[email protected] لقد تحدثت في مقال سابق عن انسجاب الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان من هجليج ،معلما الجيش السوداني ومليشيات الموتمر الوطني درسا ،وفاتحا الابواب للتفاؤض ،وهذا ما حدث بالفعل عندما اعاد الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان سيطرته الكاملة علي منطقة هجليج في العاشر من ابريل ،حيث حاولت مليشيات وجيش الموتمر الوطني السيطرة علي هجليج ،لكن باتت محاولاتهم بالفشل ،مما اظهر خوف النظام من اثر توقف انتاج النفط من هجليج التي تمثل 60% من الدخل القومي يوميا علي الاقتصاد السوداني، وقد يتسبب ذلك الي ذيادة الضائقة المعيشية وانهيار الاقتصاد السوداني التي ستؤدي الي قيام ثورة شعبية شبيهة بثورات الربيع العربي تطيح بحكومة الموتمر الوطني ،مما دفع الحكومة السودانية باستخدام الدبلوماسية بعد ان فشلوا في حل القضية عسكريا،وتدخل المجتمع الدولي متمثلة في مجلس الامن التابع لمنظمة الاممالمتحدة ،لوقف القتال الدائر بين دولتي السودان وجنوب السودان ،فاصدر قرار يلزم فيه حكومة جنوب السودان بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية،وعلي الحكومة السودانية عدم قذف المدنيين بالطيران الحربي داخل ارضي دولة جنوب السودان ،استجابت دولة الجنوب لقرار مجلسن الامن القاضي بالانسحاب ،واعلن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت انسحاب جيشها من هجليج ،بحيث يتم الانسحاب الكامل في مدة ثلاثة ايام ،وهذا يؤكد شجاعته واحترامه للقرارات الصادرة من المنظمة الدولية باعتبار دولة الجنوب احد اعضاء هذه المنظمة ،لكن عندما علم حزب الموتمر الوطني الحاكم في شمال السودان بانسحاب جيش دولة جنوب السودان ،تم استغلال هذا الانسحاب وتحويله الي انتصار ،حيث خرح الرئيس السوداني عمر البشير ووزير دفاعه الذي لايدري شيئا عن ادارة وزارة الدفاع ولايجيد حتي الحديث يضللون الشعب السوداني بان الجيش السوداني ومليشياتهم قد استردت هجليج ،ومايؤكد كذب ونفاق هذه العصابة هي تصريح كمال عبيد القيادي بحزب الموتمر الوطني لقناة الجزيرة بان "بان الجيش السوداني قد دخل هجليج واباد الجيش الشعبي لدولة الجنوب ولم يتبقي حتي جندي واحد" وجاء حديث امين حسن عمر وزير دولة برئاسة الجمهورية " بان القوات المسلحةالسودانية قد تمكنت من السيطرة علي هجليج ،لكنها لم تدخل داخل هجليج وفقا لاستراتيجيات عسكرية "هذه التصريحات العشوائية تعبر عن تخبط وعدم علمهم بالحقائق الميدانية في هجليج ، لكن دولة السودان الجنوبي قد اثبت للعالم احترامها لقرارات منظمة الاممالمتحدة عكس الحكومة السودانية التي لم تحترم قرارات الاممالمتحدة رغم عصويتها في تلك المنظمة لاكثر من خمسين عاما ،وبذلك تم ارتكاب جرائم حرب وجرائم حرب في اقليم دارفور وجنوب كردفان ،وتحول الرئيس السوداني بعد استيلائه علي السلطة في 30يونيو1989م من منقذ البلاد حسب ادعاءه الي اكبر مجرم في الدولة السودانية ،وعند كتابة هذا المقال ،مازالت جيش ومليشات الموتمر الوطني داخل منطقة ابيي منذ احتلالها في 21مايو من العام الماضي ،واصدر مجلس الامن قرار بانسحاب الجيش السوداني من المنطقة ،لكن الحكومة السودانية رفضت تلك القرار.