[email protected] لقد تابعنا في الايام الماضية المواجهات العسكرية والحرب الاعلامية بين دولتا السودان وجنوب السودان قبل ان تتدخل الاتحاد الافريقي ومجلس الامن التابع لمنظمة الاممالمتحدة، وتعتبر هي الاخطر من نوعها بعد استقلال دولة جنوب السودان في يوليو/ تموز العام الماضي ،وكان للبشير ان يتقبل قرار مجلس الامن رقم 2046 بتاريخ 2مايو/ايار القاضي بوقف العدائيات فورأ بين الدولتين وفق قيد زمني لا يتجاوز (48) ساعة والعودة الي طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة ،حيث جاءت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير عشوائية امام حشد جماهيري،بان السودان سينفذ ما يريده ولن ينفذ مالا يريده من قرار مجلس الامن ،ولن تجري مفاوضات مع دولة الجنوب في قضايا الحدود والبترول وأبيي قبل ان تحسم القضية الامنية،وكان القرار (قرار اختياري يمكن ان تنفذ ما تريده وترفض ما لا تريده)، و رغم تصريحات البشير امام الحشد الجماهيري الذي يظهر فيه نفسه بمثابة الرجل الشجاع والمدافع عن الوطن ،يدرك تمامأ بان المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير العبيد مروح قد اعلن قبول السودان بتنفيذ قرار مجلس الأمن ،وابلغ الأعلان كتابتا كل من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي وفقأ لبند القرار الاتي: ( الاعلان عن قبول هذا القرار والعمل بموجبه في قيد زمني لايجاوز اسبوعأ من تاريخ صدور هذا القرار ) ، اما بالنسبة لبند اخراج القوات من اقليم ابيي خلال اسبوعين من اجازة القرار، فقد التزمت حكومة جوبا بسحب قواتها من ابيي واعلنت جاهزيتها للتفاوض مع الخرطوم، التي تعتبر خطوة جيدة تحسب لها، ولذلك ينبغي للحكومة السودانية ان تلتزم بتنفيذ ذلك القرار، وتجري مفاوضات جادة مع دولة جنوب السودان حتي يتم التوصل الي حل القضايا العالقة بين البلدين ،لان عدم حسم هذه القضايا يعني العودة الي المواجهات العسكرية مما يدفع مجلس الامن بالتدخل الفوري مستخدما القوة تحت البند السابع وفقا لصلاحياتها المستمدة من ميثاق منظمة الاممالمتحدة، وكذلك علي الحكومة السودانية التفاوض مع الحركة الشعبية شمال السودان لايقاف الحرب والتوصل للسلام في ولايتي جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ،علمأ بان الاتحاد الافريقي سيرفع تقرير حول الاوضاع مع تقيم واضح ومقترحات الي الأمين العام للأمم المتحدة خلال فترة لا تتجاوز اربعة اشهر.