بالمنطق "آل إيه؟ لازماً تتحرر هجليج"؟!! صلاح الدين عووضة [email protected] * خلال زيارة لي للقاهرة - قبل انتشار الجوال - ذهبت الى "السنترال" لإجراء مكالمة خارجية.. * وفور ولوجي كابينة من كابينات الاتصال فوجئت بمن يصيح بأعلى صوته: (انت ياللي لسه داخل دلوقت، هيا وكالة من غير بواب؟!).. * ثم يضيف الصائح هذا بصوت أشد حدة :(انت عبيط وللا بتستعبط؟!).. * فقد نسيت أن أقوم بإجراءات الدفع أولاً بسبب العجلة.. * وحين وقفت أمام الكاونتر لإتمام الإجراء المطلوب (زعقت) بدوري في الصارخ هذا : (هو إيه؟ يعني غلطنا في البخاري؟!).. * وصيحة الغضب هذه نفسها نوجهها لكل عضو من أعضاء البرلمان الذين دعوا الى إعلان (الجهاد!!) - بالأمس - من أجل تحرير هجليج.. *نقول لكل واحد من هؤلاء: (انت عبيط وللا بتستعبط؟!!).. * ثم نردف ذلك بالمثل المصري القائل: (اسمع كلامك اصدقك، أشوف عمايلك استعجب!!).. * ف(إزاي بأى يا حبايبنا) تحتلوا أرضاً لنا شمالا، ثم تحاولون إقناعنا بأن قلوبكم معنا إزاء احتلال لأراضٍ لنا جنوباً؟!.. * "بذمتكم ده كلام ده؟!!".. * فنحن - كشعب سوداني - لسنا معنيين باتفاقيات قد تكون تمت (تحت تحت) بين ولاة امورنا وولاة أموركم وإنما الذي يهمنا أن حلايب أرض سودانية أُحتلت من جانبكم.. * فإن كان هنالك نزاع حدودي حول المنطقة هذه فليتم الاحتكام الى محكمة العدل الدولية إسوة بما فعلتم أنتم انفسكم - أيها البرلمانيون المصريون - إبان الخلاف بينكم وبين اسرائيل حول طابا.. * و "للا يعني عشان الإسرائليين ما بيتقدرش عليهم بخلاف ما عليه الحال مع (التانيين!!)"؟!.. * و (التانيين!!) هؤلاء أنفسهم ب (يتشطَّروا!!) على (اللي بيقدروا عليهم!!) و (طناش جامد أوي) إزاء الذين (صحتهم كويِّسة حبتين!!).. * وهنالك مثل شعبي سوداني - يا أخوتنا بشمال الوادي - ينطبق على مثل الحالة هذه نصه: (سيدي بسيدو!!).. * ولكننا - كشعب سوداني (برضو) - لا يُجسِّد اعتزازنا بأنفسنا إلا مقطع الأغنية الوطنية تلك لشاعر (الشعب) محجوب شريف : (سيد نفسك مين أسيادك؟!).. *وحديثنا هذا الذي قد يبدو (صادماً!!)للمطالبين بتحرير هجليج من برلمانييِّ مصر دافعه الحرص على العلائق التي تجمع بين شعبي وادي النيل.. * ولأننا نحبكم بصدق - يا شعب شمال الوادي - فإننا لا نريد أن (نجاملكم) ب (غير صدق!!).. * فالسودانيون (مفروسون!!) من حكومتكم (أوي) - يا حبائبنا - بسبب احتلالها مثلث حلايب.. * وغضبهم إزاء (الاحتلال!!) هذا لا يقل حدةً عن غضبهم إزاء (احتلال!!) هجليج.. * ف (كلو اسمو احتلال برضك!!)... * وهو غضب -"بالمناسبة " - لا علاقة له بالمشاعر (الرسمية!!) لدى حكومتنا.. * فالغالبية العظمى من السودانيين -أي غير منسوبي المؤتمر الوطني - لا يعنيهم في شيء أن تكون هجليج ذات (بترول!!) وحلايب (مفيهاش!!).. * ف (الأرض!!) هي التي تهم السودانيين هؤلاء لأنها - في نظرهم - (أغلى!!) من (أيها) معادن، أو نفط، أو (زفت!!!).. * وإن كان موظف (السنترال) قد غضب بسبب (احتلالنا!!) كابينة الاتصالات فإن غضبنا إزاء احتلال حلايب ب (حالها) أشد.. * وفي فورة الغضب هذا اسمحوا لنا - يا نواب برلمان مصر - ان نصيح فيكم: (هِياَّ وكالة من غير بواب؟!!).. * ثم و (النبي تسمحولنا كمان بالكلمتين دول): * " انتم عُبَطا وللا بتستعبطوا؟!!!!". الجريده