نحن شعب إبتلانا الله بعقدة الخواجة . د.حامد موسى بشير [email protected] نحن شعب إبتلانا الله بعقدة الخواجة لا أدري لماذا نحمل تقديسا خاصا لكل شخص أبيض البشرة أشقر الشعر .. هل ترك فينا المستعمر هذا التبجيل ورحل ؟ لا أدري ولكني أتعجب كثيرا كلما رأيت مثل هذا المشهد ، وأنا بالمناسبة أراه كثيرا جدا .. أراه في حكومتنا التي تكره (أمريكا وروسيا ) معا ولكنها ملتصقة كالقرادة بجمهورية الصين الإسلامية أراه حين أسمع بالدكتور (فلانوف علانوف ) خبير الخ الخ الزائر لمستشفى ألخ ، برغم إمتلاكنا لمئات من أمثاله ولكن نظرية زامر الحي لا يطرب لا تنطبق إلا علينا ، لذلك (يندلق) الناس إليه زرافات ووحدانا .... أراه حين أرى أنديتنا الرياضية وقد تحولت إلى أكبر محطات (المواسير ) في إفريقيا والشرق الاوسط بسبب هذه العقدة ... أراه في أغنياتنا الجميلة التي سرعان ما تغيرت مع الدخول الحبشي الميمون لأرضنا ... أراه في تقليدنا لكل من هب ودب حتى صرنا شيئا غريبا بلا ملامح إسمه السودان ... ونتيجة لهذا أيها السادة تكونت عندي عقدة مضادة .. أعني إنني صرت أكره الخواجات .. هل تذكرون قصة موسم الهجرة إلى الشمال رائعة أديبنا العظيم الطيب صالح ؟ حين حين أصيب البطل بهذه العقدة المضادة ورأى – حسب منطقه – إن الطريقة الوحيدة لهزيمة الغرب هي هزيمة نسائه ؟ حسنا انا لم أصل لتلك المرحلة الثورية طبعا ، ولكني توصلت لطريقة بسيطة للإنتقام كلما قابلت خواجة ... ذات مرة وأنا صغير رأيت أثنين منهم من النوع الذي يجوب العالم على دراجة بخارية ويرتدي ملابس مهلهلة لو إرتداها أي واحد منا لقلنا إنه شحاذ ولكن حسب عقدة الخواجة فإننا نسميها ( بساطة وتواضع ) .. حين رأيتهم يتكلمان ويمزحان وحولهما يتجمع الاطفال الفضوليين ، صرخت بكل قوتي بالإنجليزية : - قنبلة .. قنبلة وأختفيت في أقرب شارع وأنا أبتسم بخبث وأتصور مقدار الرعب الذي أصابهما... نعم هو أمر سئ ولكني أكره أن أراهم يتجولون بيننا بكاميراتهم ويصورون الاطفال والنساء كأنهم في حديقة حيوانات ، ثم يبيعون هذه الصور لقناة (ناشيونال جيوجرافكس ) ويقبضون الملايين بسببنا... لهذه الأسباب كلها وفي المرة الثاانية حين رأيت أحدهم يقفز في النيل ويسبح بينما صديقه يضحك ويصوره ، لم أتمالك نفسي ، فصرخت بكل قوتي بالإنجليزية وأنا أشير للماء : - تمساح .. تمساح د.حامد موسى بشير