في بيتنا موساد..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * رواية إحسان عبد القدوس المسماة (في بيتنا رجل) لم أقرأها ولكني قادر على تخمين مضمونها وفقاً لعنوانها هذا.. * فهي تتحدث - ولا شك - عن رجل حلَّ ضيفاً على أسرة ما لسبب لا أعرفه.. * ثم بعد فترة حلَّ ضيفاً - كذلك - على (قلب) فتاة من الأسرة تلك.. * فهذا هو نوع (الأدب) الذي برع فيه إحسان إلى درجة (قلة الأدب!!) أحياناً.. * وبقدر عزوفي عن حكايات الطبقة (المخملية) التي تخصص فيها الكاتب المصري المذكور كنت أُقبل على قصص نجيب محفوظ ذات الاهتمام ب (الحرافيش!!).. * وحين سُئل العقاد مرة عن رأيه في روايات إحسان عبد القدوس وصفها بأنها (أدب فراش!!).. * والآن لو شبهنا أنفسنا - كشعب(غلبان) - ب (حرافيش) نجيب محفوظ، فإن طبقة إحسان (المُنَّعمة!!) - في المقابل - تكون محصورة في (بيت!!) الإنقاذ الكبير.. * والتشبيه هنا يقتصر على(التَنعُّم) فقط ولا يمتد بالضرورة نحو (نوع الأدب!!) ذاك الذي عناه عباس العقاد.. * والفضل في الاستعانة بالاقتباس (الأدبي) هذا لشرح أبعاد كلمتنا اليوم يعود الى القيادي الإنقاذي قطبي المهدي.. * فقد قال المهدي إنه لا يستبعد وجود الموساد الإسرائيلي في بلادنا داعياً إلى التصدي له بقوة.. * ثم حتى يرفع (الحرج!!) عن نظامه قال قطبي إن الموساد هذا كان موجوداً في البلاد إبان حقبة مايو أيضاً، وأسهم في ترحيل اليهود الفلاشا.. * وإشارة (القطب!!) الإنقاذي (قطبي) إلى نظام نميري هذا تُثبت ما ظللنا نقوله دوماً عن استعصاء بلادنا على (الاستباحة!!) إلا في العهود العسكرية.. * فإبان نظام نوفمبر - مثلاً - أُستبيح شمالنا الأقصى لصالح مشروع السد العالي.. * وإبان نظام مايو أُستبيح شرقنا من أجل ترحيل اليهود الفلاشا.. * ثم أُستبيح شمالنا بغرض دفن نفايات نووية هي من أسباب السرطانات هناك الآن.. * وإبان نظام الإنقاذ هذا أُستبيح شرقنا وشمالنا - كلاهما - طمعاً في أجزاء عزيزة من أرضنا.. * ثم أُستبيحت سيادتنا الوطنية لتضحى بلادنا - من ثمَّ - (سلة مبادرات العالم!!) عوضاً عن (سلة غذائه).. *ثم أُستبيحت أجواء شمالنا الشرقي من جانب اسرائيل.. * إذاً؛ فليس في الأمر عجب - يا قطبي - أن يكون في (بيتنا!!) رجال من الموساد.. * والبيت هنا نعني به البيت الإنقاذي تحديداً بما أن أبوابه (مُؤَمَّنة!!) تجاه الداخل ومستباحة من قِبل الخارج.. * فآل البيت هذا (يؤمِّنون!!) مداخله حتى لا يدخلنَّ (جنتهم!!) مسكين من (الحرافيش!!) بينما تغفل أعينهم عن الزائرين الأجانب.. * أو عن (الطامعين!!) الأجانب.. * أو عن (الجواسيس!!) الأجانب.. * والآن إذ يطالب قطبي بالتصدي لعملاء الموساد هؤلاء فإنه لا يعني (الحرافيش!!) من أبناء شعبه بحديثه هذا قطعاً.. * فالحرافيش هؤلاء هم أنفسهم ضحايا (تصدٍّ!!) عنيف من تلقاء قطبي ونظامه - في مواجهتم - عند ممارستهم حقهم في التظاهر المشروع.. * فليتصد لهم قطبي - إذاً بما انه (يجيد!!) التصدي (بالحيل!!) .. * ليتصدَّ لهم (من سكات) دون أن يصرخ : (في بيتنا موساد!!!!). الجريده