الجنين يبتسم ويبكي ويعبس داخل رحم الأم، ومتابعة تعابير وجهه خطوة هامة نحو التعرف لاحقا على صحته. لندن - تمكن باحثون بريطانيون من الكشف عن عدة حركات بالوجه، تقوم بها الأجنة وتتوافق مع البكاء أو الابتسام، مثل العبوس وتقطيب الحاجبين وتجعيد الأنف ورفع الشفتين، ويمكن أن تبدأ قبل الولادة بوقت طويل. وتعتبر نتائج هذه الدراسة حجر الزاوية لفهم تطور الجنين ومشاعره، كما يمكن أن تعطي متابعة تعابير وجهه مدخلاً جديداً للأطباء لتحديد صحته وسلامة البيئة داخل الرحم. وتمكن الباحثون من تحديد 19 حركة صغيرة تقوم بها الأجنة، تتوافق مع تعابير خاصة عند جمعها مع بعضها، وتتطور مع تقدم الحمل، إذ تتحول من مجرد حركة بسيطة كالإبعاد بين الشفتين إلى الجمع بين عدة حركات، مثل تقطيب الحاجبين وتجعيد الأنف ورفع الشفة لتشكيل تعبير وجهي واحد كالتكشير أو الابتسام أو التعبير عن الألم. وقال باحثون بعد قيامهم بدراسة فحوصات اجريت بتقنية التصوير الرباعي الابعاد على 15 جنينا معافا في بطون امهاتهم إنهم يعتقدون ان التثاؤب عملية مرتبطة بنمو الجنين، وهو ما قد يمنح الاطباء طريقة جديدة لتقييم صحة الاجنة. وفي حين اشار بعض العلماء في السابق إلى ان الاجنة تتثاءب فان اخرين اختلفوا معهم في الرأي وقالوا إن ما يحدث لا يعدو ان يكون فتح وضم لفم الجنين اثناء النمو، لكن باحثين بريطانيين كتبوا في دورية "بلوس وان" في وقت سابق إن الدراسة التي قاموا بها استطاعت ان تميز بوضوح بين التثاؤب وفتح الفم اعتمادا على طول قطر فتحة الفم. واجرى الباحثون هذا باستخدام تقنية التصوير الرباعي الابعاد بالفيديو لفحص جميع المرات التي فتح فيها الاجنة افواههم. وقالت نادية ريسلاند باحثة علم النفس السلوكي بجامعة دورهام والتي قادت الدراسة إن وظيفة واهمية التثاؤب لدى الاجنة لا تزال غير معروفة لكن النتائج تشير إلى انه ربما يكون مرتبطا بنمو الجنين وقد يعطي مؤشرا اضافيا لصحة الجنين قبل الولادة. واضافت قائلة "على النقيض منا فإن الاجنة لا تتثاءب لانهم يشعرون بالنعاس.. بل ربما يكون معدل تكرار التثاؤب في الرحم مرتبطا بنضح المخ في المراحل المبكرة من الحمل". واجريت الدراسة على ثمانية اجنة من الاناث وسبعة ذكور في الفترة من 24 إلي 36 اسبوعا من الحمل. ووجد الباحثون إن التثاؤب تراجع من الاسبوع الثامن والعشرين للحمل وانه لم يكن هناك اختلاف واضح في طريقة التثاؤب بين الذكور والاناث.