قلنا مرارا ان وزراء الانقاذ الملحقون لا يعرفون حدود صلاحياتهم لان احدا لم يخبرهم بها . و بالتالى فمن المؤكد انهم لا يعرفون مهام وظائفهم الوزارية و مطلوبات وزاراتهم , و سننسى تماما ان العمل الحكومى و ادارة الدولة هو عمل جماعى رهين استراتيجية و خطط و اهداف يعمل كل فى وزارته تبعا لها . بل انه اصبح فى حكم الواقع ان مؤسسات الدولة و هيئاتها و ولاياتها و حتى مناصبها على درجاتها اصبحت امبراطوريات قائمة بذاتها شرطا الا تتجاوز محددات النهج الحضارى و قواعده التى يرتكز عليها . و يمكن الرجوع فى هذا الاتهام الى العديد من الممارسات المشاترة التى تعج بها دواوين الدولة وتنقلها الاجهزة الاعلامية المحلية و الخارجية . و كما يقول المثل السودانى "تعيس الحظ من يقع فى القيد" و تعيس الحظ على الشاشة هو السيد وزير الاعلام عبدالله علي مسارالذى قال من قبل ، إن إستراتيجية الدخول لهجليج بنيت على مراحل ثلاث وبالقوة, احتلال جنوب كردفان, احتلال مدينة الأبيض، واستخدام مطار الأبيض لإنزال الطيران الإسرائيلي واستخدامه في تدمير سدي مروي والرصيرص وبعض الجسور النيلية." و قد يكون بعض العقلاء قد اندهشوا كيف لوزير اعلام – ملحق- ان يتمكن من الوصول لمثل هذه الاستراتيجية التى لم يحصل عليها الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة ، او لعله لم يكشف عنها لاسباب امنية تخص مخططات قواته لصدها . ولكن من عرف مسارات مسار فى الصعود للمناصب لم يندهشوا فهذه كل ملكاته الصوتية . و لكنى من موقف وطنى استنكرت مثل هذا التصريح من وزير لا علاقة له بالعمل و الخطط العسكرية و قلت لان النظام القائم كامل السيولة فلن يسأله او يحاسبه احد على فلتات لسانه التى لم تهبش النظام او اركانه و لكنها تضر بالوطن و ليس هذا الامر مما يقلق المؤتمر الوطنى و نظامه . و هذا ما حصل فعلا فليردح من يريد الردحى بعيدا عن عرين النظام و ركائزه . و لعل الكثيرين ممن يشبهون مسار فى المسار و فى اللسان و الموقع و المقعد فى الحكم قد امطروه بالثناء و التقريظ على هذا التصريح العسكرى الذى كسب به سبقا اعلاميا على الناطق الرسمى ، و بالتالى على كامل هيئة القوات المسلحة و النظامية. و من المرجح ان هذا التقريظ مصحوبا بعدم المساءلة قد ألبس الوزير جلبابا كجلباب فرعون مصر الذى كشف زيفه ذلك الطفل البرئ حين صاح قائلا " انظروا مليكنا العريان " الكثيرون يعتقدون ان ما حدث لمسار فى كل خطوات مساره لم تك تقوم على ركيزة راكزة من مبدأ او قناعة بشرف و امانة العملو التكليف ، و لكنه كسب دنيوى غير مسنود بنظرة موضوعية للبيئة و المناخ و العوامل السياسية المشتركة فى تصويب المسار و اتخاذ القرار فى الوقت و المكان المناسب . بل كانت تقوده قناعة راسخة بانه ليس فى الامكان احسن مما كان من اسلوب و مسار استطاع به أن يتقلب فى مختلف المواقع التنفيذية و ليس القيادية . هذا الزى الملوكى الشفاف لم يجعله يعرف انه مجرد عامل مقطوعية قد يتم التخلص والخلاص منه متى ما إنتهت المقطوعية او حتى قبل ان تنتهى ليكملها غيره . و لو انه منح نفسه برهة من الوقت للنظر و التفكير فى ما حوله داخل وزارته . او لو انه استرجع من امره ما ادبر لعرف كيف ان وزيرة الدولة فى وزارته ظلت تستخدم " مكنة" و صلاحيات وزير كامل الدسم . بل و قادت الكتائب للجهاد و حملت الكلاش كأحسن ما يكون الجندى فى الصفوف الاولي و ليس مثله الذى اكتفى بكشف المخططات فقط . فقد كان مسار سعيدا بالحرب فتبختر فيها تصريحا ولم يفطن لقلة حيلته حتى داخل وزارته حين لم تجد قراراته اذنا صاغية من احد . و كلنا يذكر انه كان قد اصدر قرارا " ليس تعيين زوجته مديرا لمكتبه خوف الفتنة" و لكنه قرارا " بمنع أي شخص من التحدث باسم الحكومة، أو التصريح لأي صحيفة أو قناة في أي شأن حكومي قبل ((المرور)) عليه شخصياً !" و انظروا ضعفه و هوانه امام جولات و تصريحات وزيرة الدولة بوزارته . بعد كل هذه الشواهد يشطح بالاقتراب من عش الدبابير . و عش الدبابير هنا هو الفساد و ليس القوانين المنظمة لعلاقات العمل و لوائحها . فهى ان كانت موجودة او غير موجودة فسيان فى حالة سيولة الدولة و سياسية التمكين و الولاء و الاصطفاء و فقه السترة . كيف يطلب مسار الشفافية و المحاسبة دون ان يحسب خطواته ؟ لو كان المطلوب محاسبته غير عوض جادين الاصيل فى الحزب لأمكن بلع قرار توقيفه بل و التبشيع بالموقوف بكتيبة كاملة من الصحفيين الكتبة . و لكن الرئاسة لم تكتف بالغاء قرار مسار بتوقيف جادين بل تعدته لايقاف كامل لجان التحقيق . و هنا مربط الفرس الذى لم يفطن له مسار . فقد اقترب اكثر مما ينبغى و هو عريان الا من ذلك الازار الفرعونى الذى كشف عواره ذلك الطفل البرئ . و لان الامر ليس امر تضارب صلاحيات او لوائح فقد جاء القرار باعادة جادين لموقعه مديرا لسونا . و و يقولون إن قرار ابطال قرار الوزير يستند لعدم صلاحيته فى الاقالة طالما ان مدير سونا تم بتعيين رئاسي . العقل و المنطق يقول ان قرار الوزير كأن لم يك طالما انه ليس من صلاحيته. علما بان مدير سونا لم يتوقف لحظة عن إدارتها . و مسألة اخرى تؤكد سيولة النظام كيف لوزير دولة ان يلغى قرارا وزاريا ؟ كما فعلت وزيرة الدولة بالاعلام حين اعادة جادين لموقعه قبل القرار الرئاسى . اذن عوض جادين ذو "جدّين " جد رئاسى و جد من وزير الدولة و"يا جادين ودّرت قروشك وين ؟" الان ليس لدى مسار من يخاطبه فهو ليس جنرالا حين لبس زى الجنرالات و ليس اصيلا حين ظنّ انه برأس الاصلاء فى التنظيم و النظام الحاكم . و تقديم استقالته ليس اصيلا لانه لم يحسن اختيار ميدان معركته التى يخوضها لوحده و انساق وراء وهم ذات الاعلام الذى يديره بان المشاركة و المشاركين اصيلة و هم اصلاء . ابراهيم بخيت هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته