[email protected] § تناولت العديد من الصحف الحديث الذي ادلي به الامين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات العبيد مروح ، باستنكار شديد وطالب عدد من الصحفيين باستقالته لتناوله قضايا الصحافة السودانية بشيئ من الاستخفاف الذي ينم عن اسلوب غطرسة ليس بجديد علي (متنفذي) النظام الذين أدخلوا قاموس منفر من الالفاظ والمفردات لم يعتدها الشعب السوداني . ذهب العبيد مروح ابعد من وصف الصحف السودانية بأنها مجرد (كناتين) متمنيا أيضا لو أنها توقفت او أغلقت ابوابها . § قضايا الصحافة تحتاج لامين قوي ومتفرغ لمشاكل المهنة الا ان العبيد مروح يشغل في نفس الوقت موقع الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية والتي هي الاخري تحتاج لمتفرغ مختص نظرا لتعقيدات مشاكلنا مع العالم الخارجي وتاثيرات الخطاب الانفعالي في تازيم علاقاتنا الخارجية كما أقرّ بذلك وزير الخارجية مؤخرا . الجمع بين (تكليفين) ، امانة مجلس الصحافة والمطبوعات بالاضافة الي النطق الرسمي بالشئون الخارجية لابد أن يتأثر (تكليف) علي حساب الآخر وفي حالة العبيد مروح تعقدت قضايا الصحافة بالبلاد وعلاقاتنا الخارجية فقدت النطق والمنطق . § كل المبررات التي ساقها العبيد مروح في حديثه ( المستنكر ) لم يلامس عصب المشكلة ، تارة يحاول دق اسفين بين الناشرين والصحفيين وتارة اخري يقوم بتحليل مبتسر لإحصائية المطبوع والموزع من الصحف التي تبلغ 35 صحيفة لم يصل اجمالي النسخ المطبوعة الي 600 الف في بلد تعداده 33 مليون نسمة واصفاً ذلك بالفضيحة محاولا تحميل المشكلة الي ضعف الامكانيات المادية والفنية والمهنية ، مجرِداً قضايا الصحافة من رأسمالها الحقيقي (الكلمة) المكتوبة ودورها في نشر الوعي والاستنارة التي تستهدف عقل وضمير القارئ . الصحافة ليست سلعة راسمالية محكومة بآلية ( بيزنس) السوق من عرض وطلب . § ما ذهب اليه العبيد مروح بأنها فضيحة في الطبع والتوزيع تكذبه حالة الصحف الرياضية وبعض الصحف التي تمتاز بصفحات رياضية متميزة قبل وبعد لقاءات فرق القمة في المنافسات الداخلية او الخارجية حيث تطبع تلك الصحف ثلاثة اضعاف المعتاد بنسبة توزيع تفوق 100% لان القارئ يستهويه الحدث. في بقية الصحف السياسية التي وصفت بالكناتين وتمني العبيد مروح ان تغلق ابوابها فهي محظورة من تناول الاحداث الهامة و قائمة طويلة من الموضوعات ممنوع نشرها تقع في دائرة اهتمام القاري الذي لن يضيع وقته وماله لقراءه صحيفة السلطان. § الفضيحة الكبري هي أن مجلس الصحافة والمطبوعات لا يزال اعضاءه وعلي راسهم الامين العام (مكنكشين) بكراسي مجلس لم يفعل شيئا تجاه شكاوي عدد من الصحف تعاني الكبت والتضييق وحجر الحريات والمصادرة واغلاقها وتوقيف عدد من الصحفيين واعتقالهم من نظام لا يريد صحافة حرة الا تلك التي تسبح بحمده مقابل اعلاناته وامتيازاته . استقالة الامين ومجلسه هو موقف وطني وقرار شجاع من اجل صحافة حرة.