الطريق الثالث دمشق كلنا في الآلام شرق! بكري المدني [email protected] مؤلم جدا المشهد السوري اليومي وهو ينقل صورة القتل المستمرة بالعشرات في كل المدن والبلدات السورية ولكن المفرح في ذات الوقت اصرار الشعب السوري المضي قدما في ثورته المباركة حتى اقتلاع النظام من جذوره مهما كلف ذلك من ثمن وزمن وعدد في الشهداء ان الثورة الشعبية في سوريا يجب ان تستمر لتحقق النجاح الذى تحقق لثورات تونس ومصر وليبيا واليمن في موسم الربيع العربي الممتد ولا مستحيل تحت الشمس ولا على الأرض فمن ذا الذى كان يصدق ان جبار تونس سوف تضيق عليه الأرض بما رحبت وتتخلى عنه في الآخر حتى ليلى الطرابلسي ؟!ومن كان يحلم بسقوط فرعون مصر من عليائه ويتحول الى متهم( راقد ) في قفص من حديد ولا يقوى حتى على الدفاع عن نفسه حديثا !ومن كان يتخيل ان اكبر ظاهرة صوتية في الكون والمتمثلة في الديكتاتور معمر القذافي سيقضي على يد صبي اصغر من جميع ابنائه ثم يموت شر موتة وهو يرجو الحياة توسلا لا يليق برجل ناهيك عن زعيم!ثم من كان يدرك ان تشبث على صالح بالسلطة سينتهي به الي توقيع اكيد للتسليم بيدين محروقتين وابتسامة باهتة ؟!كل تلك اذا نماذج من شأنها ان تدفع بالأمل في نفوس ثوار سوريا وابطالها اضافة الي ان في انتصارهم القريب والأكيد ان شاء الله مدعاة لإستمرار الربيع العربي حتى تكتمل الثورات وتنعتق شعوب المنطقة من انظمة وحكام اكل الدهر وشرب ونام وبال على اعمارهم ! آن الأوان للشعوب العربية خاصة وشعوب العالم الثالث عامة ان تلحق بركب الإنسانية وان يمارس افرادها دورهم الكريم في الحياة بلا وصاية ولا تسلط وأسوة بشعوب العالم الأول والتي تنعم بكامل الحرية ووافر الحقوق للإنسان وذلك لن يتحقق الا بالمزيد من التضحيات فالدول العظمى والتى حققت قدرا كبيرا من رفاهية الإنسان لم تحصل على ذلك منحة من احد وانما اشتعلت فيها الأحداث بفعل الأشخاص الذين ضحوا من اجل الأجيال بدمائهم فنعم من بعدهم بالحرية والكرامة والرفاهية وجعلوا من بلادهم منارة للإحترام وحفظ حقوق وكرامة الإنسان وباتت من بعد – ومن عجب – ملجأ آمن حتى للديكتاتوريين الظالمين لشعوبهم على الرغم من انهم ولطالما جعلوا من تلك البلدان فزاعة لشعوبهم ولكن عندما تسقطهم تلك الشعوب فإن من تكتب له الحياة والنجاة يذهب الي تلك البلدان ملتجئا ومتقيا ثورة شعبه ! ان الشعوب العربية لا بل كل شعوب العالم الثالث تتابع اليوم ما يجري في سوريا وفي انتظار نهاية سعيدة لتلك الثورة هناك وحتى تبقى جذوة الثورة مشتعلة على ارض الشعوب وهذا ما يجب ان يعرفه النشامى في سوريا وهو يواصلون مسيرة ثورة اندلعت اولا في ثياب البوعزيزي ثم التهمت اطرافه لتشعل كل تونس من بعد وتتجاوز الحدود الي مصر وليبيا واليمن ويجب الا تموت تلك النار على ارض الشام فإنما هي شعلة يقف على الخط من يتلقفها من السوريين آخرون في الوطن العربي وليستمر الربيع العربي ومن تمت هذه الشعلة عنده يكون قد حكم على ثورات الشعوب بالموت واذا هو اصلا ميت ! ان الشعوب العربية اليوم والتي يقلقها القتل بدم بارد في سوريا عليها ايضا دور كبير تؤديه للثورة السورية من خلال اغاثة المنكوبين والجرحى بفتح الحدود وتسيير القوافل تماما مثلما للمجتمع الدولي الذى لا يزال ينظر للقتل في سوريا من على شاشات التلفزة وهو يدرك ان أوان انقاذ الشعب السوري من آلة الموت اليومية قد حل ولم يفت بعد ولا ضير في سبيل حماية العزل والأبرياء من النساء والأطفال في سوريا من تدخل المجتمع الدولى الآن وقبل فوات الأوان !