة قبل ان احضر السودان، قررت ان اذهب الى افغانستان للجهاد في سنة 1983م، لكن احد كبار العلماء في مكة اشار علي بعدم الذهاب، وقال لي ان الجهاد في افغانستان في ذلك الوقت يقوم على اكتاف جماعة الاخوان المسلمين.. وصحيح انه جهاد دفع لكنه ليس جهادا ربانيا، وهو جهاد يؤول الى الدنيا.. وحركة طالبان لا احد يستطيع ان يتحدث فيها لكن هذا الجهاد ليس الذي اراده الله سبحانه وتعالى.
هذا يقودنا للسؤال عن هجرة الشاب السودانيين الى الصومال ومالي؟
انا لا لم اقل لاحد اذهب الى الجهاد، لكن لا امنع اي انسان.
عفوا.. انت متهم بانك من يفوج الشاب الى الصومال ومالي للجهاد، من خلال معهدك بضاحية شمبات؟
هم لا يعرفونني.. صحيح ان اكثر الطلاب الذين ذهبوا الى الصومال او مالي هم طلابي، ولم اكن اعلم بنية الذين ذهبوا الى مالي، وحينها كنت اقوم باداء العمرة، واوصيت الاخ محمد هاشم الذي كان يدير معهدي بان لا يتصرف اي تصرف يُحسب على الاسلام الى حين عودتي، مش يُحسب على المعهد او على هولاء الطلاب. والذي كان يمسك ادارة المعهد كنت احسبه من الاخيار، وكنت اتوقع ان يكون عالم رباني، لكنه كان اول من ذهب الى مالي.
لكن من اين إلتصقت بك تهمة تفويج الشباب الى الصومال ومالي؟
ناس الامن لا يصدقوا هذه المعلومات، ويعتبرونها نوع من انواع البلفكة والتستر واللف والدوران وكدة، لكن هذه حقيقة.. وانا لا امنع انسان من الذهاب للجهاد، لكن اذا استشارني فاقول له لا تذهب.. وهناك من شاورني في الذهاب وقلت له لا تذهب، ولم اقل مطلقا لاحد اذهب الى الجهاد.
اذن ما هو رايك في خلية الدندر المحسوبة على التيار السلفي الجهادي؟
لا اعرف حيثيات موضوع الدندر حتى هذه اللحظة.
وماذا بخصوص مقتل جون مايل جرانفيل موظف المعونة الامريكية مطلع العام 2008م؟
دعك مني انا.. الدكتور سعد قال دة محارب ودخل عن طريق جوبا
دعنا من راي دكتور سعد وقل لنا رايك الشخصي؟
هذا كافر يا شيخنا.. الكافر الاصلي حين يدخل بلاد المسلمين لا عهد له.
لكن جرانفيل يمكن ان يُحسب في خانة المستأمن (الاجنبي الذي يدخل بلاد المسلمين من غير استيطان)؟
من الذي استأمنه.
الحكومة؟
الحكومة لا تملك شرط الاستئمان.. انا اود ان اسالك هل يحتاج السفير الامريكي الى ان يستأمن الحكومة ام العكس؟.. قل الحقيقة وهل انت مسلم ام محايد، ما تبقى محايد. الذين دخلوا في السودان عن طريق جوبا لم يدخلوا عن تاشيرة، دخلوا ساي.
لكن هذا قبل انفصال الجنوب؟
حتى بعد الانفصال لا احد يستطيع ان يمنعهم.
هل تعني ان ايما غربي غير مسلم يتجول في طرقات السودان هو هدف مشروع للجهاديين؟
والله العظيم انا لا اقول هكذا.
(عن صحيفة الاهرام اليوم السودانية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.