[email protected] قصدت الأسبوع الماضي العاصمة الأسترالية " كانبرا" تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد، وكنت أعشم في الحصول على مرافق من الفريق المتطوع العامل معي ليقطع معي المسافة الطويلة ولظروف مختلفة تخلف أثنان منهم ، لذلك قررت ان يكون معي في السيارة الرحبانية الروحانية فيروز ، ومؤلف كتاب النبي جبران خليل جبران، وكانت فيروز قد أبدعت وأدهشت في أدائها لأغنية "أعطني النأي وغني" التي بها أبيات تتجاوز خيال الشاعر مثل: هل تحممت بعطر .. وتنشفت بنور هل شربن الخمر يوما في كؤوس من أثير وتعتبر هذه الأغنية النشيد من أجمل ما ورثناه من أدباء المهجر. وبمعية الأستاذ نور الدين مدني من صحيفة السوداني والذي يحل ضيفاً على أستراليا ، وطاقم المهاجر المتطوع من كانبرا وسيدني والذي ضم الاستاذة رقية عبيد والفنان غسان سعيد ووالده السيد عباس سعيد، التقينا برئيسة الوزراء وأعضاء حكومتها وشرحت لنا وزيرة المال الملامح العريضة للميزانية الأسترالية ، وكيف أنهم أستطاعوا تحقيق فائض في الميزانية يتجاوز المليار دولار ، ولفائدة القارريء فان الحكومة الاسترالية الحالية يقودها حزب العمال الاسترالي الذي يمثل يسار الوسط ، ولكنهم في هذه الميزانية كان الحزب يميل كثيراً نحو اليسار بإستهدافه للأثرياء وتوزيع الهبات المالية للفقراء. وبينما كنت أكتب في هذه الأسطر أستمعت لوزيرة المالية السوداني متحدثا عن الإجرآءت المالية ( Fiscal) المتمثلة في خفض الإنفاق وزيادة الواردات وهي سياسة المدرسة الإقتصادية المحافظة " فون هايك ، مارغاريت تاتشر وعبد الرحيم حمدي" والمعروف لدينا بان سياسة الانقاذ الإقتصادية منذ سيطرتها هي اليمنية المحافظة، ولإنعدام الديمقراطية لا تجد المدارس الإقتصادية الإخرى حظها في التطبيق ، وهنا مربط الفرس ، فالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة تُمكن من تبادل الآراء للحصول على أفضل الخبرات والخيارات. أن التمويل العجزي والإنفاق على البنيات التحتية بتطبيق المدرسة الكينزية نسبة ل "جون مينارد كينز " قد يمكن من خلق الوظائف وتشجيع الإنتاج ويمكن السيطرة لاحقاً على التضخم الناتج من الإنفاق بواسطة السياسة النقدية ( Monetary) لاحقاً برفع معدلات الفائدة . وفي رحلة العودة أستوقفني هذا المقطع من أغنية لفيروز حينما كانت تشدوا يا صوت ظلك طائر زوّبّع في الضمائر بلكي تصحى الضمائر وتذكرت الأستاذ فيصل محمد صالح في محنته التى نبتهل الي الله ان يخلصه منها والشعب السوداني ، ولتستمر الزوابع عسى ان تصحى الضمائر.