... نصر الدين الكمالي [email protected] قد يتفق معي الكثير إن قلت أن الصحافة السودانية اليوم و منذ عقدين من الزمان تعاني من مشكلات عضال و سنتناول جزء منها في هذا المقال إن شاء الله ، فقد كانت الصحافة السودانية و قبل الانقلاب المشئوم سيدة نفسها و مالكة أمرها و لا سبيل لأحد عليها و لم تستطيع الديمقراطية الثالثة أن تخضعها لسلطانها ، فأتي الانقلاب المشئوم و كان انقلاب ليس على الحياة السياسية فحسب و إنما انقلاب أيضاً على الصحافة السودانية و التي أصبحت في عهد الإنقاذ عبدة ذليلة لرأس المال و عبدة ذليلة للإعلان نهايك عن المنافسة التي جرفت الصحافة السودانية إلي الفتن و إشباع الأساليب الخسيسة و الرخيصة كما قيل قبل ذلك . الصحافة بصورة عامة أصبحت إشكالية في حد ذاتها و قد لا تقل خطورة عن التعليم و الصحة و الهندسة و غيرها ، فقد ينتج عن الخطأ الهندسي المدني انهيار للمباني و قد يتسبب ذلك في موت عشرات أو مئات من الأبرياء و قد ينجم عن الخطأ الطبي و العلاجي أيضاً موت أبرياء من المرضي ، و لكن الخطأ في الإعلام سوف تكون أضراره جسيمه و جراحاته عميقة قد لا تندمل في الوقت القريب ، فالإعلام قد يتسبب في إفساد العلاقات بين الناس و قد يقود أيضاً إلي التناحر و الاقتتال بين القبائل أو الأفراد في التركيبة الإجتماعية ، و لذلك كما يقوم أطباء الصحة بالإرشادات اللازمة لنظافة الخضر و الفاكهة من الجراثيم و تجفيف البرك و المستنقعات لعدم توالد الناموس ، فلابد لنا أن ندعو لصحافة نظيفة تعبر عن هموم و تطلعات المواطن و تحقق الرفاهية . الصحافة السودانية اليوم تحت الرقابة فقد أغلقت صحف بالكامل و أعتقل صحفيين و ما زال هناك ما يقبعون تحت غياهب زنازين النظام ، بعض الصحف السودانية و الوسائط الإعلامية اليوم يمتلكها أفراد يتحكمون في الرأي العام السوداني ، و هناك أيضاً أزمة الضمير الصحفي و التي دفعت بي أن أكتب هذا المقال و بعد الثورة التقنية و المعلوماتية و أصبح هناك ما يعرف بالصحافة الإلكترونية ، رجال الإعلام هم ضمير الشعب في كل بلد مسئولون مسئولية مباشرة عن الحرب و السلام و مسئولون أيضاً حتى من العلاقات بين مكونات المجتمع الواحد و بذلك تكون الصحافة رسالة قبل أن تكون تجارة أو صناعة . نشر الدكتور و الصحفي زهير السراج و المفصول من جريدة ( الرأي العام ) و الذي يعمل في جريدة ( الصحافة ) مقال بعنوان " السكوت من ... نبق " بصحيفة الراكوبة و حريات و غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي السوداني ، و حتى لا يكون هناك أي لبس أو أي جدل حول المقال سوف أترك لك القارئ الكريم روابط مباشر لمقال الدكتور و الصحفي زهير السراج ، طالما أنني ناشر هذا المقال على واحدة من الصحف الإلكترونية و أترك لك التعليق . أولاً قد لا يعلم الدكتور و الصحفي أن مقاله قد نشر على واحدة من شبكات المنظومات السياسية و تسبب في عنف لفظي و صدامات بين بعض أفراد تلك المنظومة ، و قد لا يدري أيضا الصحفي عن حجم الآثار النفسية لأعضاء و عضوات حزب الأمة القومي بالإساءة و التهكم على واحد من رموز و قيادات الحزب بهذه الصورة السافرة التي تجافي الآداب و الأخلاق الصحفية السودانية السمحة . ثانياً رغم خلافاتنا مع الدكتور مادبو إلا أننا نعلم جيداً أن الدكتور مادبو أثقل نوعاً و أغزر أدباً فهو الدكتور و المهندس و الوزير السابق و نائب رئيس الحزب السابق و واحد من قيادات الحزب البارزة و شيخ العرب المعروف ، و لن نرضي لاي كان من سواقط الصحافة السودانية أن يتهكم على قيادي من قيادات الحزب الذين أفنوا حياتهم و قدموا التضحيات الجسام من أجل الوطن و الحزب ، و الكل يعلم أن الخلافات القائمة الآن في حزب الأمة القومي فهي خلافات شكلية و ليست خلافات جوهرية و سوف تزول بمرور وقت قصير بإذن الله . ثالثاً نحن في حزب الأمة القومي نؤمن بالرأي و الرأي الآخر و نتقبل أي انتقادات توجه لأي قيادي من قيادات الحزب أو للحزب و بثلاجة صدر بل ندعو و نرحب بذلك ، و لكن في إطار ما تسمح به الآداب و الأخلاق الصحفية و سوف نتقبل كل الانتقادات و نقارعها الحجة بالحجة و المنطق بالمنطق و السفاهة بالعصا . أطيب أمنياتي ،،، الروابط المباشرة لمقال الدكتور و الصحفي زهير السراج : http://www.alrakoba.net/articles-act...w-id-18269.htm http://www.hurriyatsudan.com/?p=55474