أجندة جريئة. اقرعوا الأجراس..الوطن ينادي..!! هويدا سر الختم حزينة جداً أنا اليوم وأعلم أن صحافتنا جميعها في هذا اليوم ستسكب الزيت على نار تصريحات رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت.. التصريحات التي يبدو أنها كانت للاستهلاك الداخلي في الجنوب.. وحاولت تبرير اشتباكات الجيش الشعبي مع جيشنا السوداني في مناطق البترول (هجليج) التي تقع داخل أراضي حكومة السودان. يبدو أن التحركات قد بدأت لتحول دون سفر السيد الرئيس عمر البشير إلى دولة جنوب السودان والمقرر لها الثالث من أبريل.. هناك بعض الجهات والجماعات والأفراد الصقور – في الجانبين- عملوا بشدة عبر المنابر الإعلامية المختلفة لإفشال هذه الزيارة.. فنزلت عليهم موافقة الرئيس القاطعة على القمة المرتقبة في جوبا وفي الموعد المحدد وغير القابل للنكوص نزول الصاعقة.. ويبدو أن هذه القمة لو انعقدت ستعقد معها أنفاسهم ولا أحد يسلم أنفاسه بكل سهولة ولو استطاع قتل عزرائيل لقتله قبل أن يؤدي مهمته.. الحرب على أشدها لقطع الطريق أمام تطبيع العلاقات مع دولة جنوب السودان.. وأجدني جد مندهشة لحرب الذات وتحطيم القدرات. المفاوضات الجارية الآن بين دولتنا ودولة جنوب السودان هي سفينة الإنقاذ التي تسبح نحوها الدولتان لتعبر بهما محيط الحروب والانتكاسات الاقتصادية إلى شاطئ الأمان.. فنحن في أشدّ الحاجة للتوقيع على هذه الاتفاقات التي وقعت بالأحرف الأولى في أديس أبابا والتي تم الاتفاق عليها في اجتماعات الوفدين خلال الأيام الماضية أكثر من دولة الجنوب نفسها.. ونحن في أشد الحاجة لإنجاح لقاء القمة بين رئيس دولتنا ورئيس دولة جنوب السودان بل نحبس أنفاسنا لحين اكتمالها.. لماذا يعز على البعض خفوت صوت الحرب واقتراب السلام. لماذا يريد لنا البعض التقهقر في حدودنا واقتصادنا وحريتنا بل إرادتنا وسيادتنا..؟؟ هكذا هي السياسة وهكذا هي الدبلوماسية الناجحة أن تدير معركتك بكل ذكاء وعقلانية.. كل الدول في العالم التي استطاعت كسب معاركها لم تتعامل بردة الفعل.. فالحسابات الشخصية غير حسابات قيادات الدول.. في الأمور الشخصية ربما يثأر المرء لكرامته وله حق أن (يحرد) أيضاً.. ولكن حينما يتعلق الأمر بمصالح وطن وشعب كامل هنا تتدخل الحسابات السياسية والدبلوماسية.. حسابات المصالح المتبادلة غير مطلوب أن يكون هناك حب متبادل، ما دامت كل دولة تتكسب من علاقتها بالدولة الأخرى.. مؤسف جداً البيان الذي صدر ليعلن إلغاء زيارة الرئيس لدولة جنوب السودان.. أين جمهور النواب والمستشارين والمساعدين.. لماذا هذا القرار المتسرع.. ما كان يمكن أن ينتظر حتى اليوم التالي ليلقي هذا القرار حظه من التشاور والتمحيص للخروج بما تتطلبه مصلحة البلاد. على الرغم من هذا القرار.. نأمل إعادة النظر فيه ووزن الأمور بميزان يراعي مصلحة الوطن أولاً وأخيراً.. حقنا عليكم كقادة رأي وسلطة من سلطات الدولة.. نحمل الكلمة أمانة ونحرص على مصلحة الوطن والمواطن أن نقول لكم كلمة حق يراد بها حق ومصلحة فهلا استجبتم. التيار