[email protected] بدأت الجبهة الاسلامية تخطط للاستيلاء علي السلطة منذ استقلال السودان، ولكنها وجدت ضالتها في الديمقراطية الثالثة ، حتي نفذت انقلابها الشؤم في 30يونيو 1989م باسم ثورة الانقاذ الوطني، ورفع شعارات تطبيق الشريعة الاسلامية واقامة دولة اسلامية . وتم تحويل حرب الجنوب الي حرب دينية والجهاد من اجل الشريعة الاسلامية، راح ضحيتها اكثر من مليون مواطن، ونزح اكثر من اربعة مليون شخص. وفي منتصف التسعينات قامت حكومة الانقاذ بسياسة التمييز الديني والعرقي ومن خلالها تم اغتصاب النادي الكاثوليكي بشارع المطار وتحويله الي المر كز العام لحزب الموتمر الوطني حتي لحظة كتابة هذا المقال، وفي ظل الاضطهاد الديني والسياسي والعرقي التي انتهجتها حكومة البشير ضد غير المسلمين، تم هدم العديد من الكنائس ومصادرة ممتلكاتهم، كذلك مورست سياسه كتم الافواه بالتضييق علي الصحف والصحفيين، ومنعت توزيع العديد من الصحف بأمر من جهاز امن البشير الذي تم تحويله الي جهاز حزبي ، وفرض علي الشعب السوداني ان يعيش في ضائقة معيشية وتحت استبداد البشير، وتم تشويه سمعة السودان خارجيا وقبل ان تتوقف حرب الجنوب تم اشعال حرب اخر في دارفور تضرر منها الشعب السوداني وخاصةً شعب دارفور، شرد الملايين من المدنيين الابرياء من اراضيهم ودمرت وسائل الدخل المعيشي، وقتل الرجال واغتصب النساء بهدف ابادة قبائل المساليت، الفور والزغاوة مما دفع اوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى تقديم ادلة تبرهن ارتكاب الرئيس السوداني عمر البشير جرائم حرب ،وجرائم الابادة الجماعية في اقليم دارفور. بذلك اصبح الرئيس السوداني ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ولم يتعلم البشير من حربي الجنوب ودارفور واثره علي الشعب السوداني ونظامه بل اشعل حروبات اخري في ولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق، وها هو الوقت قد حان لكي يعيد الشعب السوداني الثقة في نفسه ،حتي يفجر ثورة شعبية، كما فعلها في 21 اكتوبر 1964م والانتفاضة الشعبية في 6 ابريل 1985م التي تمر ذكرتها السابعة والعشرون .