٭ أكد حزب مؤتمر البجا أن بقاء المنظمات الأجنبية الإنسانية في شرق البلاد ضرورة تفرضها حاجة الاهالي الماسة لخدماتها في المرحلة الراهنة وطالب الحكومة بالجلوس مع المنظمات للحوار ومناقشة مشروعاتها قبل اصدار قرار بطردها. ٭ وجود المنظمات الاجنبية في السودان قديم ومتواصل وكم من منظمات اخذت طريقها الى السودان في ثمانينيات القرن الماضي قدمت العون الطبي والانساني والتنموي وفتحت ابوابها لتوظيف الشباب الذي استفاد كثيراً من العمل الطوعي والتدريب وصار مرجعاً في ادارة المنظمات بعد ذلك، ولم يخالج حينها احدهم شك في توجهات اخرى لتلك المنظمات غير الذي افردته في (اوراق التحاقها) الاولى في هذا أو ذاك الجزء من الوطن ولقد برزت تلك المؤسسات باسمائها حتى صار الاهالي يحفظونها عن ظهر قلب ويميزون غثها وسمينها إذ ارتبطت عندهم بالانجاز في ثنائية شكل أحد اركانها المواطن الذي أهدته حكومة اليوم قرار طرد المنظمات العاملة في حقول وطنه المختلفة، فتركت في رأسه اكثر من علامة استفهام تنتظر دليلاً يعلن بصدق شبهة التلبس بالجرم لهذه المنظمات الموجودة الآن والتي لا يمكن ان يكون دائرة عملها الطوعي والمجاني في كل الاتجاهات خافياً على رأس الادارة الحكومية التي تقع تحت دائرة متابعتها. فالمنظمات في شرق السودان مثلاً وبإعتراف نائب جنوبطوكر- تلك البقعة المهملة من قبل حكومة الشرق- انها تقدم للمواطن اكثر مما تقدمه الحكومة نفسها إذ استدل بخطاب وزير الشؤون الاجتماعية الذي دار معظمه حول انجازات المنظمات في البحر الاحمر وجنوبطوكر تحديداً. اذاً شهد شاهد من اهل الولاية والدراية على الدور المتعاظم للمنظمات في الشرق عامة وفي جنوبطوكر خاصة. ٭ اننا نحارب من يمد يده ينتشل فشل دولتنا العاجزة عن سد احتياجات مواطنيها الذين يكتفون بعضمة من الذبيح الوفير وتلقي الحديث على عواهنه في جب المنظمات التي مازالت الاصوات في الشرق ترسل تحذيراتها من تردي الاوضاع الانسانية وانعدام التنمية التي سدت ثغراتها من قبل المنظمات التي صارت اليوم تدير عملاً سياسياً بالوكالة وفق من صرّح بذلك. ٭ صدمة كبيرة للمواطن الذي تهمله دولته فيعتمد على التعليم والسقيا من منظمات منتشرة في السودان تعمل على إحياء الروح العطشى وتغذية العقل، وتزداد الصدمة بخروج المنظمات المعينة بالمجالين ما يؤكد ان هذه المنظمات في الشرق الفقير أهدت تنمية عجز المركز عن مدها بها مثلما يعجز يومياً عن رتق اقتصاد المواطن في كل السودان الذي تنوي وزارة المالية المركزية قتله والمشي في جنازته بنزع آخر ورقة من دفتر حياته المعيشية ورفع الدعم عن المحروقات. ٭ إذا كان نموذج منظمة (لاروش دي ذويه) الفرنسية مسيئاً وعمل على اختراق اللوائح الوطنية فإن الحس الوطني وتناميه لدى الجميع استطاع ان يهزم توجهات المنظمة إذ اسرع المواطن بفرز كيمان المنظمات التي يلتحق بمكاتبها واداراتها شابات وشباب صافي الهوية السودانية برزت مهاراتهم في العمل الطوعي الرسالي من اجل المواطن والطفل، فاعترفت به الامكنة والاشخاص الذين وصفوا قرار طرد المنظمات بالمتسرع وغير الموفق. ٭ يأتي حديث الفريق عبد القادر يوسف في هداليا عن المنظمات وقوله بعد السماح لها بإفساد دين واخلاق أبناء هذا الوطن حديث لا يتعلق بجوهر عمل المنظمة الاجتماعي الطبي الانساني التنموي المعترف به داخل الولاية بل يتعداه ليمس جانباً ليس من اختصاص المنظمات التي تعمل تحت سمع وبصر الفريق الذي يجب ان يباعد بين هذا الافساد الديني والاخلاقي بالتربية القومية للنشء واشاعة السلوك الايجابي واعلاء القيمة المثلى والفضلى للدين والتعايش والتمسك بنزاهة الافعال والبعد عن الفساد والمفسدة، بالتوعية وغرس سماحة الدين الاسلامي اضافة الى المتابعة اللصيقة لملف عمل المنظمات وأثره في المجتمع واحصاء ايجابياتها وسلبياتها ثم بوضع خطوتها على الطريق القويم ان حاولت الحياد عنه، وذلك وفق الاتفاق المبرم بين المنظمة والولاية التي لا أظن انها ستترك نافذة مشرعة لدخول المنظمة عبرها الى الممنوع. اذاً يأتي ترسيخ القيم الانسانية والدينية والاخلاقية هو العبء الذي يجب ان تحمله جهات الاختصاص على كتفها لحماية الابناء من التنصير والتبشير وما الى ذلك من كلمات يُسْتَلبْ بها حقائق الاشياء وجوهرها من ايجابيات المنظمات التي جاء الاعتراف بدورها في تبديل حياة المجتمعات الفقيرة على ألسنة الكُبار. فهلاَّ تركنا الوساوس؟ همسة: في عينيه قرأت تاريخي.. وقصة حياتي الآمنة.. وعند نظرته الأولى. اغتسلت من وزر الخيانة.. واعلنته ملكاً على عرش.. السكون القادم... nimiriat@hot mail.com الصحافة