نور ونار خارجية (كرتي)...وخارجية (كرم الله) مهدي أبراهيم أحمد [email protected] ألتقيت لأول مرة بوالي القضارف بمباني صحيفة التيار تسبق تصريحاته صورته والرجل يحمل طموحا غير مستترا ويحمل من التطلعات مايجعله لايري في كل الدولة الا الرئيس ونائبه وماعدا أولئك فكلهم عنده سواء في التكليف والمقام ماجعل كل تصريحاته يكتنفها الأثارة حينا الجرئية وحينا الصريحة التي تتعدي أجهزة الحزب الي أبداء الأراء الشخصية تحمل محمل الجد علي سياقها ربما أرجع مصدر ذلك الي أن الرجل –كما يقولون- يده ممتلئة بسلطة مطلقة جزئيا لاتتوفر لآخرين مصدرها أهله وعز ولايته .. الرجل مثير للجدل وكل قراراته يتخللها الأرتجال والحماس فالقرار عنده ليس مرتبا تنعقد له جلسات الوزارة ولايرهق نفسه في الدخول والأستماع الي وجهات النظر التي تقلب القرار علي جوانبه في مواعين الشوري ونيران النقد ومن ثم يكون التصويت أما بالرفض المطبق أو بالقبول الصريح شهدنا ذلك في تحويل مباني الحكومة الي مستشفي للعيون وحينها أقسم الوالي أمام الحضور بأنه لن يدخل مباني الحكومة الي مريضا . في ذلك الحوار الذي تم بصحيفة التيار لم يخف الوالي كرم الله أعجابه بشيخ الترابي جهرا في حين يبوح به بعض أعضاء التظيم سرا والوالي المثير للجدل يذهب بعيدا بنعته له بشيخه وباح ساعتها بأنه بصدد مبادرة ترمي للمصالحة بين الشيخ والرئيس والوالي يستدرك بأن الشيخ ليس شيخه وأنما شيخهم جميعا .والحوار يأخذ حيزه في الأهتمام المتعاظم تماما كأهتمام الوالي بأثارة الجدل وشغل الناس . قرارات وتصريحات في أعتقادي غلب عليها طابع الأرتجال وسارتبها الركبان وفي لقاء جماهيري لايخفي الوالي خصومته مع وزير المالية ويهدد بأنه سيلجأ للمحكمة الدولية حتي يستخلص حق ولايته من المركز وتصريح كرم الله يجعل من الرئيس يتدخل بحسم صراعات المركز والولايات داخل الأطر التنظيمية بعيدا عن نشرها وطرحها للأعلام وفي الصقيع والهواء الطلق . وكرم الله اليوم يفجرها داوية ويخرج سرا ربما يجعل أجهزة الحاكم تتململ وتصريح الرجل لايتبعه لنفسه وأنما يخص به أناسا عرفهم بالمدرسة التي تستمد حداثتها من ضرورة التطبيع مع إسرائيل والخروج من قوقعة الإنكفاء والتمييز في التعامل مع الدول طالما أن الدول العربية تتعاون معها وتصريح الوالي ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل بروز تلك المدارس الحديثة والتي تري في مبادئ الحركة الإسلامية بأنها (جامدة) لابد من تجديد أهدافها وأصباغ تغيير الواقع علي غاياتها في ظل هيمنة الحركة علي السلطة وأستصحاب روائح التغيير علي ضوء وصول الإسلام السياسي للسلطة في بلدان شتي وبالتالي أنفتاحها فكما أمتد التعاون الي الحزب الشيوعي الصيني وأذدهار العلاقة مع المعسسكرات الغربية والتي عارض الأنفتاح عليها وقتها مجموعات الا أن أستناد الغالبية علي فقه مرحلي يبيح التعامل مع الواقع وفق قواعد فقهية وحياتية جعل من التعاون يمتد ويشمل الواقع الحياتي دون غضاضة ومدرسة كرم الله الحديثة لو أوكل إليها أمر وزارة الخارجية لكانت أول خطواتها التعاون والتطبيع مع إسرائيل . ظهور أمر تلك المدرسة في هذا التوقيت قد يكون إعلاما مدروسا يستبق الجميع الي إظهار نفسه كمدرسة تطرح نفسها بقوة في ظل التحليلات التي أحدثها قرار الرئيس القاضي بالتنحي عقب أنتهاء فترته الحالية فالساحة الآن تنظر لخليفة الرئيس القادم وفق مطلوبات مرحلية ربما رنا اليها طموح كرم الله ومدرسته والتي تري في التعاطي مع الراهن والمستقبل شرطا للوصول ببرنامجهم الي ساحات الواقع بالأنفتاح والتعاون مع الآخرين .