[email protected] لابد من بناء دولة السودان الحديثة طوبة ..طوبة،حجر..حجرلأنه كما نتابع ونشاهد وكما تشاهدون وتتابعون مأساته ونكبته الوطنية. فقد تم تدميره مادياً وأخلاقياً والسعي مازال جارياً لتدمير هويته لأغراض محددة صارت ليست خافية على أحد. فمنذ أول مؤتمر قمة عربي والهجوم الفظيع على السودان من بعض الدول العربية وغيرها مستمراً. طبعاً بتحريض مبطن (أمري أوروإسرائيلي) بعدم إشراك دولة المليون ميل مربع الخصبة في الجامعة العربية لأنها ستكون عضو قوي وداعم أساسي للمجهود الحربي العربي ضد إسرائيل والتوجه الأمريكي. وسيكون إمتداد وعمق جغرافي طبيعي خطيرلفلسطين ولبعض دول الطوق أوظهروخلفية حماية وعمق إستراتيجي مهم لها (مصرسوريا الأردن والعراق) ، عندما كانت مع إسرائيل في حالة حرب مستعرة عسكرياً ودبلوماسياً. وسوف يحزو حزوها في الدعم المتناهي معظم دول القارة الإفريقية أو تحييدها وعدم عمل علاقات مع الكيان الصهيوني. فهوأكبر وأخصب قطرفي العالم تقريباً بعد أمريكا وكندا. فجاء الرفض بأن السودانيين ليسوا عرباً.بل كانت مضحكة ومهزلة ومسخرة ونكات تصدى لها وزير الخارجية السيد محمد أحمد محجوب العربي الحساني الكواهلي داخل قاعة إجتماع (الغمة) السجم. وفند لهم أفكارهم العربية المشوشة ورغم ذلك وضع السودان في بؤرة المنظار العربي الدولي بخلطته الإفريقية الزنجية السمراء ولكنته التي لاتشبه لكناتهم وألوانهم الآسيوية المتقلبة فلم يخرج منهم من القاعة تلك عربي أصيل إلا اليمني والسوداني حسب المحجوب. وللذكرى نبذة صغيرة عنه: ولد المحجوب عام 1908م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض من أبناء قبيلة الحسانية وتنتسب إلى بني كاهل (الكواهلة) وهم أبناء محمد كاهل بن عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام. وانتشرت في معظم أنحاء السودان.. عاش في كنف خاله محمد عبد الحليم وكان جده لامه عبد الحليم مساعد الساعد الايمن لقائد المهدية عبد الرحمن النجومي.. تلقى تعليمه الأولي في الخلوة فالكتاب بالدويم ثم إلى مدرسة أم درمان الوسطي.. تخرج في كلية الهندسة بكلية غردون التذكارية عام 1929م ،وعمل بمصلحة الاشغال مهندسا اهتم بالدراسات الإنسانية والتحلق بكلية القانون ونال الاجازة في الحقوق عام 1938م، عمل في مجال القضاء حتى استقال عام 1946م، ليعمل بالمحاماةعمله بالسياسة انتخب عضواً بالجمعية التشريعية عام 1947 واستقال منها عام 1948م. سطع نجمه السياسي كاحد القيادات في حزب الامة وناضل من اجل استقلال السودان تحت شعار السودان للسودانين تدرج في المناصب القيادية في الحزب والدولة تولى منصب وزارة الخارجية عام 1957م وفي حكومة ثورة أكتوبر 1964م تولى منصب وزارة الخارجية في عام ،خاطب الجمعية العامة للامم المتحده بعد العدوان الإسرائيلي عامي 1956 والنكسة 1967 م والقى خطبة عصماء باسم الدول العربية وفي فترة الديمقراطية الثانية تولى منصب رئيس الوزراء عام 1967م ،وتولى المنصب مرة أخرى عام 1968م إلى جانب مهام وزير الخارجية. وعقدت في فترته القمة العربية صاحبة اللاءات الثلاث واستطاع بحنكته وخبرته التوسط بين الملك فيصل وجمال عبد الناصر وازالة الخلافات بينهما. ومنذ ذلك التاريخ وبعد لفت النظر للسودان تشكل في الوجدان العام لبعض الجهات والدول النافذة في العالم العربي الخليجي والسعودي والدولي الأوربي والأمريكي خليط الأجناس المتجانس للمكون في هذه الدولة القارة والتي قد تفوق العالم الأجمع بمثل هذه العناصرالفولاذية المختلفة إذا إنصهرت وتماسكت وتشكلت كسبيكة صلدة فولاذية صلبة تسير للأمام بزراعتها المتنوعة كسلة لغذاء العالم كله والمنافس الوحيد لسوق القمح الأمريكي الأسترالي الكندي المسيطر. بالإضافة للتفرد السوداني المحاصيلي المناخي المتنوع كالصمغ والسمسم والدخن والدرة والتمور والأعشاب الطبية المختلفة قرض سنمكة خروع والبهارات والبخوروالحبوب الزيتية المهمة. لهذا فقد تكالبت عليه المخططات المرسومة بدقة لتفتيت هويته وتقسيمه جهويات ثم ترتيبات تصنيفه لقبائل ولغات ولهجات متعددة وتعنصر فئات وألوان متنافرة بالطرق على المسميات لتسمع بشدة زرقة وسمرة وعروبي وجعلي وهواري وشايقى وبرتي وحلفاوي ونوبي وهوساوي وبجاوي وبني هلبة وبني عامر وخاساوي وبقاري وشلكاوي وحمرودينكاوي وحساني ونويري وزقاوي و......إلخ بدلاً من سوداني الرقم الوطني الأول والأساسي. ويبدو أن الضغط المتواصل على الديكتاتوريات وضعف الوازع الوطني للديموقراطيات الطائفية المربوكة ركنت للإنزواء والإنكفاء لمبدأ السلامة وتجميل التقسيم وهد الأركان الهامشية وتشريدها وكأنها عوالق على أجسام مكوناتها اوحشرات طفيلية تمتص دماء ثرواتها وسلطتها وتشوه جاهها ذو البريق اللآمع حتى لاتخسر أكثر بظهور حركات وطوائف قوية من الهوامش وتزعزع كيانها ويضيع بريقها وعضويتها المهللة المكبرة في سوق نخاسة السياسة الطائفي والشهرة والتفرد والبيوتات التي كسبتها بالتعلق بأوهام زائفة لاتبني دولة بل ترفع شأن أفراد وبيت بيتين ثلاثة زائلة في العصر العالمي و السوداني الحديث عصر النت والعولمة جات. فلبناء دولة السودان الحديث يجب على الشعب محو كل آثار الطائفية والأحزاب التقليدية ومن ضمنها وأولها الجبهة (الإسلامية القومية) المتمرجية التي حطمت السودان وفي طريقها لتحطيم بقية الأركان. ومن ثم بناء الدولة السودانية العظمى من جديد وإعادة الهوية الوطنية الجامعة.