سطور صريحة .. الأحمدي فرح [email protected] المطلوب .. تقوية المناعة الداخلية .. بات من الواضح أن القوى المؤثرة في القرارات التي يتم اتخاذها عن المجتمع الدولي لديها رغبة قوية في إسكات ثرثرة البنادق في (السودان) شماله وجنوبه بأي ثمن وباستعمال أي طريقة فموافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يهدد السودان وجنوب السودان بعقوبات إذا لم يضعا حداً للصراع المتصاعد بينهما ويستأنفا المفاوضات بشأن نزاعاتهما في غضون أسبوعين دليل واضح أن المجتمع الدولي لا يريد أن يستمع لأي جدل بين الطرفين ولا يريد أن يعرف من هو على خطأ ويقوم بالاعتداء على جاره ومن هو عرضة لهذا الاعتداء ويمارس حقه المشروع في الدفاع عن بلاده واستعادة أي شبر ينتزعه منه الطرف الآخر ..!! فالواضح من نبرة قرار مجلس الأمن أنه رسالة المراد توجيهها للطرفين بأن المجتمع الدولي يريد إغلاق ملف الخلافات بين الدولتين بأعجل ما تيسر حتى لو أدى ذلك لاتخاذ قرارات غير عادلة ولا تراعي أسباب المشاكل والتحقيق في من هو المتسبب في التصعيد ؛ فالتلويح بعصا العقوبات الاقتصادية في وجه كلا الطرفين دونما أن تكلف القوى الدولية نفسها عناء النظر في أساس المشكلة والمتسبب في أحداثها ومن هو المخطئ والمصيب وتتجاوز هذا كله إلى اعتماد أسلوب التهديد ب (العقاب!!) الجماعي هو أمر ملفت للنظر ويشكل نقطة تحول هامة في ملف النزاع بين الشمال والجنوب تستحق الالتفات والتعامل بكل ديبلوماسية وحنكة للحصول على حقنا المشروع برد الاعتداء الغشم الذي تعرضت له بلادنا من دولة (جنوب السودان) التي بدأت طور (المراهقة!!) السياسية مبكرا ً .. وفي الوقت نفسه علينا أن نتأهب لصد أي عدوان محتمل جدا ً في ظل (عدم!!) إدانة المجتمع الدولي بشكل صريح للعدوان الواضح و الفاشل لدولة الجنوب على جمهورية السودان ..!! علينا أن نتحرك في عدة محاور ديبلوماسية وإعلامية للمطالبة بحقنا المشروع في الدفاع عن أراضينا والحصول على التعويضات عن الأضرار التي تسبب فيها عدوان جنوب السودان .. فالطريقة الوحيدة لمواجهة اسلوب الكيل بمكيالين التي انتهجها قرار مجلس الأمن الأخير هي تحقيق الوفاق الداخلي والإجماع الوطني الحقيقي من كافة القوى السياسية كي يتم رد أي عدوان محتمل ويتم مواجهته بصلابة وتماسك للجبهة الداخلية ومراجعة خطوط دفاعنا بشكل شامل وكل ذلك يكون بالتزامن مع بداية حملة طويلة الأجل من التحركات الديبلوماسية والسياسية لتوضيح موقفنا الداخلي من العدوان على بلادنا الواجب على الحكومة أن تمد يدها ناحية تحقيق الوفاق الوطني وبسط الحريات العامة وتنقية المناخ السياسي فمواجهة العدوان الخارجي المدعوم بإسلوب الكيل بمكيالين يحتاج لتقوية مناعتنا الداخلية حتى نتمكن من مواجهة العدوان والتصدي له حينها لن تجدي دولة الجنوب الاستقواء بأي طرف علينا طالما كانت جبهتنا الداخلية متماسكة والمناخ السياسي نقي وبطبيعة الحال فإن العكس صحيح لذا علينا الانتباه جيدا ً قبل فوات الأوان ..!! نقلا عن - السوداني -