بالمنطق صلاح الدين عووضة [email protected] "الدقون " ..!!!! * (نفسي) أشاهد مسؤولاً - مهما صغر شأنه - في نشرة أخبار التّلفزيون (الوطني!!) وهو من غير (دقن).. * أو مستضافاً في أيٍّ من برامج التلفزيون هذا ذات الصّبغة السّياسية.. * أو موظفاً في مؤسسة حكومية ذات (وجاهة!!).. * أو متحدثاً في ندوةٍ تعجُّ بالعِصِّي التي يُلوَّح بها عالياً في الهواء.. * وأُمنيتي (المستحيلة) هذه في مشاهدة وجوه ب(بالمواقع) المذكورة وهي من غير (دقن)، ليست كراهةً في اللِّحية وإنّما كراهةً في (اندياح) التّمكين الإنقاذي إلى الدّرجة التي نصاب فيها ب(وجع الوش!!) من هذه (الوشوش!!).. * ف(تركيب الدُّقون!!) أضحى مرتبطاً بالإنقاذ في زماننا هذا دلالةً على التّقوى والورع وعمق الإيمان.. * أيّ بمعنى : (إنّما وُلِّيتُ هذا المنصب لتوافر صفة "القوي الأمين!!!" في شخصي).. * وقد يكون صاحب (الدّقن) هذا لا قوياً ولا أميناً؛ ولكن الأمر محض مجاراة لل(الموضة!!) الإنقاذية في السّمت والمظهر وال(لوك!!).. * فالمهم أن تُركِّب (دقناً) - وإن لم تكن معروفاً قبل الإنقاذ بالالتزام الإسلاموي - لتضحى من ثم مؤهلاً لشغل منصب ما.. * أو بلغة الشّارع ؛ لتجد (كدَّة!!) أو (عضَّة!!) أو(قرمة!!).. * وحين كان زميلنا إبراهيم الشُّوش يُبدي امتعاضاً أمامنا - عقب عودته للبلاد - من عدم ترك الإسلامويين للآخرين (فَرَقة) معهم ولو بمقدار (كدَّة!!) كنتُ أُطالبه بأن (يركِّب دقن) أولاً ثم (يخلّي الباقي على الله).. * والعبارة الأخيرة هذه - مقرونةً بحكاية (تركيب الدِّقن) - مستوحاة من مسرحية (شفيق يا راجل).. * فحين كانت البطلة - في المسرحيّة المذكورة - تحاول تلقين حبيبها محمد نجم ما يقوله لأبيها ذي (الدَّقة القديمة) حتي يوافق على تزويجها إياه، كان يفشل المرة تلو الأخرى في حفظ (الدّور).. * ولما فاض به الكيل صرخ في حبيبته قائلاً :(أنا أركب دقن ، والباقي على الله).. * وحُظي زميلُنا الشُّوش ب(كدَّة) - بعد ذلك بقليل - متمثلة في وظيفة ملحق إعلامي بإحدي سفاراتنا الخليجية.. * ولا أدري إن كان عمل بنصيحتي (وركّب دقن)، أم اكتفى بإظهار الموالاة (وخلَّى الباقي على الله).. * وحين نقول إنّ أصحاب (الدُّقون) هؤلاء ليسوا – بالضرورة -(أقوياء!!) ولا (أُمناء!!) فذلك جراء ما يفوح من روائح فساد هي (الأعفن!!) في تأريخ البلاد من واقع ما (تجهر) به تقارير المراجع العام، و(تهمس) به مجالس المدينة، و(تعلن) عنه "العمارات السّوامق!!!" *وأنا شخصياً أعرف "كُثُراً" كانوا من غير (دقون) – قبل الإنقاذ - وصاروا ب(دقون) الآن وهم (مُتمكِّنون!!!).. * واحد هؤلاء شاهدتُه في التلفزيون (الوطني!!) قبل أيام وهو يُكثر من مفردات (أحسب!!) و(يتنزَّل!!) و(حقيقةً!!) و(ينداح!!) .. * فقلتُ في(نفسي!!) حينها : (إنّ التّوصيف الصّحيح للتلفزيون هذا ليس هو "القومي" ولا "الوطني" نسبة للمؤتمر الوطني).. * الصّحيح هو أن يُسمَّى (تلفزيون المُركِّبين دُقون!!!).. * وعندها سوف ترتاح (نفسي!!) من تمنِّي مشاهدة شاشة من غير (دقون!!).. *سواء كانت ( أصلية!!) اللحى هذه.... *أو (تايوانية!!) من شاكلة التي يقول أصحابها : ( والباقي على الله !!!!) . الجريدة