[email protected] مشكلة المشاكل فى جهاز الانقاذ الحكومى ان كل وزير فيها يعتقد انه المفوض المفوه فى ما يعنى وزارته ولا يعرف ما لا يعنيه . لذلك تجد يعتقد ان قوله الفصل الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه او من اى اتجاه آخر . و من هذه القاعدة اصبح دم النظام و سمعته موزعة بين قبائل الوزراء . وعلى سبيل المثال تجد وزير المراعى و العلف هو الناطق الاوحد فى شئون الدولة التكنولوجية ليكشف ان خطة الدولة فى الاسابيع القليلة القادمة هى تدشين اول طبق فضائى عالى التقنية و غير مرئى , ووزير اول البرلمان يعلن و بالصوت الحيانى انهم بصدد تغيير كل أنظمة الدول التى لا تؤمن بالتوجه الحضارى . و فى مثل هذا النظام السياسي الذى لا يعرف حقيقة "كوعه من بوعه" تتضخم الكاريزما الوزارية الزائفة و تتفرعن لانها تدرك مدى سيولة و ضعف الرقابة و المحاسبة , و بالتالى تستمتع باطلاق القول على عواهنه حقيقة و لا يهم كثيرا مدى الضرر المتأتى عليه على مستوى الوطن او النظام . و فى حالة الحرب المعلنة برلمانيا الان بين دولة السودان ودولة جنوب السودان نتجت فرصة ذهبية لكل الوزراء لان يظهروا فيها زيفا مدى وطنيتهم .لأن الحرب اوجدت لهم مبررا مقبولا نظريا للهرب من مواجهة مسئوليات وزاراتهم و معالجة الشوائب التى تمسك برقاب ادائهم . و من هنا فليس فى الامر عجب ان تجد السيد وزير الاعلام يصول و يجول و يكشف الخطط و التخطيطات العسكرية لكل من يصنفهم اعداء ا فى المعارضة و الحركة الشعبية فى جنوب السودان و عملائها من الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الشمال و كل حركات دارفور المقاتلة و المعارضة و الطابور الخامس و الخونة و المندسين من موظفى الحكومة . و لا ينسى ابدا فى سبيل تأكيد ضعفهم و هوانهم ان يدمغهم بالعمالة .و انهم يقاتلون بالوكالة للاعداء من الدول الغربية و امريكا و دولة الكيان الصهيونى اسرائيل . و كلهم على قلب رجل واحد يريدون إستئصال دولة السودان العربية الاسلامية . و يكشف بكل ثقة العسكرى الاستراتيجى أن"إستراتيجية جوبا التي أدارت بها معركة هجليج بنيت على إسقاط الحكومة في الخرطوم بمساندة إسرائيل.وقال وزير الإعلام السوداني؛ عبدالله علي مسار، إن الاستراتيجية بنيت على مراحل ثلاث (الدخول لهجليج بالقوة, احتلال جنوب كردفان, احتلال مدينة الأبيض) واستخدام مطار الأبيض لإنزال الطيران الإسرائيلي واستخدامه في تدمير سدي مروي والرصيرص وبعض الجسور النيلية." لو انه اكتفى ب"لحم الرأس" هذا من المعلومات و اعلن عن الوثائق و المستندات التى تؤكد هذا المخطط وهذه العمالة لكان قد ادى الدور الحقيقى لوزارته ، بل و لكل وطنى غيور ،و كان لقوله رد الفعل الايجابى الذى يرفد الاستعداد لمواجهة هذا العداء ، لان فيه ما يحترم عقول المخاطبين . و لا أعتقد ان السيد الوزير يريد اللعب على دقون المواطنين او "تهبيلهم " بل كان و حسب مقدراته الذهنية يعتقد انه يشحذ هممهم ، فما ابعد الشقة بين هذه و تلك . و رحم الله القائل " الجاهل عدو نفسه " و الجهل هنا مقصود به كل النظام الذى يولى امرا خطيرا مثل الاعلام و فى هذا الوقت الذى يقف فيه الوطن مترنحا على حافة الهاوية لمثل هؤلاء المخطرفين الذين لا يعلمون و لا يعلمون انهم لا يعلمون . إن اللسان أمانة. و لو ان السيد الوزير احترم مسئوليات ودور وزارته لأدرك انه بكشفه لهذا المخطط "إن كان حقيقيا بالطبع" قد ساهم كثيرا فى إفشال الخطط الدفاعية الموضوعة لصده . و ساعد بما يرقى لدرجة الخيانة الاعداء على تعديل خططهم و ما يتبعها من جهود اضافية لكشفها – و فضحها أعلاميا من جديد - . و لان النظام فى كامل سيولته فلم يسأله احد حتى الان " لم اقل يحاسبه " و لا اظن ان احدا فى النظام ادرك مدى خطورة هذا التصريح ."فكلهم فى الهوى سوى" –كل يكتبها بطريقته- و بما ان مثل هذا التصريح لا يمكن ان يتأتى إلا لمسئول عالى المقعد فى الامور العسكرية . فاننا كمواطنين متضررين من اسرائيل كثيرا و لسنا فى صدد ذكر ذلك. فاننا نطالب السيد وزير الاعلام بالكشف عن الخطط الموضوعة لمجابهة اسرائيل و منعها من تحقيق اهدافها . و لو انه فعل ذلك لما احتجنا بعدها لان يكون عندنا وزير دفاع و لا مجلس دفاع و لا حتى ناطق رسمى باسم القوات المسلحة . قلت اعلاه ان وقت الحرب هذا اتاح فرصة سانحة لهروب كل وزراء الانقاذ عن مجابهة مسئولياتهم الوزارية المباشرة . و لعل مسار هو اسعدهم حظا بهذه الحرب اللعينة فقد كان ثبت عجزه و قلة حيلته حتى داخل وزارته و لم تجد قراراته اذنا صاغية من احد . و كلنا يذكر انه كان قد اصدر قرارا " ليس تعيين زوجته مديرا لمكتبه خوف الفتنة" و لكنه قرارا " بمنع أي شخص من التحدث باسم الحكومة، أو التصريح لأي صحيفة أو قناة في أي شأن حكومي قبل ((المرور)) عليه شخصياً !!" و انظروا ضعفه و هوانه امام جولات و تصريحات وزيرة الدولة بوزارته .