السلطان والجوعى: حسن العمده السلطان يرسم في ذاكرة الناس البسطاء صورته الجديدة بمعاونة جيش الانتهازيين المتسلقين الطامحين في عطائه اللامحدود من قوت الناس ورضاء ذاته الملكية عبر قنوات البث السلطوية وكهنة السلطان والصحف المنحلة و(كلاب السرة). ويرقب نتائج فعلته يوما في تقارير البصاصين يرقب كم افرزت غدد الناس من الادرينالين والى اين تسير هبوطا او صعودا ويعد عدته لهروبه الاخير حال بلوغ نهايته العظمى فهو مؤمن بحتمية حدوث الطوفان القادم. شاهده كثيرا وهو يرقب ضحاياه من طرف خفي واعينهم تتوقد نارا مكبوتة وصرخات العلماء تحت سياط اللقطاء ورقص كثيرا في اروقة الدور العامة وعاب الناس خلاعته ولكنه وحده من كان يعلم بانه يراقصهم رقصة الموت الاول في اعماقه فقد مات السلطان كثيرا وهو يستعرض عدد القتلي في شرق المعمورة وفي غربها وجنوبها والشمال ينذر بالشرر كان يحفظ سيناريو الموت الاتي من ضحكات الناس في ليالي السمر وهم يحكون عن شظف العيش وبؤس الحال يذكر يوم ان اتاه معاونه الاكثر بطشا يطلب ان يمهر قائمة القتلى باسم الذات الملكية وكان حينها حديث العهد فابت نفسه وعافت ذاك الفعل في ايام الله الحرم ولكنه علم ان التوقيع جاء ليشرف فعل تم بالامس وانتهي . كان السلطان يحس الام الموت القادم في اعينهم وفي ايماءاتهم له بان سير سير ياسلطان الاسطورة والعالم يمنحه انذارات عدة ياايها السلطان العالم يرقبك من قرب فقد فاقت شهرتك الدموية الافاق ،كان يعلم بان جزاريه كانوا يعشقون دماء السمر ويعتبرون ذلك فعلا مقدسا ليقربهم منه زلفي وتدفقت انهار من دم الاطفال، النساء، الشيوخ و الاف القتلى في حرب الميلانيين. كان السلطان يخاف من جزاريه يبصرفيهم غدرا. ولم يعد شيئا ينبئه بالخير ابدا السلطان يجلس بين شعب متعطش للتغيير وخزانات فرغت كفؤاد ام موسى ومعاونين يتساقطون واحدا تلو الاخر والصحف المنحلة لم يعد يقرؤها الناس ورائحة البارود تحيط بحدود الدولة وتزحف بقوة نحو بلاطه تبغي راسه لاغير وحتي الولاة الذين عينهم لم يعودوا مثلما كانوا صاروا يبحثون عن سلم للموج القادم من شارعه الموقوت الذي يوشك علي ان ينفجر فبدؤوا يتساقطون كاوراق الخريف ويجاهرون بان نظام الحكم السلطاني لم يعد صالحا لان يحكم الناس وطاش السلطان وخابت كل مراجيه في ان يصبح سيد كل الاجيال ولكن مازال بيده الجيش الجرار والامن وكلاب السرة وجيش اللقطاء السلطان في يقظته الدائمة يترقب كل منافذ الموت القادم دون ان يدرك اي موت يحمله الغد قرر ان يدرس مرة اخرى كل تفاصيل الجنرالات حياتهم نبضات القلب وتعطشه للبلاط الملكي وبدا يرقبهم اكثر واكثر وللحكاية بقية,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,