[email protected] المواطن السوداني عبارة عن خرطة كنتورية عصبية متشابكة الأحاسيس المتضاربة المتناقضة التوجه في أوقات وأحايين كثيرة. مثلاً تجده مبسوطاً أربعة وعشرين قيراط لسبب أو أسباب لا يجب ولا يحتمل فيها أي نوع من الإنبساط والسرور بل قد تكون مدعاة للحزن والبكاء والسخرية والتهكم. فعندما يلعلع في التلفزيون وزير كبيرأو الرئيس نفسه مثلاً وينهر ويزأر ويزمجرويشتم ويسب المعارضة بأنهم مجرد خونة وعملاء ومرجفين على الرغم من أن بعضهم يعملون في الحكومة بل وداخل القصر الجمهوري نجد الكثيرون مبسوطين تلك الإنبساطة الدلهاء البلهاءالتي ليس لها معنى ، وتتكرر نفس هذه الضحكات الغبية عندما تنطلق الشتائم بأنهم سجمانين ورمدانين أي أقطاب المعارضة التاريخية والثورية الشبابية والطالبية وتزداد الهشاشة والبشاشة الهشك بشك أي العبيطة عندما ينعتون بالحشرات الشعبية. هذا السرور الغريب والإنبساط العجيب الذي تبعثه أحاسيس مكتومة منبعه في خريطة المواطن العصبية الباطنية الكنتورية ،تظهر من العقل الباطني وتنفجر فجأة في الهواء الساخن ،مما يقودنا مباشرة لبحث هويته وكنهه وكينونته. فالسوداني بطبعه الكنتوري الثابت ذوالإحساس المقموع سياسياً ولا حظ له في الحرية العامة دعكم من الرفاهية والترفيه .فهوالمكشر المتجهم الساخط دائما وتملأ وجدانه الكآبة ، فقد يسخط فيك وينهرك إذا حكيت له نكتة ظريفة لطيفة لتلطيف الجوويقول لك بالله سيبنا نحن ماناقصين وده وقت هظارونكات وغور كده بلاعوارة وبلا بياخة معاك،فهو حقيقة خرطة عجيبة من الأحاسيس المتناقضة فلا يغركم إنبساطه وضحكته الساخرة فقد ينخرط في ثورة تعيد خريطة السودان المليونية كاملة فهو اليوم يضحك لسخرية الأقدار التي رمته في أيدي سياسيين لم يستطيعوا إنقاذه منذ الإستقلال وإنقاذيين مستجدي نعمة مزقوه ومزقوا الوطن وباعوه وباعوا الوطن. فالوطن في عقل المواطن الباطني هو الذي رسخ في كل الخرط العالمية والمحلية ورسخ في ذاكرته وضميره الحي ويسري في وجدانه في وتربع متجزرا في أحاسيسه وسويداء فؤاده لاينقص ولايزيد عن مليون ميل مربع. وهو كما يقول ويردد ويغني وطني ولامليء بطني. فالخريطة الجنوبية الحديثة التي أجازها مجلسه في جوبا لاتعني للمواطن السوداني شمالاًوجنوباً إلا مجرد خرمجة في خارطة الوطن مثلها مثل ما للتجزأة وفصل الجنوب كله من قبل منتفعيين دوليين ومحليين في الحكومتين يعملون ومازالوا من أجل مصالحهم الخاصة ويسعون في جهات أخرى لنفس الهدف والمسعى. وبدأ المواطن يشعر بالخوف والرعب من خطورة المؤامرة المتصلة المحبوكة الجوانب والأطراف لتمزيق كيان وطنه وهويته.ووضح جلياً له إن كل الخرط والإتفاقيات مجرد تعمية وإهدار للزمن و خرمجة على سطح أرض وموارد الوطن المبلوعة.