عزاء وسلوى في رحاب الله .. الجليلة معلمة الأستاذة الأجيال .. بثينة نجم الدين الحسين، حرم الراحل السيد محمد الأمين موسى (الفكى) محمد عبد الماجد، من رواد الخطوط الجوية السودانية الأوائل. د. عبدالسلام موسى الموت حق وحقيقة، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه، فموت الأحباب موجع وفَقْد الأهل مفجع، وإنَّ رحيلك عنا يا أُماه وجيعةٌ وفجيعةٌ. لقد عشت بيننا وعرفناك أُماً وأُختاً وصديقة منذ وعينا الأشياء، فكنت المُرشدة لنا وعماد بيتنا، وكنت الوجهة والوجيهة، وكنت العالمة والمعلمة وكنت الأم بعد الأم، وستبقين يا أُماه معنا وإن وارى جسدك الطاهر الثرى الرطيب ماثلة كما كنت. أيتها السيدة الأمُ الجليلة .. بثينة نجم الدين الحسين، ست الجيل ومربية الأجيال التى رفعت مع زميلاتها معلمات هذا الجيل رايةَ التعليم عاليةً وقادت معهنَّ مسيرة العلم والمعارف، فأعطت وأوفت وما بخلت، وأخلصت في تفانٍ وما وهنت، تُدَرِّس وتُرَبِّي وتُرَشِّد في كثير من مدارس السودان الواسع .. في تندلتي وسنجة وود النعمان والبِلاوي وبربر، ومديرةً في عديدٍ من مدارس الخرطوم ومدينتها الحبيبة أُمدرمان، دون أن يُقعدها عن ذلك واجبها نحو أطفالها الصغار حين كان واجب المهنة يلزمها أن تبقي بعيداً عن بيتها، فهى في ذلك لم تُفَرِّق بين وأجبها كأم ومعلمة، فالكل أبنائها وكلٌ نال منها حظوةً وعطفاً وحباً وسخاء. ولم يُثنيك عن مواصلة هذا الفيض والعطاء في هذا المضمار الجليل وأنت في أحسن سنوات العمر عطاءً وبذلاً، إلاّ الداء العضال، الذى ألم بك وأنت قوية العود ودافقة العطاء، فاعياك وأوجعك حتى الزمك فراش المرض الطويل، فألتفَّ حولك أبناؤك من كل صوب ومن كنت أغدقت عليهنَّ حنانك وأكرمتهنَّ بحسن التربية والإحسان، وكان ألزمهنَّ إليك وصال ووفاء .. يقمنَّ بواجب البرِّ والإحسان إلى الأُم، إمرأتان كريمتان هنَّ فلذات كبدك يا أماه، وقفتا وسهرتا يدافعن المرض الطويل ليل نهار في تناوب وتزامل دونما كلالٍ أو ملل، وقد قمن بواجبهنَّ كأحسن ما يكون. لقد عرفناك صبوحة الوجه، صفية النفس، هاشة، باشةً وحاضرة العزيمة، وحين لوَّح الفراقُ وقَبْضُ المنونِ وحانت ساعة الوداع كنت بينهنَّ وهُنَّ من حولك حاضرات ... وتلك نعم الخاتمة. ألآ رحم الله أُمَّنا ومربيتنا بثينة نجم الدين الحسين وأنزل على قبرها الطاهر شآبيب رحمته وأسكنها فسيح جناته مع خير الأنام والصديقين والشهداء. ولبناتها .. وصال ووفاء وأبنائها .. معاوية وخالد وأحفادها وذويها وأحبابها وكل من انتفع من علمها وفضلها من بنات هذا الجيل والوطن ولنا جميعاً الصبر وحسن العزاء. عن الأسرة المكلوم د. عبدالسلام موسى هوف هائم، المانيا الأحد 11/3/2012