الطريق الثالث الجنوبيون -يجوا عائدين! بكري المدني [email protected] امس وزميلنا المميز رئيس قسم الأخبار بالصحيفة الأستاذ (عبدالرحمن غزالي ) يأتيني بخبر اتفاق الخرطوموجوبا على حرية المواطنة ويستشيرني ان ما كان عليه ان يطلع به ( مين شيت) للصحيفة في صفحتها الأولى لليوم التالي قلت له اطلع به الشارع وليس (مين شيت فقط !) واثناء فرحى العارم بالإتفاق ذلك تذكرت ما يمكن ان يكون عليه حال عمنا الباشمهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل ووقع الخبر عليه كالصاعقة وخلته من على البعد يرسل زفرات حرى وهو يردد من حنق (بربكم أليس باطن الأرض خير من ظاهرها ؟!) ومن دون ان ينسى بالطبع ان يلعن الإتفاق والموقعين عليه من قادة قبيلة النعام! لست الوحيد بل الجميع يكاد يكون قد استشف مسبقا موقف الباشمهندس الطيب مصطفى رئيس حزب منبر السلام العادل من اتفاق المواطنة الأخير بين الخرطوموجوبا والذى اعطى فيما اعطى المواطنة – بين الشماليين واخوتهم الجنوبيين- حرية التنقل وحماية المواطنيين والإقامة هذا غير طامة اخرى بلي بها رئيس منبر السلام العادل اذا قضى الإتفاق ايضا فيما قضى على تغيير روح التفاوض بين الطرفين الى روح الشركاء بدلا عن منهج الكاسب والخاسر يعني بالبلدي كدة- شراكة تانى في السراء والضراء بين جوباوالخرطوم ومنقو قل لا عاش من يفصلنا ! طبعا لن يكست الباشمهندس الطيب مصطفى وسيعمل جهده لتعطيل الإتفاق الجديد وتخريبه كما فعل بإتفاق نيفاشا واتفاقية اديس ابابا وسيشن حملة شعواء على الإتفاق والذين ابرموه من الشماليين والجنوبيين والوسطاء الأفارقة على الحد السواء وهذا الموقف المتوقع منه بنسبة كاملة يجعلنا نرد اليه السؤال الذى طالما ظل يلقيه على الآخرين – بربه هل هو رجل رشيد؟! ان الجغرافيا والتاريخ والإقتصاد والإجتماع –وحتى الدين – يقول بإستحالة الفصل التام بين الجنوب والشمال ومن ثم العيش من بعد في سلام –هناك واقع على الباشمهندس ان يتعايش معه وان يقبله والا يعيش مع الأحلام –ان انفصال تام يعني لا سلام ولا اقتصاد ولا اجتماع ولا جغرافيا ولا تاريخ ولقد جرب الطرفان سنة اولى انفصال فما هي النتيجة حتى الآن ؟ان جوبا تكابر والخرطوم تتظاهر وفي الحالتين (السودان ضائع!) هيا ايها الأذكياء في اديس ابابا لنبدأ بتصحيح الأخطاء بدءا بالمواطنة ثم التكامل الإقتصادي ثم شئ ما ما بين الكونفدرالية والفدرالية وحتى الوحدة الجاذبة – ارموا قدام وراء مؤمن و(خلوا الطيب علينا!)