أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] فتح التوظيف.. محلك سر يبدأ اليوم الثلاثاء التقديم لل(20) ألف وظيفة على المستوى الاتحادي التي اعتمدتها الدولة في موازنة العام المالي الجاري 2012م وخصصت لها مبلغ 300 مليون جنيه قالت وزارة المالية انها جاهزة للصرف منها، فيما هناك خمسة آلاف وظيفة أخرى يتم التنافس عليها على مستوى الولايات، لتبلغ جملة الوظائف لهذا العام (25) الف وظيفة، فيما الايرادات القومية تعاني ضعفاً بائناً بسبب فقدان نفط الجنوب، والاختلاف بين البلدين الذي اغلقت بموجبه عمليات انتاج البترول بالجنوب وضخه عبر خط الانابيب. وبحسب علي محمود وزير المالية والاقتصاد الوطني ان الحكومة وظفت 160 ألف خريج خلال الثمانية اعوام الماضية، بينها 15 ألف هي من الوظائف الشاغرة بسبب الإحالة للمعاش الإجباري، فيما تعد وظائف المعلمين هي الأكثر من بين الوظائف الحكومية، حيث هناك (12,372) ألف من جملة ال(20) الف وظيفة المطروحة الآن هي للمعلمين للمرحلتين الاساس والثانوي. أولت الحكومة اهتماماً كبيراً بأمر تشغيل الخريجين في هذا العام سواء كان ذلك عبر التوظيف الحكومي أو في القطاع الخاص أو عبر التمويل الاصغر والمشاريع الجماعية للخريجين، بل انها كونت مجلساً استشارياً لمشاريع استقرار الشباب على مستوى رئاسة الجمهورية، ويكمن سر الاهتمام في الهاء هؤلاء الخريجين واخراجهم من حالة الاحباط التي يعيشونها، كإجراء استباقي حتى لا يتخذوا ذات الاتجاه الثوري الذي اطاح بأكثر من خمس حكومات عربية معمرة في اقل من عامين والتي كان عدم التشغيل المحرك الاساسي لتلك الثورات التي بدأت بتونس مروراً بمصر واليمن وسوريا التي تعاني ابشع حالات القتل هذه الايام، ولا تزال الساقية مدورة. اعتقد ان الحكومة باعلانها التقديم لهذه الوظائف في هذا التوقيت بالذات فيه ذكاء سياسي خارق، خاصة وان رئيس الجمهورية يعلن قبل يومين عن استنفار الشباب للجهاد في الحرب التي تدور رحاها في جنوب كردفان، وهو جو محفز للشباب لان ينضم لاحد الفريقين اما لفريق المجاهدين او فريق المحاربين، بعد ان صار الطرفان ملة واحدة، ولا اختلاف يذكر في توجهاتهما، وبذلك يملأ الخريجون فراغهم جيئة وذهاباً الى مكاتب العمل على الاقل في فترة الشهر هذه، وبعدها يكون هناك الف (حلال) على مجرى المثل.