شباب (ضائع ,صائع ,بتاع شوارع )!! صدقي البخيت [email protected] كلنا يعلم ان الشعوب في قطار سيرها نحو التقدم والمواكبة ..تصب جل اهتمامها على فئة الشباب ساكبة لهم الرعاية اللا متناهية , تحت اٍشراف قيادات واعية ونزيهة بعد التزود بالعلم والايمان بغية الوصول الى مراسي التفوق باحثين في ذات الرحلة وهم على متن نفس القطار على محطات تجعل لبلادهم نصيب من الرفعة وعلو الشأن . والمحطات عزيزي القارئ التي من شأنها أن تجعل الرفعة والعلو من نصيب بلد ما هي بكل تأكيد ليست مظلات لراحة المسافر او لانتظار راحلة على طريق الأسفار بل هي معابر تفرض على الذين ينوون الوصول الى غاياتهم في التطور والنمو اجتيازها معبرا تلو الاخر في سبيل الوصول لمبتاغهم . ولا شك ان كل دولة تتطلع كما غيرها من الدول للخوض في سباق التطور ومسابقة غيرها على أمل بروز أحرف أسمها عاليا لابد لها من الايفاء بواجباتها تجاه جميع شرائح مواطنيها .. والشباب شريحة خاصة ..يضعها العالم كله نصب الأعين ..فهي الشريحة المنوط بها فعل الكثير فضلا عن تكملة ما بدأته الشريحة التي سبقتهم من بناء وتعمير وما الى ذلك الشباب في بلدي رغم اتهام البعض لهم بعدم المسئولية والصياعة والهيافة الا انهم والحق يقال قد ظُلموا كثيرا بتجاهلهم وتهميش دورهم المنوط بهم..والتهميش جريمة يمكن أن تغتفر في بعض الأحيان ..غير انه لا مجال للتسامح فيها اذا كان التعمد سمتها ..وذلك لعلم ويقين الذين يتعمدون تهميش شبابنا بأنهم , وبفعلهم هذا انما يوقفون كل عجلات التنمية في جسد هذا الوطن ..وهذا ما يصبون اليه الشباب يا سادة في بلدنا الواهن - رغم توفر الشهادات الأكاديمية - أصبحت وظيفته التسكع في البحث عن الوظائف ..الأهل يصرفون على الشاب أعواما عددا للدراسة لتأتي النتيجة ببقائه حبيس الجدران عالة على الأسرة وعبئا جديدا لم يكن في الخاطر ولا في الحسبان ..والمحظوظ بينهم من يجد ركشة يتعلق بها ..او من تجد جمرات مشتعلة تسترزق خلالها عبر كفتيرة شاي او براد شيريا ..وهي اعمال لاتسمن ولاتغني من جوع ولا ترقى لمستوى امالهم كخريجين يتوجب على الدولة الاهتمام بهم ورعايتهم وفوق هذا كله نصوب نحوهم سهام اللوم ورماح العتاب بأنهم شباب لاخير فيهم (ضائع ,صائع ,وبتاع شوارع ) ..!! وهم في ذات الحين يعانون الأمرين بعطالتهم الاجبارية من جهة والعبء الذي ضاعفوا به كم الأعباء لدى الأسر المكلومة , بل حتى تعليمهم وشهاداتهم نالوها بعد عناء ظاهر في ظل سياسات التعليم المخجلة ..وأنهيار قواعد الخلق والسلوك من تحت أعمدة المدارس والجامعات ..ثم نجد فيهم (الحيطة المايلة ) لفش الغل وافراغ شلالات الغضب الكامنة في دواخلنا جراء الاوضاع التي نعيشها حزنا وكمدا. ورد في كتاب سنابل الحكمة للكاتب الدكتور رضا ديب عواضة أن احد المفكرين قال : (متى استقام أمر الشباب و حسُن حاله, فبشر الأمة ساعتئذ بحاضر زاهر و مستقبل باهر, فهو محط رجائها و معقد آمالها. و هو من ضرورات حياتنا الحضارية الروحية و المادية, بحيث تحسن الأمة تربيته فتجهزه بخلق عظيم و ذوق سليم و عقل حكيم. و روح قوي. و ضمير حي, ليكون بذلك ثروة كريمة لبناء نهضة قويمة , و ألا فأن الحياة بدون الشباب , تصبح صحراء جرداء مقفرة, و مقبرة موحشة للآمال و الأنجازات و الأعمال).. أسال المولى جلت قدرته ان يشفي وطننا الجريح من جميع الأمراض والأسقام وأساله تعالى أن يصلح حالنا وحال شبابنا في كل مكان وزمان ودام الحب بيننا ودام الوئام صدقي