[email protected] بالأمس تجدد الحديث داخل البرلمان عن (الواقي الذكري).. ذلك الواقي الذي اصبح مهماً للدرجة التي ترك فيها نواب الشعب قضايا المعيشة وزيادة الوقود.. وتفرغوا له تماماً في تلك الجلسة. أذكر وفي معرض الحديث عن الواقي.. فتوى قديمة للدكتور يوسف الكودة اثارت عليه الغبار.. فقامت الدنيا ولم تقعد.. الكودة قال أنّ استخدام الواقي الذكري أخفّ ضرراً لمحاربة ظاهرة الأطفال مجهولي الابوين.. وأخفّ ضرراً على الفتاة من الحمل ثمّ التخلص من الجنين خوفاً المجتمع.. وجآء حديث الكودة من منطلق القاعدة الأصولية التي تتحدث عن الأخذ بِ(أخفّ الضررين).. في وجود حالة زنا واقعة (لا محالة). ومن يسمعون نصف الحديث.. ويفهمون نصف المعلومة .. ويتجولون بها بين الناس قالوا أنّ الكودة يحثّ الشباب على الزنا ويجوِّز لهم استخدام الواقي. الجدل الذي دار بالبرلمان أمس.. وجاء عقب استدعاء وزير الصحة للحديث عن منظمة (DKT) وجمعيات تنظيم الاسرة.. وكان واضحاً في ذلك الجدل أنّ الطرفين يتحدثان عن موضوعين مختلفين.. فالوزير تحدّث عن (تنظيم الاسرة).. والبرلمانيون يتحدثون عن (تحديد النسل).. والرابط بينهما هو (الواقي الذكري).. فهو يستخدم هناك لتنظيم الولادات وتباعدها.. ويستخدم هنا لمنع تخلق الجنين. شركة أو منظمة (DKT) هي منظمة مشبوهة.. تحتاج للتحقيق الموسع من كافة الجهات القانونية والطبية.. وقد ظهرت تحذيرات صحفية وشعبية من مخاطر الأجهزة التي تستوردها تلك الشركة.. وتُرك الأمر في حدود المخاوف.. فهل من العسير تكوين لجنة (طبية قانونية) للنظر في أمر تلك الشركة؟؟.. أم أنّ هنالك مسؤول كبير يقف وراءها هي ايضاً؟؟. وزير الصحة يحمل المعلومة العلمية التي تحاول منع الولادات المتقاربة.. فكل إنسان جديد يتخلق في الرحم يحتاج الى البناء (لحم وعظام) من جسد الأم.. وتعدد الولادات وتقاربها له آثاره السالبة على صحة الأم.. وفيما بعد على الجنين نفسه.. ولا يوجد شرع يحلل هذا الضرر العظيم المترتب على تقارب الولادات.. ولو بحث فقهاء البرلمان والسلطة عنه في كل كتب الفقه. هذا عن الدين.. أمّا العلوم السكانية فتقول أنّ بقاء أيِّ حضارة/مجموعة سكانية يحتاج الى نسبة نمو 2.11%.. وأنّ نقصان تلك النسبة الى 1.9% يهدد تلك المجموعة السكانية بالزوال.. فلو توقف الآباء عند أنجاب طفل واحد فقط فسوف يكون عدد الأبناء نصف عدد الآباء.. ولو أنجباء طفلين فلن يكون هنالك زيادة سكانية.. لأنّ عدد الأبناء سيصبح مساوياً لعدد الآباء. وبسم الله.. ماشاء الله.. لا توجد عندنا الأسرة التي تكتفي بطفل واحد ولا طفلين (إلا بعض المتأثرين بالحضارة الغربية).. وهو تأثر يرجح (تقليل المسؤوليات وزيادة المتعة).. لكنّ إيماناُ بالله واغرٌ في صدور السودانيين يجعلهم ينجبون.. وينجبون. وغير الإيمان فالفقر ايضاً هو عامل آخر يدفع الى زيادة الإنجاب.. فالفقر الذي يولِّد الإحباط والإكتئاب.. يدفع الرجل الى إطفاء آلام الحياة في جسد زوجته.. ولا يبالي.. وقد ثبت أنّ عدد الأبناء لدى الأسر الفقيرة أكبر منه لدى الأسر ميسورة الحال. كُنّا بنقول في شنو؟؟. نعم.. الواقي الذكري هو أداة فقط لا غير.. وهو ك(سلعة) متوفر في الصيدليات وبابخس الأثمان.. ولا يحتاج تملكه لروشتة طبية.. لذا أعتقد أنّ على البرلمان أن يبحث في القضايا الحية.. فهنالك كارثة إقتصادية في الطريق!!!!!!.